عقد حزب الدستور جلسة نقاشية هامة أمس السبت بمقر أمانة القاهرة، بحضور رئيسة الحزب جميلة إسماعيل وعدد من قيادات الحزب، حيث ناقش المشاركون تداعيات فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية وعودته إلى البيت الأبيض للمرة الثانية، وتأثير هذا الحدث على مختلف الأصعدة. الجلسة، التي شهدت حضورًا مباشرًا ومتابعة عبر الإنترنت لأعضاء الحزب في محافظات مصر من خلال منصة جوجل ميت والبث المباشر، تناولت العديد من القضايا الجوهرية المتعلقة بالعلاقات المصرية-الأمريكية، الديمقراطية، حقوق الإنسان، وتحديات المناخ.
من بين المتحدثين، شارك الأستاذ محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، الذي سلط الضوء على تأثير فوز ترامب على العلاقات الثنائية الأمريكية-المصرية، مشيرًا إلى تداعيات قد تطرأ على التعاون الاقتصادي والأمني. كما تناول الأستاذ سكوت سانفورد، المستشار السياسي بالسفارة الأمريكية في القاهرة، رؤيته حول السياسة الخارجية للولايات المتحدة في ظل قيادة ترامب، مع التركيز على التحديات الجديدة وأولويات الإدارة الأمريكية المتجددة.
ترامب في البيت الأبيض للمرة الثانية… كيف حصد هذه الأغلبية التاريخية؟
تساءل العديد من المتحدثين في الجلسة حول كيفية نجاح ترامب في حصد هذه الأغلبية الشعبية، ومدى تأثير هذا الانتصار على الديمقراطية، الحريات، حقوق الإنسان، تغير المناخ، حقوق المرأة، والمهاجرين في أمريكا. وناقش الحضور، بقيادة الكاتب الصحفي خالد داوود، مدير تحرير الأهرام ويكلي والرئيس السابق لحزب الدستور، الآثار المترتبة على فوز ترامب، خاصةً فيما يتعلق بحقوق الإنسان والحريات العامة، وما قد يفرضه من تحديات على الإعلام والصحافة في أمريكا.
تطرقت الجلسة أيضًا إلى أثر فوز ترامب على العلاقات العربية-الأمريكية والأزمات الإقليمية، بما في ذلك الحرب على غزة ولبنان، والعلاقات مع إيران. النائبة أميرة صابر، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب ونائبة رئيس الحزب المصري الديمقراطي، شددت على أن عودة ترامب قد تُحدث تحولاً في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، مما يفرض تحديات جديدة على مصر والمنطقة.
من جانبه، أبدى الدكتور أحمد النحاس، خبير سياسات الأمن القومي والشؤون الاستراتيجية، قلقه من أن تؤدي سياسات ترامب إلى تصعيد التوترات في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى مواقفه السابقة تجاه إيران وتعامله مع ملف المهاجرين. بينما أكد الأستاذ حسام الدين علي، مسؤول ملف العلاقات الخارجية ورئيس حكومة الظل بكتلة الحوار، أن عودة ترامب قد تعيد ترتيب التحالفات السياسية داخل الولايات المتحدة، مع احتمالية ظهور قوى سياسية جديدة لمواجهة الهيمنة المتوقعة لتيار ترامب.
ماذا عن الديمقراطيين؟ هل سيظهر بديل؟
وفيما يخص مستقبل الديمقراطيين، طرحت الجلسة تساؤلات حول كيفية تصديهم للنفوذ المتزايد لترامب وتياره، ومدى قدرتهم على استعادة توازن القوى السياسية. هل سيظل المشهد السياسي الأمريكي أسير الصراع التقليدي بين الجمهوريين والديمقراطيين، أم أن هناك فرصة لظهور قوى بديلة قد تقلب المعادلة؟
الحضور ومداخلات الخبراء
شهدت الجلسة مشاركة واسعة من الشخصيات البارزة، من بينهم الأستاذ إيهاب الخولي، المحامي بالنقض وعضو المكتب السياسي لحزب المحافظين، والأستاذة شهد محمد من مركز قضايا المرأة المصرية، بالإضافة إلى قيادات حزب الدستور مثل معتز محمد علي، أحمد خميس، وناصر صلاح الدين. أدار الجلسة الأستاذ حسن عطية، القيادي بأمانة القاهرة وعضو لجنة صياغة اللائحة، بينما قامت أمانة السوشيال ميديا بتغطية الحدث من خلال الأستاذة مي مدني من أمانة البحيرة والأستاذ عبد الله النجار من أمانة المصريين في الخارج.
نظرة إلى المستقبل
ما سيحدث في السنوات المقبلة سيعتمد على تفاعل السياسة الأمريكية داخليًا وخارجيًا في ظل عودة ترامب. هل ستتمكن القوى السياسية من مجابهة نفوذه أم أن التاريخ سيشهد صعود تيارات جديدة قادرة على تغيير المعادلة؟ تساؤلات لا تزال مفتوحة، في انتظار ما ستكشفه الأيام المقبلة.