وسط عالم يموج بالتحولات السياسية والاقتصادية، وفى ظل الصراعات المتزايدة التى تهز منطقة الشرق الأوسط، التى تعيش واقعًا معقدًا، فى ظل عام على حرب الإبادة فى قطاع غزة دونما آفاق واضحة لإنهائها، مع تمدد النزاع إلى جنوب لبنان، ووصول أصدائه إلى اليمن والعراق، ثم إيران، نطرح فى سلسلتنا «مستقبل الشرق الأوسط» مسارات منطقتنا، عبر حوارات مع نخبة من الساسة والمنظرين والمفكرين والدبلوماسيين الحاليين والسابقين من مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، لتقديم رؤاهم مستندين إلى تجارب الماضى ودروس الحاضر، لنستشرف معًا الطريق
نحو المستقبل.
وانطلاقًا من جذور الصراع العربى الإسرائيلى، مرورًا بالتدخلات الإقليمية وصعود بعض القوى الجديدة كالفواعل من غير الدول، وتعقد المشهد العربى، نفتح معًا أبواب نقاش مستنير حول الدروس المستفادة من التاريخ وتأثيرها على مستقبل منطقتنا؛ لطرح رؤى وأفكار لاستشراف الغد والدور الحاسم الذى يمكن أن تلعبه الدول العربية إذا ما أعادت إحياء روابط تاريخية فى محيطها والدفع نحو استقرار مستدام وتحقيق مصالحها.
فى الجزء الأول من حلقتنا الحوارية معه؛ تطرق الأمين العام الأسبق للجامعة العربية، وزير الخارجية الأسبق، عمرو موسى، إلى ملفات بالغة الأهمية، معتبرًا أن «الشرق الأوسط الجديد» بمفهومه الاستعمارى دخل مرحلة التنفيذ.
تناول «موسى»، فى حواره الاستثنائى، مع «المصرى اليوم»، «خطورة الهرولة نحو التطبيع المجانى» معتبرًا أن الاتفاقات الإبراهيمية بالمفهوم الإسرائيلى معناها «إجبار الدول العربية والإسلامية على طريق لا سلامة فيه» مرجحًا أن الصراع فى منطقتنا سيمتد إلى دول المتوسط ويلقى بظلاله على أوروبا، ما لم يوضع له حد وحل مستدام، داعيًا إلى «تحالف شرق أوسطى» بمفهومنا العربى يتسع ليشمل بلدانًا من القرن الإفريقى وغرب آسيا.
حذر «موسى» من أن هناك نية لفرض «هيمنة إسرائيلية على المنطقة»، معتبرًا أن حماية توسعاتها بمثابة إيذان بإعادة عهود الاستعمار فى المنطقة والعالم، لذا شدد على وجوب الحذر والحيطة من مخططات كهذه.
وأكد الأمين العام الأسبق للجامعة العربية، أن دولة الاحتلال تخطط لضم أراض عربية جديدة تطال أجزاءً من ستة بلدان عربية بينها مصر والسعودية، وهو التصريح الذى أثار ضجة إعلامية، ونقلته وسائل إعلام دولية وإقليمية.
وإلى الجزء الثانى من الحوار:
■ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺮﻳﺪﻫﺎ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ؟.. ﻭﺑﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻄﺮﻑ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺤﻜﻢ ﺍﻵﻥ، ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﺗﻤﺘﺪ ﺣﺪﻭﺩ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ؟
– ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺗﺮﻓﺾ ﻗﻴﺎﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﺃﻋﻠﻨﺖ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺖ. وﻫﻨﺎﻙ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﻟﺪﻭﻟﺔ «ﺭﻣﺰﻳﺔ» ﺃﻭ «ﺑﻠﺪية» ﻋﻠﻢ ﻭﻣﺰﻳﻜﺎ، ﻭﻋﻀﻮﻳﺔ ﻓﻰ ﺍلأﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ.. ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻳﻀًﺎ ﺣﻞ «ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ»، ﺇﻧﻤﺎ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮـ ﻭﺗﺮﻳﺪ ﻓﻘﻂ ﻛﻴﺎﻧًﺎ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴًﺎ ﺇﺩﺍﺭﻳًﺎ ﺑﻠﺪﻳًﺎ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ الكاملة.
ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﺍﻟﻌﺮﺑﻰ ﻧﺤﻮ ﻗﻴﺎﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ الحقيقى ﻣﻊ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻸﻣﻦ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻰ ﻭﺍﻷﻣﻦ الفلسطينى، ﻓﻰ ﺇﻃﺎﺭ ﺃﻣﻨﻰ ﺇﻗﻠﻴﻤﻰ ﺗﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻭﻝ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ، تسانده ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻯ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ..
