شارك الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، في احتفال رسامة الشيوخ والشمامسة الجدد بالكنيسة الإنجيلية الثانية بالمنيا، في حدث مميز يعكس روح المحبة والإخلاص التي تتسم بها الخدمة في المجتمع الإنجيلي. ووسط أجواء مفعمة بالفرح، وبحضور قسوس وقادة بارزين، كان هذا الاحتفال بمثابة شهادة على قوة الروابط الإيمانية التي تجمع الكنيسة بأعضائها، وتجديد للعهد بخدمة الله وخدمة المجتمع بمسؤولية وطهارة.
حضر الاحتفال القس مدحت زاهيان، رئيس مجمع المنيا الإنجيلي، والقس عصام عطية، راعي الكنيسة الإنجيلية الثانية بالمنيا، إلى جانب القس كمال رشدي، الراعي الشريك بالكنيسة، والشيخ وحيد زغلول، رئيس مجلس شؤون الشيوخ بسنودس النيل الإنجيلي، والشيخ عزت فهمي، رئيس لجنة شؤون الشيوخ بمجمع المنيا الإنجيلي، والدكتور الشيخ كامل يوسف، سكرتير مجلس الكنيسة، والدكتور الشيخ سامح صبحي، وغيرهم من الشخصيات الدينية البارزة. وقد تميز الحدث بحضور كبير من أبناء الكنائس الإنجيلية بالمنيا، الذين جاؤوا ليشهدوا هذه اللحظة الفارقة في مسيرة كنيستهم، ممتلئين بروح التفاني والخدمة.
في خطابه المؤثر، عبّر الدكتور القس أندريه زكي عن عمق سعادته قائلاً: “أشعر بسعادة غامرة وأنا أشارك احتفال اليوم مع كنيستي الغالية التي أنتمي إليها.” وأوضح أن هذا اليوم هو “لحظة مضيئة” تعكس رسالة الأمل والرجاء، وتؤكد على أهمية السعي نحو الله وخدمة الناس بأمانة وإخلاص.
ودعا القس زكي الجميع إلى التغيير قائلاً: “غير مكانك تتغير رؤيتك.” وهي دعوة صريحة للتحرر من القيود التقليدية والانفتاح على الحياة وتجاربها الجديدة. شدد على أن الحياة الروتينية قد تعزلنا عن فرص عظيمة للنمو الروحي والخبرة العميقة، موضحاً أن الكنيسة مدعوة لتكون نموذجاً حيّاً للتغيير والتجديد، تشعّ نوراً في قلوب أعضائها وتنير طريق المجتمع.
وخلال حديثه، تناول الدكتور القس زكي بعمق خطورة اللحظة التي تمر بها الكنيسة، وأهمية أن تكون القيادة الروحية نقية وفاعلة، مشيراً إلى أن “أصحاب الأيادي الملوثة لا يبنون بيت الله.” وأضاف: “إذا لم تطهر الأيادي، فلن تستطيع بناء بيت الله.” وبهذه الكلمات التي تحمل وزناً كبيراً، شدد على أهمية الطهارة الأخلاقية والنقاء في خدمة الله، حيث اعتبر أن الخدمة في الكنيسة ليست مجرد واجب ديني، بل دعوة حقيقية لحياة قائمة على النزاهة والصدق في القول والفعل.
واستعرض القس زكي أهمية تطابق العقيدة مع الفعل، مؤكداً أن خطورة الانفصال بين الإيمان والتطبيق العملي تهدد مجتمع الكنيسة وتضعف رسالتها. ودعا إلى أن تكون الكنيسة نموذجاً وقدوة في المجتمع، تعكس تعاليم الإيمان في كل جانب من جوانب الحياة اليومية. اختتم القس زكي كلمته بالصلاة من أجل الشجاعة والقوة في مواجهة التحديات، وتمنى أن تظل الكنيسة دوماً منارة أمل للناس، تزرع الحب والتسامح في قلوب الجميع.
الاحتفال شهد أيضاً تفاعلاً مؤثراً من الحضور، الذين استمعوا بانتباه وخشوع لكلمات قادتهم الروحيين. تميزت اللحظة بحضور قسوس وخدام شعب الكنائس الإنجيلية بالمنيا، في صورة تعبر عن الوحدة والتلاحم. ورأى المشاركون في هذا اليوم فرصة لتجديد العهد على خدمة الله وتقديم المثل الصالح في المجتمع، وهو هدف يحملونه بقلوب ملؤها الإيمان، وأيادٍ نظيفة تعمل من أجل الخير والحق.
لقد جسّد الاحتفال روح العمل الجماعي والتضحية، وشكّل لحظة مضيئة في حياة الكنيسة الإنجيلية الثانية بالمنيا، حيث توافدت القلوب من كل مكان لتشارك فرحة الرسامة وتُجدّد العهد بخدمة الله بكل حب وتفانٍ. ومن هنا، تظل الكنيسة في قلب رسالتها، شاهدةً على قوة الإيمان وعظمته، ومثالاً حياً على التضحية والتجديد الروحي الذي يلمس كل جوانب الحياة.