شارك الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، في فعاليات المؤتمر السنوي الحادي والأربعين لرابطة الإنجيليين، الذي أقيم هذا العام تحت عنوان “تمِّموا دعوتكم”، في بيت أجابيه بوادي النطرون، بحضور قيادات الطائفة الإنجيلية بمصر، من أعضاء المجلس الإنجيلي العام، ورؤساء المذاهب الإنجيلية، وقيادات دينية بارزة، إضافة إلى حضور لافت من أعضاء مجلسي الشعب والشورى، وأعضاء مجلس إدارة رابطة الإنجيليين.
وقد بدأ المؤتمر بجلسة افتتاحية غنية بالتأملات الروحية والكلمات الملهمة، حيث أعرب الدكتور القس أندريه زكي عن تقديره للجهود الكبيرة التي تقدمها رابطة الإنجيليين في خدمة المجتمع والكنيسة. في كلمته الترحيبية قال: “أرحب بجميع القيادات الإنجيلية الذين نعتز بمشاركتهم دائمًا”، مقدمًا شكرًا خاصًّا لنائبي الأمين العام لرابطة الإنجيليين، الدكتور ثروت صموئيل، والقس فكري رجائي، والدكتور الشيخ وجيه قط، الذين بذلوا جهودًا حثيثة لتعزيز عمل الكنيسة في المجالات الروحية والخدمية.
واستمر الدكتور القس زكي في تقديم رؤية عميقة حول المفاهيم الدينية والقيم الروحية التي يجب أن تسود في الحياة والخدمة، وقال: “الدعوة والخدمة هما القيمة والمعنى. نحن مدعوون لنعطي الأشياء قيمتها الحقيقية، لا أن نستمد من الأشياء قيمتنا.” وتحدث عن أهمية تحويل الدعوة الإلهية إلى محرك حقيقي لتغيير الواقع، مؤكداً على أن “بناء المستحيل لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الدعوة وخدمة الله”، مشددًا على أن الإيمان والعمل الدؤوب هما السبيل لتحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع.
تعمل رابطة الإنجيليين بمصر على تقديم خدمات متنوعة في قطاعات متعددة، بدءًا من التعليم إلى الصحة والرعاية الاجتماعية، ضمن إطارها الوطني الشامل. وتعد الرابطة بمثابة ذراع خدمي للطائفة الإنجيلية، تقدم الدعم والرعاية لنحو ١٣٠ خدمة موزعة على نطاق واسع من القطاعات. تأسست الرابطة في سبتمبر عام ١٩٨١ بهدف تنظيم العمل الخدمي وتنسيق الجهود بين الكنائس والخدمات الإنجيلية المختلفة في مصر، لتحقيق رسالة التكامل وتعزيز دور الكنيسة في حياة المجتمع المصري.
وقد كان المؤتمر فرصة لتأكيد أهمية تكامل الجهود وتوحيد الرؤية بين جميع أطياف الطائفة الإنجيلية، بهدف تعزيز الروح الوطنية والخدمة المجتمعية، وإلهام أعضائها بمبادئ الدعوة والإيمان الصادق. في سياق حديثه، أشار الدكتور زكي إلى أن العلاقة مع المجتمع ليست مجرد واجب بل رسالة تستند إلى دعوة حقيقية لخدمة الناس، وقال: “نحن مدعوون لأن نكون رسلاً للخير، ودعوتنا ليست مجرد كلمات بل أفعال تعكس عمق إيماننا”.
تميزت فعاليات المؤتمر بمناقشات عميقة وجلسات تفاعلية شارك فيها الحاضرون، ناقشت التحديات الراهنة وآفاق العمل المستقبلي. وسلط الحضور الضوء على القيم الجوهرية التي يجب تعزيزها في مختلف أوجه الخدمة، مشددين على أهمية التعاون بين الكنائس المختلفة لرفع مستوى الخدمة، ودعم احتياجات المجتمع في ظل الظروف الحالية.
ختامًا، أكد الدكتور القس أندريه زكي على استمرارية العمل الدؤوب والتزام الرابطة برؤيتها المتمثلة في تقديم خدمات ذات قيمة عالية للمجتمع، مشيرًا إلى أهمية الالتفاف حول الدعوة الروحية وتجديد الإيمان بالأهداف السامية التي تقوم عليها رابطة الإنجيليين في مصر. وقال: “سنواصل المسيرة، وسنظل نخدم الله والمجتمع بكل تفانٍ، لأن دعوتنا هي أن نكون في الصفوف الأمامية لخدمة الوطن والناس.”