احتفى المركز الثقافي القبطي بالتذكار الثاني عشر لتجليس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على كرسي البابوية ليكون البطريرك رقم 118 في مسيرة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، التي امتدت عبر العصور كمنارة للإيمان. تأتي هذه المناسبة لتجسد مسيرة من العطاء والبذل لقائد روحي عظيم، عمل بتفانٍ وحب على تحقيق رؤية متجددة للكنيسة، تحمل في طياتها روح الإيمان والمحبة والانفتاح على العالم.
وفي هذه الأجواء الروحانية المهيبة، أعرب الأنبا إرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي وقناة مي سات، عن تهانيه وأمنياته الصادقة لقيادة الكنيسة قائلاً: “كل عام وقداسة البابا المعظم بخير، والكنيسة بخير، وإلى منتهى الأعوام يا سيدنا.” تلك الكلمات حملت في ثناياها مشاعر الوفاء والاحترام والتقدير العميق لشخص قداسته، الذي استطاع بروحه الحانية وحكمته أن يكون أبًا وقائدًا لأبناء الكنيسة، داخل الوطن وخارجه.
وأشار الأنبا إرميا إلى أن أعضاء المجمع المقدس قد احتفلوا مع قداسة البابا بذكرى تنصيبه في المقر البابوي بدير الأنبا بيشوي، في مشهد تاريخي شهد حضور 115 أسقفًا من مختلف أنحاء العالم، جاؤوا ليقدموا تهانيهم الصادقة لقداسته في هذا اليوم المبارك. كان حضورهم تعبيرًا عن وحدة الجسد الكنسي وتأكيدًا على أن الكنيسة القبطية تظل بيتًا جامعًا لكل أبنائها، يسودها التكاتف والتضامن.
وفي هذه المناسبة العظيمة، ارتفعت القلوب إلى السماء بالصلاة لله، تطلب أن يمنح العالم السلام والهدوء والطمأنينة، وأن يعم الأمن والمحبة في قلوب جميع البشر. فكان المشهد مؤثرًا، يعكس معاني الإخلاص والتضرع إلى الله، وتوحيد الصفوف في مواجهة التحديات بروح الإيمان القوية.
لقد كان الاحتفال أيضًا مناسبة لإعادة التأكيد على المحبة الكبيرة لقداسة البابا تواضروس الثاني في تعزيز رسالة الكنيسة القبطية، وتجديد عزمها على الاستمرار في نشر المحبة والخدمة والوحدة. هو الأب الذي يقود شعبه بحكمة وروحانية، ويجسد قيم التسامح والسلام، ويعمل من أجل نهضة المجتمع بكافة أطيافه، مقدمًا للكنيسة القبطية مثالاً يُحتذى في القيادة والتواضع والعطاء.