نيفين خله تكتب:
بيكيا بيكا، صوت ينادي في الشوارع،كل قديم للبيع، مش مهم لو كان نافع!أب عانى وكافح، شال البيت على كتافه،قالوا كبر، وخلاص دوره راح، نوديه بيكيا لآخر وقافه!
أم كانت الحنان في وسط العيلة،
شابت وتعِبت، ما عادت تتحمل،
قالوا: متلزمنيش، البيكيا أولى بيها، بلاش تضيع مننا كل ليلة.
بيكيا بيكا، أخ اتسندت عليه وقت الهم،
لكن لما شكّى لي، قلت له: بلاش الزن.
حملتك يا أخوي غلطة، البيكيا مفتوحة،
روحها بعيد، متلزمنيش يا عمّ.
بيكيا بيكا، أخت زمانها خلاني قوي،
لكن لما احتاجتني، قلت: مفيش وقت، القوي بقى مشغول.
البيكيا تناديكِ يا أختي،
متلزمنيش، أنا مش فاضي أشيل مسؤول.
أصحاب كانوا سكر وزمان،
لما الدنيا سابت الحلاوة وصارت دخان،
قلت: متلزمنيش، بيشاركوني الأحزان،
البيكيا أرخص، الصُحبة بقت غُلب على الإنسان.
زوجه عشقت روحها في البداية،
لكن طلباتها بقت بحر ما له نهاية.
قالت: العيال عايزين، والبيت محتاج.
قلت لها: متلزمنيش، خليني أعيد التفكير،
البيكيا تحلّ المسألة، أقلها سعرها مش كبير!
بيكيا بيكا، العيال زنّوا وقالوا: “بابا”،
قلت: كفاية كده! البيكيا فيها رحمة،
خدوا العيال وشيلوا الغُمّة،
أنا حر، وما يهمنيش الزن بعد الغُرّة.
الحياة نفسها في المزاد،
البيكيا تشتري كل شيء: أحلام، ذكريات، وجوه بلا حياة.
لكن مين قال البيكيا مجرد سوق؟
هي مرايا الحياة اللي بتكشف الزيف فوق الزيف وتفوق.
صوت البيكيا ينادي:
“تعالوا شوفوا كل اللي مش نافعين”،
بس مين قال؟ يمكن اللي مش نافع ليك،
كان يومًا ضحكة بترجع الروح للمجروح.
بيكيا بيكا، الدائرة بتلف،
اللي بعته النهاردة، بكرة هتحتاجه تنضف.
لكن، لما تفوق، هتلاقي صوت في الشارع،
بيقول بصراحة: “متلزمش يا عمّ، روحك في بيكيا!”
الأرواح، زيها زي أي بضاعة،
تهملها تتحول لسلعة رخيصة بلا نفاعة.
يا عم البيكيا، خلّي عندك قلب،
بلاش تأخذ اللي اتبهدل من الإهمال والحرب.
مين يشتري قلب كان حنين؟
مين يصلح روح تقطعت من سنين؟
البيكيا مفتوحة، لكن ما بتصلحش العيوب،
مجرد مكان للبعد عن أي ذنوب.
في النهاية، كلنا بيكيا،
نستنى يومنا في المزاد.
لكن اللي فاهم اللعبة،
بيعرف يعيد التدوير، مش يرمي اللي كان فيه فؤاد.