تحتفل الكنيسة القبطية الأثوذكسية يوم 14 نوفمبر من كل عام بتذكار سيامة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية خليفة لمارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية، هو تذكار مُسجل بأحرف من نور، فى سجل أمام الله راعى الرعاة، ومُسجل أيضًا في التاريخ المصرى والبشرى عامةَ وفى التاريخ الكنسى، وفى قلوب الأقباط خاصة.
فبلا شك قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث هو البابا المعلم، بل هو المعلم الصالح، لأنه علم بالقدوة والفضيلة والعمل الصالح، ولذلك كانت لتعاليمه أثر بالغ فى نفوس كافة سامعيه عامة، وأبنائه خاصة.
كما أنه علم بخدمة الكلمة فى موضوعات متنوعة على مدى خمسين عامًا فى الإكليريكيات والمعاهد الدينية والمحافل الدولية، وكذلك في القداسات والاحتفالات والاجتماعات العامة والخاصة.
ومن جوانب تعاليم غبطته، أنه كان يقدم التعليم فى موضوعات متنوعة تناسب كل فئة يتحدث إليها، ومن بين جوانب أنه كان يتحدث بالحوار مع الآخرين أو بإجابة الأسئلة التى كانت تقدم إليه، أو بسير القديسين أو بالأشعار الروحية التى كان قداسته مشهورًا بها.
لا ننسى أنه من جانب تعليم قداسته كانت ولا تزال له أعداد كبيرة من الكتب في موضوعات مختلفة، بالإضافة إلى أنه كان يكتب مقالات في الصحف القومية والمجلات العامة والخاصة إلى جوار ذلك كان يصدر مقالًا أسبوعيًا في مجلة الكرازة.
ومع ذلك ترك غبطته للكنيسة أعدادا ضخمة من العظات والمحاضرات لا أستطيع حصرها منها المسموع والمرئى والبعض منها على مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات.
من جانب آخر كان لغبطته دور كبير في الحوارات المسكونية، مع كنائس الطوائف وتساعده لجنة من الكنيسة في ذلك للوصول لأرضية مشتركة لتقود لحل المشاكل العقائدية مع تلك كنائس الطوائف إذا أمكن.
ونلاحظ على منهج قداسة البابا شنودة في التعليم، أنه كان يتحاور مع أصحاب التعاليم الخاطئة شفاهةً وكتابةً لتبصيرهم بأخطائهم والعمل على توقفهم ورجوعهم إلى التعاليم الصحيحة، وفى حالة تمسكهم بالتعاليم الخاطئة كان المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية مع قداسته يتخذ قرارًا سواء كان خاصًا أو عامًا، يدرس ردود أفعاله قبل أن يصدره، لذلك كانت مواقفه وقرارته منهجًا يحتذى به في الحياة العامة والخاصة.
من جوانب تعاليم قداسته التى كان يُعلم بها وتركت آثارًا لا تُمحى في نفوس الإكليروس والأقباط، هو إنه كان يُعلم بالمواقف المناسبة لكل شيء، كما أنه كان قبل أن يُقرر قرارًا سواء كان خاصًا أو عامًا، يدرس ردود أفعاله قبل أن يصدره، لذلك كانت مواقفه وقراراته منهجًا يُحتذى به في الحياة العامة والخاصة.
ومما يميز تعاليم غبطته أنه كان يتكلم فى موضوعات عامة يخاطب بها جميع الناس أقباطًا ومسلمين، لذلك تجدها تخدم الناس فى حياتهم الخاصة وتعاملاتهم مع غيرهم وفى نفس الوقت منها جانب كبير يخدم الوطن ومصالحه بصفة خاصة.. ولا ننسى مقولته الشهيرة فى هذا الصدد والتى تقول: “إن مصر ليس وطنًا نعيش فيه، بل وطنًا يعيش فينا”.
كل هذه الجوانب السابق ذكرها تؤكد أن قداسة البابا شنوده الثالث هو البابا المعلم فى حياته وبعد انتقاله إلى فردوس النعيم.
وختامًا: نطلب من قداسته أن يذكرنا في صلواته، ويذكر وطننا العزيز مصر، ويذكر أيضًا كنيستنا والعالم أجمع أمام عرش النعمة، وذلك ليفتقدنا الله بمراحمه غير المحصاة.