في خطوة تعكس رؤية الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لتغيير النظام الصحي، تم ترشيح الدكتور مارتي عادل مكاري، الأستاذ في جامعة جونز هوبكنز، لقيادة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA). يشتهر مكاري بمواقفه الجريئة وآرائه النقدية، خاصة خلال جائحة كوفيد-19، حيث عارض تفويضات اللقاحات وبعض إجراءات الصحة العامة الأخرى. يطرح ترشيحه إشارة واضحة على أن ترامب يسعى لإجراء تغييرات جذرية في منظومة الصحة الأمريكية التي وصفها مكاري بأنها “معطلة وتحتاج إلى إعادة إصلاح”.
من هو الدكتور مارتي مكاري؟
مارتي مكاري وُلد في ليفربول بإنجلترا لأبوين مصريين، وانتقلت عائلته إلى الولايات المتحدة في فترة طفولته. والده كان طبيبًا متخصصًا في أمراض الدم، مما كان له أثر عميق في تشكيل مسار حياته المهنية. عمل مكاري جراحًا وأستاذًا للصحة العامة بجامعة جونز هوبكنز، وأصبح واحدًا من أبرز المعلقين الصحيين في الإعلام الأمريكي. كما يُعتبر مؤلفًا بارزًا كتب العديد من الكتب والمقالات التي تناقش القضايا الشائكة في النظام الصحي الأمريكي، مثل الإفراط في وصف الأدوية وتأثير شركات التأمين والأدوية على الأطباء وصناع القرار.
مواقفه الجريئة خلال الجائحة
برز اسم مكاري خلال جائحة كوفيد-19 بفضل مواقفه الجريئة والمعارضة لبعض السياسات السائدة. كان من أبرز المنتقدين لتفويضات اللقاحات، حيث دعا إلى التركيز على الشفافية وتقديم البيانات العلمية بشكل واضح. انتقد أيضًا إدارة الغذاء والدواء (FDA) لافتقارها إلى الشفافية في بعض القرارات، مثل الموافقة السريعة على جرعات معززة للقاحات دون استشارة لجان مستقلة من الخبراء.
قال مكاري في مقالات رأي إنه يجب تعزيز ثقة الجمهور في المنظومة الصحية من خلال تبني قرارات مدروسة تُبنى على العلم وتُعرض بشكل صريح أمام العامة.
إصلاح النظام الصحي
يمثل ترشيح مكاري رؤية مختلفة تمامًا لإدارة الغذاء والدواء. إذ أشار في أكثر من مناسبة إلى أن النظام الحالي يخضع لضغوط كبيرة من شركات الأدوية والمصالح الاقتصادية. دعا مكاري إلى تعزيز استقلالية الهيئة عن النفوذ الاقتصادي، مشددًا على ضرورة إعادة هيكلتها بحيث تكون الأولوية للصحة العامة ورفاهية المواطنين.
منظور قيمي وإنساني
يحمل مكاري إرثًا ثقافيًا عميقًا من جذوره القبطية المصرية. هذا الإرث يجعله أكثر تفهمًا لتحديات المجتمعات المتنوعة والسعي لتحقيق العدالة في تقديم الخدمات الصحية. إن قيمه المستمدة من جذوره ومن مسيرته الأكاديمية والمهنية تجعل منه شخصية فريدة قادرة على تولي هذا المنصب الحساس.
توقعات وآمال
يتطلب ترشيح مكاري موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي، وهو ما قد يكون خطوة ليست بالسهلة نظرًا لحساسية سياساته ومواقفه الانتقادية السابقة. لكن في حال تعيينه، يُتوقع أن يجلب معه تغييرات جذرية للسياسات الصحية، مما قد يشكل نقطة تحول في تاريخ إدارة الغذاء والدواء.
إن اختيار ترامب لمكاري يعكس أهمية وجود قادة يتمتعون برؤية واضحة وشجاعة لمواجهة التحديات. كما أن جذور مكاري المصرية تضيف بُعدًا رمزيًا قويًا لهذا التعيين، ما يعزز من فخر الجالية المصرية في الخارج بأحد أبنائها الذين استطاعوا الوصول إلى قمة التأثير العالمي في مجال الصحة العامة.