ﻗﻴﻞ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺇﻥ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ «ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ» ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻰ ﺣﻴﺰ ﺿﻴﻖ. ﺳﺘﺮﻳﻦ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻰ يهدد ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، ﻭﺗﺮﻳﻦ ﻛﻴﻒ ﻃﻠﺒﻮﺍ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ.. ﻫﺬﻩ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﻄﻄﺎﺕ ﺗﺪﻓﻌﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺠﺘﻤﻊ، ﻟﻴﺲ ﺷﺮﻃًﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﻗﻠﺖ ﻟﻨﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﻣﺼﺮ ﻭﺍﻷﺭﺩﻥ، ﻫﺬﻩ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻄﺮﺡ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﻠﻘﺔ.
■ حذرت فى الحلقة السابقة من الحوار من طموحات التوسع الإسرائيلي، وقلت إن إسرائيل تهدف إلى ضم أراضٍ عربية. وقد أحدثت هذه التصريحات ضجة كبرى، عكستها تصريحات إعلامية بين مؤيد ومعارض. هل تود التعليق على ذلك؟
كنت من بين من قرأوا تصريحات سابقة أدلى بها عدد من زعماء إسرائيل وبينهم وزير المالية الحالى بتسلئيل سموتريتش، قال فيها إن حدود إسرائيل يجب أن تمتد لتشمل أراضى من دول عربية حددها سموتريتش وهى ست دول عربية وجاء فى تصريحاته أن دولة إسرائيل الكبرى يجب أن تضم العاصمة السورية دمشق، والأردن وأجزاء من مصر والسعودية ولبنان والعراق.
هذه التصريحات علنية ومتكررة ومسجلة فى عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلى وهى تلتقى بتصريحات أخيرة تتعلق بضيق مساحة إسرائيل، وعليه يجب التحوط والحذر، ووجب التحذير من خطط تنفيذية لهذه الأطروحات، وقد حذرت فى تصريحاتى لكم التى نشرت فى الحلقة الأولى بوضوح.
وقد قيل لى إن البعض هاجم هذه التصريحات وهو حق الاختلاف الذى لا أرفضه، لكن الاختلاف يكون على رأى وما قلته ليس إلا نقل معلومات نشرت وتدعمها تصريحات مثل ضيق مساحة إسرائيل التى تنطلق من أفكار توسعية وقراءة لموقف قمة فى الغرابة والخطورة، مما يستوجب هذا الحذر الذى أشرت إليه، وكذلك يستوجب تضامنًا عربيًا فى الإطار الذى شرحته سابقًا لمواجهة مختلف الاحتمالات وللتعامل مع هذه الأطروحات أو الأفكار بل ربما خطط جرت أو تجرى صياغتها بالفعل.
أعود هنا وأؤكد أن وقوف مصر والسعودية سويًا وتضامنهما وتنسيقهما ضرورى بل حيوى لمواجهة مختلف الاحتمالات.
■ فى الفترة ما بين لقائنا السابق والحالى انعقدت القمة العربية والإسلامية وأصدرت قرارات هامة.. كيف ترى نتائج هذه القمة ومدى تأثيرها على الموقف الراهن؟
لقد قرأت البيان النهائى بإمعان واهتمام كبيرين، وأرى البيان الختامى اشتمل على قرارات هامة منها مثلًا المطالبة بحظر تصدير السلاح إلى إسرائيل، والدعوة إلى حظر استيراد منتجات المستوطنين الإسرائيليين فى الأراضى التى استولى عليها هؤلاء فى الأرض المحتلةـ وبدء الإعداد بتجميد مشاركة إسرائيل فى الجمعية العامة للأمم المتحدة على أساس انتهاكها الواضح للميثاق وتهديدها للسلم والأمن الدوليين وعدم وفائها بالتزامات عضويتها بالأمم المتحدة، واعتبار أعمال المستوطنين من أعمال الإرهاب والدعوة إلى اتخاذ العقوبات ضدهم وضد كافة الاجراءات غير الشرعية فى الأراضى الفلسطينية، والدعوة إلى الاعتراف العام العالمى بدولة فلسطين وإدانة سحب الحصانة الدبلوماسية للأونورا فى الأراضى المحتلة، والعمل على تمكين الحكومة الفلسطينية من العمل فى إطار الوحدة السياسية والجغرافية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة كافة، والدعوة إلى التنسيق مع الجنوب العالمى فيما يخص مستقبل القضية الفلسطينية.
