في لحظة مليئة بالحزن والأسى، ودّعت محافظة كفر الشيخ إحدى سيداتها الفاضلات، حيث انتقلت إلى رحمة الله تعالى زوجة الأستاذ سامي غالي عن عمر ناهز الستين عامًا، بعد صراع طويل مع المرض الذي تحملته بصبر وإيمان. رحيلها لم يكن مجرد فقد لعائلتها فقط، بل لخسارة كبيرة لأهالي المنطقة الذين عرفوها بسمو أخلاقها وسيرتها العطرة، حيث كانت شخصية تحمل الكثير من الحب والعطاء، ولم تتوانَ يومًا عن تقديم المساعدة لكل من حولها.
الفقيدة كانت مثالًا يُحتذى به في حياتها الأسرية والاجتماعية، فقد عرفت بدورها الكبير في دعم أسرتها وتماسكها، وكانت دائمًا مصدر قوة وحكمة لكل من لجأ إليها. تركت خلفها إرثًا كبيرًا من المحبة والإخلاص الذي سيبقى شاهدًا على حياتها التي أضاءتها بالتفاني والكرم.
وفي كلمات مؤثرة عن رحيلها، قال شقيقها أحمد محمد عثمان: “كانت أختًا مخلصة تحمل في قلبها كل معاني الطيبة والوفاء. لم تتأخر يومًا عن مساعدة أحد، وكانت دائمًا صاحبة النصيحة الصادقة والموقف الحكيم. لقد علمتنا معنى العطاء بلا حدود، وكيفية الوقوف بجانب من نحب في كل الظروف. رحلت عنا جسدًا، لكنها ستظل في قلوبنا وذاكرتنا إلى الأبد.”
ومن جهته، قال شقيقها سامي محمد عثمان: “فقدنا اليوم شقيقتنا الغالية التي كانت بحق رمزًا للعائلة وركنًا أساسيًا في حياتنا. لقد كانت تتحمل المسؤولية بشجاعة نادرة، وتواجه الأزمات بروح قوية وإيمان عميق. كانت شقيقتي نموذجًا للصبر والعطاء، وكانت دائمًا ملاذًا لنا في كل لحظة صعبة. لن تُمحى ذكراها من قلوبنا، وستظل حاضرة بروحها الطيبة في كل تفاصيل حياتنا.”
وفي إطار النعي، أعرب الكاتب الصحفي صموئيل العشاي عن حزنه العميق لرحيل الفقيدة، وكتب: “اليوم فقدنا شخصية عظيمة كانت عنوانًا للإنسانية والطيبة. لقد كانت سيدة استثنائية جمعت بين الصبر والقوة، وبين العطاء والحب. تركت أثرًا جميلًا في حياتنا، وكانت مثالًا للمرأة المصرية الأصيلة التي كرست حياتها لأسرتها ومجتمعها. نسأل الله أن يغفر لها ويسكنها فسيح جناته، وأن يلهم أهلها الصبر والسلوان.”
هذا الرحيل ترك أثرًا بالغًا في قلوب أهل كفر الشيخ، حيث شهدت جنازتها حضورًا كثيفًا من أفراد العائلة وأهالي المنطقة الذين حرصوا على تقديم واجب العزاء، مؤكدين أن الفقيدة كانت صاحبة الابتسامة الدافئة والكلمة الطيبة التي كانت تبث الأمل في قلوب الجميع.
رغم معاناتها الطويلة مع المرض، واجهت الراحلة هذه المحنة بشجاعة وإيمان، ولم تفقد يومًا ابتسامتها أو ثقتها في الله. كان صبرها على المرض درسًا لكل من حولها، حيث أثبتت أن الإيمان يمنح الإنسان قوة تتجاوز الألم والمعاناة.
برحيلها، تخسر كفر الشيخ واحدة من أعمدة المحبة والعطاء، لكن ذكراها ستظل خالدة في القلوب، وشخصيتها ستبقى نموذجًا يُحتذى به في الوفاء والصبر. نسأل الله أن يتغمدها بواسع رحمته، وأن يجعل مثواها الجنة، ويلهم أهلها وأحباءها الصبر والسلوان.