صمويل العشاي يكتب:
شهدت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، احتفالًا مهيبًا بعيد جلوس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، حيث اجتمع 115 أسقفًا ومطرانًا من مختلف الأبرشيات في مصر وخارجها، في تأكيد عميق على وحدة الكنيسة وقوتها رغم كل التحديات والادعاءات التي تهدف إلى بث الانقسام أو الفتنة.
قداس روحي ولقاء محبة
تقدم قداسة البابا تواضروس الثاني القداس الإلهي محاطًا بجمع غفير من المطارنة والأساقفة الذين توافدوا من كل مكان ليشاركوا في هذا اليوم المميز، مشددين على رسالتهم الموجهة للجميع بأن الكنيسة لا تزال قوية ومتماسكة أمام الأزمات. وتحوّل القداس إلى سماء روحية تملأها مشاعر الفخر والحب، وكانت روح الوحدة والتلاحم واضحة في الروح الكنسية.
أظهر غياب الأساقفة الذين حالت ظروفهم الصحية دون المشاركة، والذين لم يتوانوا عن التواصل بقداسة البابا لتقديم التهاني، معبرين عن مدي اعتزازهم بالأبوة الروحية التي تربطهم بقداسة البابا تواضروس .
رسالة واضحة: الكنيسة واحدة قوية
كان لهذا الاحتفال بعد روحي كبير؛ فقد شكل حضور المطارنة والأساقفة رسالة صريحة لكل من يحاول النيل من وحدة الكنيسة. فالبابا تواضروس الثاني، الذي قاد الكنيسة بحكمة وإصرار خلال سنوات خدمته، أثبت للعالم أن الوحدة ليست مجرد شعار، بل واقع ملموس يتجسد في كل تفاصيل الحياة الكنسية. هذه الرسالة جاءت قوية في وجه محاولات التشويه والإشاعات التي يسعى البعض لنشرها لضرب استقرار الكنيسة.
أدرك الجميع أن الكنيسة تقف موقفًا موحدًا وصلبًا، ولا يمكن أن يتسلل إليها انشقاق أو شقاق، بفضل حكمة قيادتها ووعي شعبها. كان حضور الأساقفة والمطارنة من مختلف أنحاء العالم، دليلاً على أن الكنيسة قادرة على مواجهة أي تهديدات وتحديات بكل قوة وصلابة.
البابا تواضروس الثاني: بابا المحبة والاتضاع ورائد الوحدة الوطنية
منذ تولي قداسة البابا تواضروس الثاني مسؤوليته الروحية، أثبت أنه بابا الحكمة والمحبة، وأنه قائد متواضع يضع خدمة الكنيسة والشعب في مقدمة أولوياته. بقيادته الرشيدة، رسخ مبادئ الوحدة الوطنية في مصر، وعزز روح التعاون بين الكنيسة والدولة، وحافظ على الثوابت الروحية للكنيسة القبطية التي توارثتها عبر العصور. لقد كان رمزًا للأمل والقوة أمام التحديات التي واجهتها الكنيسة، وأثبت الأساقفة بحضورهم أن القوة تكمن في التوحد والعمل المشترك.
الكنيسة ضد “شلل العلمانيين” ومحاولات التخريب الفكري
في مواجهة محاولات “شلل العلمانيين” الذين يسعون لتخريب العقول وبث الفتن، برهنت الكنيسة أن التماسك هو عنوانها الأساسي، وأنها ستقف سدًا منيعًا ضد أي محاولات للتفكيك أو الانشقاق.
تجمع المطارنة والأساقفة مع البابا تواضروس كان بمثابة درع يحمي الشعب القبطي من محاولات التشويش والتضليل، ويؤكد أن الكنيسة ستظل قوية ومتماسكة.
الشعب يقف خلف البابا تواضروس بحب وولاء
ما يجسده الشعب القبطي من محبة وتقدير عميقين لقداسة البابا تواضروس الثاني يعكس علاقة مميزة وقوية بين القيادة الروحية والشعب. وقف الأقباط خلف قداسة البابا مؤكدين على ولائهم ومحبتهم الصادقة، وأنهم معه في كل خطوة يخطوها في خدمة الكنيسة والوطن.
لقد أصبح البابا تواضروس رمزًا للوحدة والمحبة، وحارسًا أمينًا على إيمان الكنيسة، ومعلمًا وموجهًا لكل أبناء الشعب.
رسالة محبة ووحدة لكل العالم
هذا الاحتفال التاريخي بعيد جلوس قداسة البابا تواضروس الثاني يعكس رسالة واضحة للعالم أجمع ان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بقيادة بابا المحبة والاتضاع، ستبقى صامدة ومتماسكة، تقود شعبها بروح واحدة وإيمان راسخ، تقف في وجه كل من يسعى للنيل منها، وتبقى رمزًا للوحدة والمحبة والسلام، وهي مستعدة لمواجهة أي تحديات بحكمة ورؤية قداسة البابا تواضروس الثاني.