ولكن يتوقف الأمر على تنفيذ هذه القرارات وعلى رأسها تجميد مشاركة إسرائيل فى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
■ كيف لمصر والسعودية أن تتعاملا مع هذه الرؤى، وتقودا موقفًا عربيًا موحدًا لمواجهة هذه المخاطر؟
أتحدث عن موقف موحد سعودى-مصرى، وقطعًا سينضم له عدد من الحكومات العربية، والرأى العام سيكون مؤيدًا لهذا. أنا هنا لا أتحدث عن حركة عربية شاملة، إنما أتحدث عن قيادة موقف معين، صاغته من قبل القمة العربية فى بيروت عام ٢٠٠٢، بحيث توازن بين الالتزامات المتبادلة.
تحدثنا فى هذه المبادرة عن التطبيع والاعتراف أمام ما هو مطلوب من إسرائيل من الانسحاب من الأراضى المحتلة وقيام دولة فلسطينة فاعلة فى مقابل هذا، عبر وثيقة متوازنة تمام التوازن.
وأظن أننى ذكرت من قبل أن التطبيع ليس موضوعًا ممنوعًا الحديث فيه، بل تناولته المبادرة العربية على أساس أنه شىء مقابل شىء. نحن لسنا معبئين لخدمة الأهداف الإسرائيلية، وسيكون هذا أمرًا غريبًا أن تُطرح مثل هذه الفرضية. نحن معبأون لقيام السلام. وليس لخدمة أى أهداف أخرى.
ذكرت فى الجزء الأول من حوارنا أننا لسنا بصدد المشاركة فى تخريب المنطقة، إنما فى بناء المنطقة وعلاج الكسور الموجودة فيها. وفى هذا الإطار تحدثت عن وجوب التنسيق المصرى-السعودى ويجب أن تنخرط معهم الأردن ومن يريد أن يلتحق برؤى عربية عاقلة تدرك ما هى طبيعة الظروف، وانطلاقًا مما جاء فى المبادرة العربية.
■ أثارت عودة ترامب للبيت الأبيض المخاوف بشأن سياساته فى الشرق الأوسط بشكل عام، وبشأن الحرب على غزة على وجه الخصوص.. يرى البعض أن هذا الرجل قد يساعد نتنياهو على إفراغ القطاع من سكانه كمنظور لإنهاء الحرب.. ما هى رؤيتكم؟
دعينا نرَ أولًا كيف سيكون توجه الرئيس الأمريكى المنتخب، الذى تحدث عن إنهاء الحروب وإقامة السلام، وهذا أمر له منطق ويجب أن يُبنى على منطق، ويكون أساسه التوازن. وربما الرئيس ترامب بعد التجربة الطويلة بين ٤ أعوام فى البيت الأبيض و٤ أعوام فى المعارضة متابعًا لهذه الملفات لا بد أنه شعر أن الوضع فى الشرق الأوسط لا يصح إذا تم الاستناد إلى موقف نتنياهو فقط الذى لا يقيم سلامًا بل يؤدى إلى تصاعد الاضطرابات.
إن القوة التدميرية التى شهدنا إسرائيل تستخدمها لا يمكن أن تنتج سلامًا، ولا يمكن أن تقنع الشعوب، وبالتالى أدعو كافة الأطراف المعنية أن تتفهم أنه لا يمكن للسلام فى الشرق الأوسط أن يُقام بالاستناد إلى ما حدث فى غزة وما يحدث فى الضفة، إنما على أساس توازن سياسى وقيام دولة فلسطينية حقيقية وليست دولة كرتونية.
■ إذًا من وجهة نظرك، لو استمر الجانب الأمريكى فى دعم سياسات إسرائيل التدميرية.. هل تنزلق منطقتنا إلى مزيد من النزاعات أو الانفجار؟
المنطق يقول هكذا، لا أظن أنه سيفعل ذلك، وموضوع التطبيع يجب أن يوضع فى إطاره السليم، وإذا كان لى أن أطالب فإنى أطالب الدبلوماسية الأمريكية بالأخذ بالاعتبار أن الموقف العربى المتزن لا يستبعد التطبيع إنما يضعه فى إطاره السليم. أى أن التطبيع يعنى إنهاء الخلافات وإنهاء العداوة وإنهاء الاضطرابات، وهذا لا يمكن أن يتم على أساس النظرية الصهيونية التوسعية، ونتحدث هنا عن مصالح عربية فى مقابل مصالح أخرى، من مصلحة الجميع أن يسود الهدوء فى المنطقة وأن يتعايش الجميع معًا، لكننى لا أرى أن ما يطرحه رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو متماشيًا مع هذا.
