التقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي برئيس وزراء سنغافورة “لورانس وونج” على هامش مشاركة السيد الرئيس في اجتماعات قمة مجموعة العشرين، التي عُقدت في مدينة “ريو دي جانيرو” بالبرازيل، والتي تُعَد من أبرز المحافل الدولية للتعاون الاقتصادي والسياسي بين كبرى اقتصادات العالم. وجاء هذا اللقاء ليؤكد على العلاقات المتميزة التي تجمع مصر وسنغافورة في مختلف المجالات، كما يعكس حرص القيادة السياسية في كلا البلدين على تعميق أواصر التعاون وتعزيز الشراكات الاقتصادية والتنموية، بما يحقق مصالح شعبي البلدين ويعزز الاستقرار الإقليمي والدولي.
وذكر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء تناول بشكل موسع سبل تطوير التعاون الثنائي، حيث أشار الجانبان إلى اعتزازهما بالعلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط البلدين منذ عقود، وأكدا على أهمية المضي قدماً في تنفيذ المشروعات المشتركة وتوسيع نطاق التعاون في مختلف القطاعات الحيوية. ومن أبرز هذه القطاعات التعاون الاقتصادي والاستثماري، حيث أبدى الجانب المصري حرصه على جذب مزيد من الاستثمارات السنغافورية إلى مصر، في ضوء المناخ الاستثماري المواتي الذي توفره الدولة المصرية عبر برامج الإصلاح الاقتصادي والبنية التحتية الحديثة، بما في ذلك المدن الجديدة، والمناطق الاقتصادية، ومشروعات الطاقة المتجددة. وقد أعرب رئيس وزراء سنغافورة عن تطلع بلاده إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع مصر والاستفادة من الفرص الواعدة التي يتيحها الاقتصاد المصري المزدهر.
في سياق متصل، أكد الجانبان على أهمية تفعيل آليات الحوار الثنائي على مختلف المستويات الحكومية والخاصة، لتبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا وتطوير الكوادر البشرية في مختلف المجالات، مثل التعليم، الصحة، والإدارة العامة. كما اتفق الطرفان على متابعة المشاريع المشتركة وتطوير خطط استراتيجية تضمن تحقيق أهداف التعاون المشترك.
وعلى الصعيد الثقافي، كانت العلاقات الثقافية بين البلدين محوراً هاماً من محاور النقاش، حيث جرى التركيز على سبل تعزيز التبادل الطلابي والتعاون التعليمي. فقد أبدى السيد الرئيس السيسي اهتماماً كبيراً بزيادة عدد المنح الدراسية المقدمة من الأزهر الشريف للطلاب السنغافوريين، بهدف تعزيز الفهم الصحيح للإسلام الوسطي وتعزيز الحوار الثقافي والديني، في حين أعرب رئيس الوزراء السنغافوري عن تقديره للدور البارز الذي يضطلع به الأزهر الشريف في نشر قيم التسامح والتعايش السلمي، مشيداً بجهوده في إعداد أجيال من الطلاب الملتزمين بالوسطية والتعاون بين الثقافات.
كما تناول اللقاء المنح الدراسية المقدمة من المؤسسات التعليمية والتدريبية في سنغافورة للطلاب المصريين، والتي تهدف إلى تمكينهم من الحصول على تعليم متميز في مجالات العلوم والتكنولوجيا والإدارة، مما يساهم في دعم جهود التنمية المستدامة في مصر وتعزيز التبادل المعرفي بين شعبي البلدين.
وفي الشأن الإقليمي والدولي، ناقش الجانبان تطورات الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، حيث استعرض السيد الرئيس رؤية مصر بشأن التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه المنطقة، وأهمية العمل المشترك لاستعادة الاستقرار وتعزيز التعاون الإقليمي في مواجهة الأزمات. وقد أبدى رئيس وزراء سنغافورة اهتماماً كبيراً بهذه الرؤية، معرباً عن تقدير بلاده للدور المحوري الذي تقوم به مصر في استعادة الاستقرار ومنع انزلاق المنطقة نحو نزاعات واسعة قد تكون لها تداعيات خطيرة على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن اللقاء شهد تبادلاً للرؤى حول سبل تعزيز التنسيق والتعاون في المحافل الدولية، بما يعكس الالتزام المشترك بالعمل على بناء نظام عالمي أكثر توازناً وعدالة، يأخذ في اعتباره مصالح الدول النامية وتطلعات شعوبها نحو التنمية الشاملة والازدهار الاقتصادي. وقد أكد الجانبان عزمهما على مواصلة الحوار والتعاون لتحقيق هذه الأهداف، معربين عن ثقتهما بأن الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من التقارب والإنجازات المشتركة التي تساهم في تحقيق التقدم والرخاء لشعبي البلدين.