منذ نشأتها في عام 1928 على يد حسن البنا، تُمثل جماعة الإخوان المسلمين نموذجًا صارخًا للجماعات التي تستغل الدين لتحقيق أغراض سياسية. عبر تاريخها، أثبتت هذه الجماعة أنها لا تتورع عن استخدام العنف والإرهاب لتحقيق مصالحها، ما جعلها أحد أخطر التحديات التي واجهت مصر وشعبها. وفي عام 2013، كانت ثورة 30 يونيو هي الرد الحاسم من الشعب المصري على محاولات الإخوان للاستئثار بالسلطة وتفكيك هوية الدولة الوطنية.
اليوم، يظل الموقف من جماعة الإخوان ثابتًا وواضحًا: لا صلح ولا تصالح مع الإخوان. هذا الموقف ليس مجرد شعار سياسي، بل هو التزام وطني بحماية أمن مصر واستقرارها، ودفاع عن تضحيات شعب رفض أن يكون رهينة لجماعة تعمل وفق أجندات تخريبية لا تؤمن بالدولة أو سيادة القانون.
الإخوان: تاريخ من الجرائم والمؤامرات
جماعة الإخوان المسلمين لم تكن يومًا حركة دعوية كما زعمت، بل حركة سياسية تسعى للوصول إلى السلطة بأي وسيلة، حتى لو كان ذلك على حساب دماء الأبرياء. تاريخ الجماعة مليء بالجرائم، سواء في فترة ما قبل حكمها أو خلال العام الكارثي الذي حكمت فيه مصر، أو حتى بعد سقوطها بثورة 30 يونيو.
الجرائم في الماضي البعيد
• اغتيال النقراشي باشا عام 1948: اغتيل رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي على يد أحد أعضاء الجماعة بعد قراره بحلها.
• محاولة اغتيال جمال عبد الناصر عام 1954: كشفت حادثة المنشية الوجه الحقيقي للإخوان، حيث حاولوا اغتيال الرئيس عبد الناصر لإجهاض مشروعه الوطني.
• اغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981: رغم دور السادات في إطلاق سراح قيادات الجماعة وإعادة دمجهم في الحياة العامة، غدروا به خلال احتفالات نصر أكتوبر.
الجرائم خلال فترة حكم الإخوان
عندما وصل الإخوان إلى الحكم في عام 2012، لم يكونوا مؤهلين لإدارة الدولة، بل كانوا يسعون إلى السيطرة عليها من خلال سياسة “الأخونة”. ارتكبت الجماعة العديد من الجرائم التي لا يزال الشعب المصري يتذكرها:
1. محاصرة المحكمة الدستورية العليا: منع قضاة المحكمة من أداء عملهم، في محاولة لتعطيل القضاء وإخضاعه لرغبات الجماعة.
2. أحداث الاتحادية: قمع المتظاهرين السلميين الذين رفضوا الإعلان الدستوري الذي أصدره محمد مرسي، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
3. أخونة مؤسسات الدولة: محاولات زرع عناصر الجماعة في مفاصل الدولة لتحويلها إلى أداة تخدم مصالح الإخوان فقط.
4. إهدار الموارد الوطنية: توقيع اتفاقيات مشبوهة تهدد أمن مصر القومي، مثل مخطط تأجير قناة السويس لجهات أجنبية.
الجرائم بعد الإطاحة بهم
بعد أن أسقط الشعب حكم الإخوان في 30 يونيو 2013، لجأت الجماعة إلى العنف والإرهاب في محاولة يائسة لإعادة السيطرة. من أبرز هذه الجرائم:
1. حرق الكنائس: في أغسطس 2013، تعرضت أكثر من 60 كنيسة وممتلكات قبطية للاعتداءات، ما أثار غضب المصريين بمختلف طوائفهم.
2. اغتيال النائب العام هشام بركات: في يونيو 2015، استهدفت الجماعة رمزًا من رموز العدالة في مصر.