■ إذاً التطبيع من وجهة نظرك يجب أن يكون مقابل قيام دولة فلسطينية حقيقية
كاملة السيادة؟
بلا شك، التطبيع يجب أن يكون على أساس حل المشكلة الفلسطينية حلًا منطقيًا سليمًا يعطى كل طرف جزءًا من المعادلة أو يقيم معادلة جديدة. الدولة الفلسطينية مسألة أساسية لإنهاء الصراع، لأنه دون إقامة دولة ستظل المشكلة قائمة، وسيظل هناك أكتوبر ونوفمبر وإلى آخره مرة أخرى.
نحن نريد إقامة سلام، وإقامة السلام بالمنطق الذى تعرفه الدبلوماسية والسياسة والقانون الدولى والتعاون الاقتصادى والتعايش هو إعطاء الحقوق، وتنفيذ الالتزامات. هذه أمور يجب أن توضع كلها على كفة الميزان.
■ قلت «ما من قوة سياسية منفصلة عن قوة اقتصادية وربما عسكرية».. من هذا المنطلق، ما مدى فاعلية توجه مصر والسعودية إلى تحالف بريكس، وهل يسهم ذلك فى خلق توازنات اقتصادية ولو على المستوى البعيد؟
نتحدث عن تعاون اقتصادى إقليمى، الدور السعودى والخليجى مهم فيه، والدور المصرى أيضًا مهم جدًا؛ نحن السوق الأكبر. هنا قناة السويس. هنا مسار التجارة الدولية والثقل الكبير فى مجال البحر المتوسط، الثقل الكبير فى المجال الإفريقى وخصوصًا القرن الإفريقى والبحر الأحمر.
مصر لها ثقلها، وكذلك السعودية ودول الخليج لها وضع خاص. هذه القوى لو وُضعت سويًا هى من سترسم الطريق نحو الاستقرار والسلام.
هذا الكلام يجب أن يُقال للإدارة الجديدة من الرؤساء العرب، وأعتقد أن هذا سيتم لأنه لا يمكن أن يُقال «حاضر يا فندم»، لأن المنطقة تحترق. وإذا لم نكن أمناء وصرحاء فى العرض والطرح فسنكون فى مسارات ليست جيدة، لكننى أثق فى مصر والسعودية، وأثق فى أنه سيكون لهما طرح جيد على الطاولة الأمريكية، وهذا انطلاقًا من الرفض المصرى لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم. نحن فى مصر لسنا فى وارد المشاركة فى تصفية القضية الفلسطينية، ومن ناحية أخرى أستشهد بتصريحات ولى العهد السعودى وآخرين من كبار الدبلوماسيين السعوديين ممن قالوا إن التطبيع يعنى قيام دولة فلسطينية. لكن يبقى أن يرمز لهذا بموقف عربى نشارك فى صياغته وتسويقه والتحدث فى شأنه عربيًا وعالميًا، ويتم التأكيد عليه صراحةً وياستمرار. إن حل المشكلة يكمن فى إقامة الدولة الفلسطينية. ثم بعد ذلك يأتى السلام والتطبيع والاستقرار.
■ ما رسالتك للفرقاء فى الداخل الفلسطينى فى هذه المرحلة الفارقة من تاريخ بلادهم والمنطقة؟ وهل تتحرر بلادهم فيما هم منشغلون فى حسابات الفرقة؟
لا يمكن أن تتحرر فلسطين بحسابات الفرقة، وهذه مسؤولية تاريخية كبرى على الفرقاء. وأقول إنه بقدر المسؤولية التاريخية للاحتلال عن الفوضى التى أدت إليها سياساته العنيفة، سيكون الفلسطينيون مسؤولين أمام التاريخ، إنهم لم يستطيعوا أن يتوحدوا فى مواجهة تحدٍّ مهول. هذا شيء غريب وشيء مؤسف، لقد أتوا للقاهرة مرارًا، وتفاوضوا ماذا ينتظرون؟ غزة قُسّمت إلى شمال وجنوب، والضفة يحدث فيها «بلاوى»، ثم ماذا بعد؟ العالم فى انتظار موقف فلسطينى موحد، وعلى أساس هذا الموقف الفلسطينى الموحد ستجدون موقفًا عربيًا موحدًا.
