نخبتنا ذات العقول الراجحة تقف على ترشيحات إدارة الرئيس «دونالد ترامب» فى مناصبها السياسية والتنفيذية، الداخلية والخارجية، وفق منظور ضيق، فهذا المرشح يهودى، وهذا المرشح صهيونى، وهذا المرشح معاد للقضية، طبعا الرئيس المنتخب ترامب لن يرشح مواليا للحقوق الفلسطينية.. هيهات.
قسم من النخبة يكرهون ترامب كراهية التحريم، وصدموا فى اكتساحه المفرط للانتخابات الأمريكية، ترامب صار رئيسا بقوة دفع ثلاثية (الرئاسة والشيوخ والنواب)، يكرهون ما تمثله «الترامبية» من اعتماد سياسات «الصفقة» التى تترجم «صدمة» فى سياق العلاقات الدولية، ويخشون «صفقة» على جثة القضية الفلسطينية.
ترامب بالسوابق لا يقيم وزنا للنخب التى تظن أن لها وزنا وتأثيرا، ولا يلتفت لأحلامهم بجولة جديدة من «الخريف العربى»، ترامب فعليا يروم «صفقة القرن» على طريقته «البرنسيسة» وفقا لما يرشح من أقواله وسابقة أفعاله.
عادة، هذا القسم المعتبر من نخبتنا المقدرة، كانوا ولايزالون يفضلون أوباما (ورجاله على شاكله بايدن)، (ونساءه على شاكلة هاريس)، الأوبامية كسياسة تعتمد المراوغات الثعلبية أسلوبا، للوصول إلى الهدف النهائى، تمكين إسرائيل من رقبة المنطقة العربية والشرق الأوسط على جثة القضية الفلسطينية.
نفس الهدف الذى يرومه ترامب.. كل الطرق تذهب باتجاه تحقيق نبوءة «إسرائيل الكبرى» وهو مصطلح «جيوسياسى» يترجم التفسير اليهودى للتوراة كما فى «سفر التكوين».
إسرائيل أولا، هكذا يصرح الجمهوريون ولا يتخفون، الهدف النهائى لا يختلف عليه جمهورى ولا ديمقراطى، السياسات الأمريكية ثابتة لا تتغير، نحن من نحلم أحلاما ديمقراطية حمراء فى قضية توراتية زرقاء!.
السياسات الأمريكية المعتمدة لا تتأثر بالحرارة السياسية ولا بالبرودة الاستراتيجية، وهى فى التحليل الأخير سياسة براجماتية، تنفذ على نحو صفقة صادمة كالتى يدخرها ترامب، أو مراوغة ثعلبية كالتى يعتنقها أوباما.
تاريخيا لم يحقق للدولة العبرية مرادها سوى الكاوبوى الأمريكى «ترامب»، ترامب مخلص فى حبه للدولة العبرية حبا ملك عليه قلبه، فى وهاد حب يتترى فيه.
ترامب صهيونى باطنى، لا يجاهر بصهيونيته كما فعل الرئيس «جو بايدن» عندما اعترف بصهيونيته على كبر، صهيونية ترامب ساكنة قلبه، ليس شرطا أن تكون يهوديا لتكون صهيونيا، اللى فى القلب فى القلب كما يقولون.
كلاهما ترامب وأوباما يخدم بإخلاص فى إسطبل داوود.. الفارق فى اعتمار الكِبة، وتعرف أيضًا باليارمولكه فوق رأس ترامب، وفى جيب الصديرى الداخلى فى بدلة أوباما جنب القلب مباشرة.
دعك من هذا المرشح يهودى أو صهيونى، هذا من قبيل عمى الألوان زرقاء أم حمراء، مع ترامب لا يفرق لون القط.
ترامب جاء بصفقة القرن، وهذا أوانها، ترامب لا يهزل فى موضع جد، وهدفه النهائى صفقة تضمن لإسرائيل مائة عام من السيادة المطلقة على عرب المنطقة.. والقضية الفلسطينية سطر فى ديباجة الصفقة التى سيوقعها العرب مباركين.. وغدا سيلتقطون صورة سيلفى مع ترامب!.