يمرض قلبه سريعًا…
ذلك الذي يملأ بطنه بالطعام بلا حساب، ينسى أن المعدة بيت الداء،
الذي يُكثر من تناول الخبز والأرز والمكرونة والمعجنات،
وكأنها الغذاء الوحيد، دون توازن أو تنويع.
ذلك الذي يتعشّى متأخرًا ثم ينام فورًا،
متجاهلًا أن الجسد يحتاج وقتًا لهضم الطعام،
فيترك معدته تعمل طوال الليل بينما ينام هو مثقلًا.
يمرض قلبه سريعًا…
ذلك الذي يطهو طعامه بالسمن الصناعي،
والزيوت المهدرجة التي تسد الشرايين،
الذي يُفرط في تناول اللحوم الحمراء والمصنعة،
دون أن يلتفت إلى المخاطر التي تُحدق بقلبه.
ذلك الذي يُكثر من الدقيق الأبيض،
ويُضيف ملح الطعام بسخاء دون مراعاة،
وكأن جسده لا يُعاني من احتباس السوائل أو ارتفاع الضغط.
ذلك الذي يهمل تناول الفواكه الطازجة والخضروات الغنية بالألياف والفيتامينات،
ويستبدلها بأطعمة خالية من القيمة الغذائية.
يمرض قلبه سريعًا…
ذلك الذي يشرب الصودا بكثرة،
كأنها مشروب الحياة، دون أن يدرك أنها عدو القلب الأول.
ذلك الذي يُفرط في تناول العصائر المحلاة بالسكر الصناعي،
فيحمل جسده عبء مواجهة السكر الزائد.
ذلك الذي ينسى شرب الماء بالكميات التي يحتاجها الجسم،
ويترك خلاياه تصرخ عطشًا دون استجابة.
يمرض قلبه سريعًا…
ذلك الذي لا يعرف الرياضة إلا من شاشة التلفاز،
الذي لا يمشي ولو خطوات بسيطة لتحريك جسده،
الذي يُدمن الجلوس على الأريكة بالساعات،
غير مدرك أن قلة الحركة هي أولى خطوات انهيار القلب.
ذلك الذي يحرم نفسه من النوم العميق والكافي،
متجاهلًا أهمية الراحة لجسد أنهكه التعب وضغوط الحياة.
يمرض قلبه سريعًا…
ذلك الذي يدخن السيجارة تلو الأخرى وكأنها ترياق الراحة،
الذي يجالس المدخنين في بيئة مشبعة بالدخان،
الذي لا يُفارق الكافيهات الملبدة بغيوم الشيشة،
وكأن الهواء الملوث لن يصل إلى رئتيه أو قلبه.
يمرض قلبه سريعًا…
ذلك الذي يُهمل صحته ولا يتابع مستويات السكر في دمه،
ولا يهتم بقياس الضغط أو متابعة الكوليسترول،
وكأن قلبه من فولاذ لا يتأثر بتلك الأرقام.
يمرض قلبه سريعًا…
ذلك الذي لا يعرف كيف يتكيف مع ضغوط الحياة،
الذي يغضب كثيرًا وينفعل على أتفه الأسباب،
ذلك الذي ترك نفسه فريسة للهموم والتوتر،
الذي لم يتعلم فن الابتسام،
ولا يدرك أن الابتسامة دواء للقلب والروح.
وفي النهاية…
القلب ليس مجرد عضلة،
بل هو مرآة لما نقدمه لأنفسنا،
فإن عاملناه بإهمال، سيكون العقاب سريعًا…