■ أعود مجددًا لإيران ومعها تركيا، كيف يمكن لنا أن نقيم تحالفات متوازنة مع هذين الطرفين، فى حين أن البعض يعتقد أن إيران لها وضع خاص بسبب علاقاتها مع الفواعل من غير الدول؟
فلندع هذا الوضع الخاص جانبًا، لأن إسرائيل هى الأخرى تقول إن لها وضعًا خاصًا. فى السياسة، لا يوجد شىء اسمه «وضع خاص فى مقابل لا أوضاع خاصة للآخرين» فالجميع فى المنطقة لديهم أوضاع خاصة ربما تتكامل، إنما ما يحدث هو تطور معين بناءً عليه يتحدد الموقف الاستراتيجى فى المنطقة، والقضية الفلسطينية فى لبِّه وفى قلبه أن هناك صدامًا جاريًا وربما مستأنفًا بين إسرائيل وإيران. وأرى من الأخبار أن هناك حديثًا عن جهات أمريكية تؤكد أن إيران كانت وراء محاولة اغتيال الرئيس ترامب، وهذا يعنى أن الأمر ليس مجرد أنباء، بل نتائج تتعلق بحيثية التعامل مع إيران.
كان هناك فرق بسيط فى التعامل مع إيران من جانب إدارة بايدن المغادرة، وإسرائيل التى تريد إنهاء وإسقاط النظام الإيرانى، بينما الأمريكيون تحت الإدارة السابقة يسعون إلى تغيير سياسات النظام الإيرانى. لكن بعد الحديث عن أن إيران كانت ضالعة فى التدبير لاغتيال ترامب، فنحن أمام تساؤلات: هل سيتعامل الرئيس ترامب بنفس المنطق؟ هذه مسألة على الدبلوماسيات العربية والجامعة العربية أن تتابعها عن كثب، وأن نكون على وعى بما قد يحدث بسبب هذا، لأنه أصبح واردًا الآن فى عهد الإدارة الجديدة إمكانية أن تُسد الفجوة بين سياسة أمريكا وإسرائيل فيما يتعلق بالتعامل مع إيران ليصبح إسقاط النظام الإيرانى هدفًا مشتركًا. هذا موضوع علينا متابعته، وأن يكون لنا فيه قول، لأنه سيؤثر على المنطقة، على استقرارها وعلى السلام فيها.
نأتى فى إطار الحديث عن الأسلحة النووية الإيرانية، وهنا علينا أن نتحدث عن منطقة خالية من السلاح النووى، ولا يجب أن نتحدث عن إنهاء البرنامج النووى الإيرانى دون أن نتحدث مع إسرائيل بشأن وضعها النووى.
■ إذًا، ترى أن بعودة ترامب واحتمالات اتجاهه نحو مزيد من الخلاف مع النظام الإيرانى، وسعيه لوقف أنشطة إيران النووية وربما إسقاط النظام الإيرانى، علينا نحن العرب أن يكون لنا موقف مغاير مع الجانب الإيرانى؟
من غير المنطقى التركيز فقط على النووى الإيرانى بينما المفاعلات النووية الإسرائيلية تقع على بُعد كيلومترات من مصر والسعودية والأردن وفلسطين والهلال الخصيب كله. هذا ملف لا يمكن تركه والسكوت عنه. لماذا؟ لأنه رغم ما قيل لنا بأن إسرائيل عليها ضوابط لاستخدام النووى، فقد سمعنا وزراء فى حكومة نتنياهو يطالبون باستخدام السلاح النووى فى غزة، بالإضافة إلى التهديد باستخدامه فى حروب سابقة مثل حرب ١٩٧٣، بعدما شعروا بالقوة المصرية والعربية. خصوصًا أن الحديث تزايد فى أكثر من منطقة عن إمكان استخدام الأسلحة النووية التكتيكية، وهذا خطير جدًا ويمكن أن يحدث فى منطقتنا طبقًا لتلك التصريحات الإسرائيلية. ولذلك، حين التطرق لملف إسرائيل وإيران ودخول قوى كبرى وقوى خارجية إلى هذا الملف فلا بد أن يكون لنا رأى فى هذا، وهنا أرى أن موقف مصر والسعودية سويًا يمكن أن يُحدث فارقًا هامًا فى مسيرة هذا الملف.