3. استهداف البنية التحتية: شملت جرائمهم تخريب أعمدة الكهرباء، تفجير خطوط الغاز، والهجوم على مؤسسات الدولة.
4. استهداف القوات المسلحة والشرطة: اغتيال الضباط والجنود، بما في ذلك استشهاد القائد البطل أحمد منسي، الذي سيظل رمزًا للتضحية والشجاعة في مواجهة الإرهاب.
30 يونيو: ثورة شعبية ضد الإرهاب والتطرف
ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد رفض لحكم الإخوان، بل كانت رفضًا لمنهجهم في تدمير الدولة الوطنية. عندما خرج ملايين المصريين إلى الشوارع، كانوا يدافعون عن هويتهم ووطنهم في مواجهة مشروع الإخوان الذي كان يسعى لتحويل مصر إلى دولة طائفية تخدم أجندات دولية وإقليمية.
تفويض الشعب في 26 يوليو 2013 كان علامة فارقة. هذا التفويض لم يكن مجرد دعم للدولة في مواجهة الإرهاب، بل كان إعلانًا شعبيًا بأن مواجهة الإخوان هي دفاع عن الوطن، وأن عودة هذه الجماعة إلى الساحة السياسية أمر مرفوض تمامًا.
لماذا لا صلح مع الإخوان؟
1. خطر دائم على الأمن القومي
الإخوان ليست جماعة سياسية طبيعية يمكن التصالح معها، بل هي تنظيم دولي يعمل في الظل، يسعى لإسقاط الدولة الوطنية وإقامة ما يسمى “الخلافة”. أهدافهم لا تتوافق مع سيادة الدول، بل تعتمد على نشر الفوضى والانقسام.
2. تاريخ من الغدر والخيانة
التاريخ يُظهر بوضوح أن الإخوان لا عهد لهم. بعد أن منحهم السادات فرصة للمشاركة في الحياة العامة، غدروا به. وبعد أن وصلوا إلى الحكم، حاولوا تفكيك الدولة لصالح مشروعهم الخاص.
3. رفض شعبي مطلق
المصريون الذين خرجوا في 30 يونيو أكدوا رفضهم القاطع للإخوان. هذا الرفض ليس فقط لما ارتكبوه من جرائم، بل لأنهم يمثلون فكرًا متطرفًا لا يتماشى مع طبيعة المجتمع المصري.
الدفاع عن شرعية 30 يونيو
الدفاع عن ثورة 30 يونيو هو دفاع عن مصر وهويتها. هذه الشرعية تستند إلى موقف حاسم: لا صلح ولا تصالح مع الإخوان. أي محاولة للتصالح معهم تعني خيانة لدماء الشهداء الذين ضحوا بحياتهم دفاعًا عن الوطن، ولأبناء الشعب الذين قاوموا الإرهاب ورفضوا الاستسلام له.
إن بقاء مصر قوية ومستقرة يتطلب استمرار المواجهة مع الإرهاب بكل صوره، وعلى رأسه جماعة الإخوان. لا يمكن السماح لهم بالعودة إلى الساحة السياسية أو الاجتماعية، لأن عودتهم تعني إعادة إنتاج الكوارث التي عاشها الشعب المصري خلال فترة حكمهم.
ختامًا: مصر تنتصر للعدالة وللشهداء
مصر اليوم أقوى وأكثر وعيًا بفضل تضحيات أبنائها، وبفضل الموقف الحاسم ضد الإرهاب. لن تُنسى دماء الشهداء، ولن يُسمح لجماعة الإخوان بأن تعود لتهدد أمن الوطن واستقراره.
المصريون قالوا كلمتهم في 30 يونيو، وسيظلون يرددونها: لا صلح ولا تصالح مع الإخوان. مصر أمانة في أعناقنا، ولن نفرط فيها أبدًا.