التقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالرئيس النيجيري “بولا تينوبو”، وذلك على هامش قمة مجموعة العشرين المنعقدة في مدينة “ريو دي جانيرو” بالبرازيل. وجاء هذا اللقاء في إطار حرص القيادتين المصرية والنيجيرية على تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة لشعبي البلدين، ويعكس الدور المحوري لمصر ونيجيريا في القارة الأفريقية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن المباحثات بين الرئيسين تناولت بشكل واسع سبل تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في العديد من المجالات الحيوية. وقد أشار الجانبان إلى أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي، وزيادة التبادل التجاري، وتطوير آليات الاستثمار المشترك بين البلدين، بما يتماشى مع توجهات مصر نحو تعزيز النمو الاقتصادي المستدام وتطوير العلاقات الاقتصادية مع شركائها في القارة الأفريقية. وأكد الرئيس السيسي أن مصر تنظر إلى نيجيريا باعتبارها شريكًا استراتيجيًا ذا ثقل في المنطقة، معربًا عن تطلعه إلى تعزيز الاستثمارات المصرية في السوق النيجيري، خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة والاتصالات والصناعات التحويلية.
كما شهد اللقاء مناقشات مكثفة حول قطاع الصحة، حيث أكد الرئيسان أهمية تعزيز التعاون الثنائي في تطوير نظم الرعاية الصحية وتبادل الخبرات في مكافحة الأمراض والأوبئة. وأوضح الرئيس السيسي استعداد مصر لتقديم الدعم الفني والمساعدة لنيجيريا في بناء قدراتها الصحية، من خلال تقديم برامج تدريبية وتبادل الخبرات الطبية، لاسيما في ضوء نجاح مصر في تحسين جودة خدمات الرعاية الصحية في السنوات الأخيرة. من جانبه، أبدى الرئيس تينوبو اهتمامًا كبيرًا بالاستفادة من التجربة المصرية في هذا المجال، مرحبًا بتوسيع نطاق التعاون الصحي.
وفي سياق آخر، تطرق اللقاء إلى التحديات الأمنية التي تواجه القارة الأفريقية، حيث ناقش الرئيسان سبل تبادل الخبرات والتعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف. وأكد الرئيس السيسي على أهمية التعاون الإقليمي لمواجهة التنظيمات الإرهابية وإيجاد حلول جذرية للأزمات الأمنية، بما يضمن حماية استقرار الدول الأفريقية وسلامة شعوبها. وأعرب الرئيس تينوبو عن تقديره لجهود مصر في هذا المجال، مشيرًا إلى ضرورة تكثيف العمل المشترك والتنسيق بين الدول الأفريقية للتصدي للتحديات الأمنية.
كما استعرض الجانبان الأوضاع المتعلقة بالسلم والأمن في القارة الأفريقية، وأكدا على أهمية تثبيت دعائم السلام والاستقرار القاريين، والحفاظ على أمن وسيادة واستقلال دول القارة. وقد أعرب الرئيسان عن تطلعهما إلى تحقيق تقدم ملموس في مسار تعزيز السلم والأمن، وذلك عبر تفعيل أطر التعاون داخل الاتحاد الأفريقي، بما يضمن تحقيق أهداف الشعوب الأفريقية في العيش بسلام وكرامة، ويتيح لها المجال للمضي قدمًا في مسيرة التنمية.
وعلى صعيد التعاون الإقليمي، أكد الرئيسان أهمية تعزيز العمل المشترك بين الدول الأفريقية لتحقيق التكامل الاقتصادي، وتفعيل استراتيجيات التنمية المستدامة التي تساهم في تنفيذ أجندة 2063 للاتحاد الأفريقي، والتي تهدف إلى دفع القارة نحو الرخاء والتطور في شتى المجالات. وأشار الرئيس السيسي إلى أن أجندة 2063 تُعَد إطارًا طموحًا لتحقيق التنمية الشاملة، مؤكداً دعم مصر الكامل لتحقيق أهدافها بالتعاون مع جميع الدول الشقيقة، وعلى رأسها نيجيريا.
في ختام اللقاء، أعرب الرئيسان عن حرصهما على استمرار التواصل والتنسيق المشترك في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز العلاقات الثنائية على كافة المستويات، بما يخدم مصلحة الشعبين ويعزز استقرار وازدهار القارة الأفريقية.