■ على ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻰ.. ﺍﻟﺘﻘﻴﺖ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ، ﻟﻜﻨﻨﻰ ﺳﻮﻑ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻋﻦ ﺷﻌﻮﺭﻙ ﺣﻴﻦ ﺍﻟﺘﻘﻴﺖ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺭﺍﺑﻴﻦ.. ﺑﻌﺪ ﻋﻘﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻣﻊ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ؟
– ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺭﺍﺑﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻛﺘﻮﻣﺔ ﻛﺎﺭﻫﺔ ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻔﺮﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺘﻢ ﺑﺪﻭﻥ ﻋﻠﻤﻪ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺷﻴﻤﻮﻥ ﺑﻴﺮﻳﺰ..
ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﺷﻜﻮﻙ ﻓﻰ ﺻﻼﺑﺔ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻊ ﻣﺼﺮ، ﺭﺑﻤﺎ ﺍﻧﻄﻼﻗًﺎ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻴﺘﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻛﺮﺋﻴﺲ ﻷﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻰ ﺧﻼﻝ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﻣﻊ ﻣﺼﺮ، ﻭﺃﻥ ﺇﻃﺎﺭﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻰ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻯ ﻣﺤﻜﻮﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺪﺧﻮﻟﻪ ﻛﻤﺴﺆﻭﻝ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻰ ﺭﺋﻴﺴﻰ ﻓﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﺘﻰ ﺑﺎﺩﺭ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ، ﺑﺪﺃ ﻳﺘﻄﻮﺭ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻣﺆﻳﺪًﺍ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ (ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ) ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺜﻖ ﻓﻰ ﺻﻼﺑﺔ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﻴﻦ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﺑﻴﺮﻳﺰـ ﻭﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺍﻏﺘﻴﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻳﻬﻮﺩﻯ ﻣﺘﻄﺮﻑ، ﻛﺎﻥ ﺭﺍﺑﻴﻦ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻧﺤﻮ ﻗﺒﻮﻝ ﻗﻴﺎﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ (ﺭﺑﻤﺎ ﻗﺘﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﺫﻟك، ﻭﻟﻜﻨﻨﻰ ﻟﺴﺖ ﻣﺘﺄﻛﺪًﺍ ﻣﻦ ﻣﺪﻯ ﻗﺒﻮﻟﻪ- ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ- ﻟﻠﻤﻼﻣﺢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻫﻞ ﻫﻰ ﺩﻭﻟﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺃﻡ ﻣﺠﺮﺩ ﻛﻴﺎﻥ ﺻﻮﺭﻯ.
■ برﺃﻳﻚ، ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺗﻄﻮﺭ ﻓﻜﺮ ﺭﺍﺑﻴﻦ ﺻﻮﺏ ﻗﺒﻮﻝ ﺣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﻦ ﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺮﺍﺩﻋﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﻇﻬﺮﺗﻬﺎ ﻣﺼﺮ ﻓﻰ ﺣﺮﺏ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪﺓ؟
– ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ، ﻧﺼﺮ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﻃﺒﻌًﺎ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺟﺮﺕ ﺑﻴﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﻣﺼﺮﻳﻴﻦ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻰ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺣﺜﺎﺕ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻟﺘﻘﺒﻞ ﺑﻔﻜﺮﺓ «ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﻦ».. ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻒ ﺃﻥ ﺷﻴﻤﻮﻥ ﺑﻴﺮﻳﺰ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻋﻰ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻯ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ ﻓﻜﺮ ﺭﺍﺑﻴﻦ، ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻟﻮ ﻋﻠﻢ ﺑﻪ ﺭﺍﺑﻴﻦ ﻟﺘﻤﻠﻤﻞ ﻓﻰ ﻗﺒﺮﻩ.
■ فى ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ، ﻛﻴﻒ ﺗﻨﻈﺮﻭﻥ ﻟﻠﺮﺍﺣﻠﻴﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻭﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ؟.. ﻭﻣﺎ ﺍﻟﻌﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻧﺴﺘﺤﻀﺮﻫﺎ ﻟﺤﺎﺿﺮ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺎﺿﻰ؟
– ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻛﺎﻥ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ، ﻻ ﺷﻚ ﻓﻰ ﺫﻟﻚ. ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻗﺎﺩﺕ ﻣﺼﺮ ﺇﻟﻰ ﺁﻓﺎﻕ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﺟﻨﺪﺓ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻓﻰ ﺩﻭﺭﻫﺎ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺒﻠﻮﺭﺓ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﻣﻮﺣﺪﺓ ﺇﺯﺍﺀ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ، ﻭﺑﻘﺪﺭ ﻋﻈﻤﺘﻪ ﺟﺎﺀﺕ ﺃﺧﻄﺎﺅﻩ ﻗﺎﺗﻠﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﻣﺼﺮ ﺇﻟﻰ هزيمة ١٩٦٧ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺘﺴﺎﻣﺤﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ، ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻬﻴﻨﺔ ﻭﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺀ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺧﻄﻴﺮ ﺟﺪًﺍ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﺧﻄﺎﺅﻩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺇﺿﻌﺎﻑ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻤﺼﺮﻯ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻣﻠﺤﻮﻇﺔ، ﻣﺴﺘﻤﺮ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻻ ﻳﻨﻔﻰ ﺗﺄﺛﻴﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﻠﻰ، ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻮ ﺻﺎﺩﻓﺖ ﺣﻠﻘﺔ ﻋﻦ ﺧﻄﺒﺔ ﻟﺠﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻋﺒﺮ ﻳﻮﺗﻴﻮﺏ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ ﺃﺳﻤﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻒ ﻟﻠﻴﺎﺀ ﺑﻞ ﺃﺗﻤﺎﻫﻰ ﻣﻊ ﺣﺪﻳﺜﻪ، ﺃﻣﺎ ﺃﻧﻮﺭ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﻓﺎﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺳﺠﻞ ﻟﻪ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ، ﻭﺇﺩﺍﺭﺗﻪ ﻣﺼﺮ ﺳﻴﺎﺳﻴًﺎ ﻭﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴًﺎ ﺇﺑﺎﻥ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻤﻨﻌﻄﻒ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮ ﺍﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ.. ﻗﺪ ﻻ ﻧﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﻓﻰ ﺧﻠﻄﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺭﺋﻴﺴًﺎ ﻟﻤﺼﺮ ﻓﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ، ﻭﺣﺮﺭ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ.
ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻟﻪ ﺃﺩﻭﺍﺭ ﻛﺒﺮﻯ ﻭﺃﺧﻄﺎﺀ ﻛﺒﺮﻯ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﻓﺤﺎﻭﻝ ﺃﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﻛﺒﺮﻯ ﻭﻻ ﺃﺩﻭﺍﺭ ﻛﺒﺮﻯ.
ﻭﺣﻴﻦ ﺳﺌﻞ ﻣﺒﺎﺭﻙ: «ﺃﻯ ﻧﻬﺞ ﺳﻮﻑ ﺗﻔﻀﻞ.. ﻧﻬﺞ ﻋﺒﺪﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺃﻡ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ؟»، ﻗﺎﻝ ﻻ ﻫﺬﺍ ﻭﻻ ﺫﺍﻙ. ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻨﺄﻯ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ، ﻭﻫﺬﻩ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻔﻈﺎﺕ. ﻭﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺗﻘﻨﻌﻨﻲ، ﻭﻧﺎﻗﺸﺘﻪ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻓﻰ ﻣﺪﻯ ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻬﺎ.
ﻧﺤﻦ ﻛﻤﺼﺮ ﻻ ﻧﺮﺗﻀﻰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﺝ، ﻷﻥ ﻣﺼﺮ ﻟﻴﺴﺖ ﺩﻭﻟﺔ ﻫﺎﻣﺸﻴﺔ ﻭﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ. ﻭﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺗﻬﻤﻴﺶ ﻣﺼﺮ ﺳﺘﺆﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﺼﺮ «ﺗﺨﺮﺑﺶ ﺍﻟﻜﻞ»، ﺍﻟﺤﻖ ﺃﻥ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﻋﺎﺵ ٣٠ ﻋﺎﻣًﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻨﺄﻯ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ، ﻟﻜﻨﻪ ﺣﻘﻖ ﺗﻘﺎﺭﺑًﺎ ﻋﺮﺑﻴًﺎ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴًﺎ ﻭﻫﺪﻭﺀًﺍ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴًﺎ ﻣﻠﺤﻮﻇًﺎ، ﻭﻛﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﺤﻘﻖ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭًﺍ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳًﺎ ﻟﻜﻦ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻯ ﺍﻟﺘﻰ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺑﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﺝ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻘﺪﺭ ﻣﺰﺍﻳﺎ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ.
■ ماذا ﻋﻦ ﺭﺅﻳﺘﻚ ﻟﺪﻭﺭ ﻣﺼﺮ ﻓﻰ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ؟
– ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﺼﺮﻯ ﻓﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻫﻮ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ ﻭﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻠﻰ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻰ ﻭﺑﺪﻭﻧﻪ ﺗﻬﺘﺰ.
ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻯ ﻭﺭﻳﺚ ﻟﺪﻭﺭ ﻭﻣﻜﺎﻧﺔ ﻣﺼﺮ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻊ ﺣﻔﻆ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻟﻠﻮﺿﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ؛ ﻷﻥ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻟﻌﺒﺘﻬﺎ ﻣﺼﺮ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻭﺭﻳﺚ.. ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺨﺬ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪ ﻓﻰ ﻣﻮﺍﻗﻒ، ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﻓﻰ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺤﻨﻜﺔ ﻭﺣﺬﺭـ ﻣﻊ ﺣﻔﻆ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻟﻤﺼﺮ ﻭﻟﻠﻮﺿﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻰ ﻓﻰ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ.
■ ﻣﺎ ﻗﻮﻟﻚ ﻓﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﻏﺰﺓ ﻭﻟﺒﻨﺎﻥ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﺣﺮﺏ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺯﺓ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﻣﻦ ﻣﻴﺎﻩ ﻏﺰﺓ ﻭﻣﻴﺎﻩ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ؟
– ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﺟﺪًﺍ، ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ – ﻭﻻﺗﺰﺍﻝ- ﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﻓﻰ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ، ﻟﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺤﻴﻞ ﺣﺮﺏ ﻏﺰﺓ ﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﻓﻴﻪ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺩﻗﺔ.. ﺇﻥ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻣﻨﺬ ٧ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﻫﻮ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻰ ﻭﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺇﺩﺍﻣﺘﻪ ﻭﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ.
■ فور ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﻗﺎﺋﺪ ﺣﺮﻛﺔ ﺣﻤﺎﺱ، ﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﻧﺸﻄﺎﺀ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻷﺭﺟﻨﺘﻴﻨﻰ ﺗﺸﻰ ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ.. ﻣﺎ ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭﻙ؟ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻳﻮﻫﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺗﻘﺒﺔ ﻓﻰ ﻏﺰﺓ؟
– ﻓﻠﻨﺘﺮﻙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺗﺸﺒﻪ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺭ، ﺑﺘﺸﻰ ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ، ﻫﺬﻩ ﺍﻧﻄﺑﺎﻋﺎﺗﻬﻢ. ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻫﻮ «ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺗﻴﺎﺭ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﺭى» ﻋﺎﺕٍ ﺃﺿﺮ ﺑﻔﺮﺹ ﻟﺤﻞ ﺳﻠﻤﻰ ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ، ﻳﺤﻘﻖ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ.
ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺭ ﻗﺎﺩ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ، ﻭﺇﻥ ﺭﺣﻞ ﻓﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻭﺣﻤﺎﺱ ﻗﺎﺋﻤﺔ، ﻭﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺍﻓﺘﺮﺿﻨﺎ ﺃﻥ ﺣﻤﺎﺱ ﺳﺘﺘﺮﻙ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ، ﻓﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻓﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺑﺎﻗﻴﺔ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﻗﺎﺋﻢ، ﻭﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﺳﺒﺐ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻗﺎﺋﻢ، ﻭﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﺘﺨﻮﻳﻒ، ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻫﻨﺎ ﺗﺘﻌﺪﻯ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺭ، ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﺑﻞ ﻫﻰ ﺃﺧﻄﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ.
ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺭ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﻛﻔﺎﺡ ﻟﻦ ﻳﻨﺘﻬﻲ، ﻫﻮ ﻗﻀﻰ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺟﺪًﺍ ﻭﻣﻨﺎﺻﺮﻭﻫﺎ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﺟﺪًﺍ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻰ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺭ ﻣﻀﻰ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ، ﺣﺘﻰ ﺣﻤﺎﺱ ﺇﺫﺍ ﺍﻓﺘﺮﺿﻨﺎ ﺗﺮﺍﺟﻌﻬﺎ، ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺼﺎﺋﻞ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺳﻮﻑ ﺗﺼﻌﺪ ﻭﺗﺼﺮ ﻭﺗﺘﺪﺭﺏ ﻭﺗﻘﺎﻭﻡ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ، ﻭﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ.
■ ﻫﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺛﻤﺔ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻳﻐﻠﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻡ؟
– ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﺭﺃﻳﺖ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ، ﻟﻜﻦ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺑﻘﻰ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟﻰ ﺇﻃﺎﺣﺔ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫﻰ ﻓﻮﺿﻰ ﻋﺎﺭﻣﺔ.. ﻻ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻻ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺳﺘﻘﺒﻞ ﺑﻬﺬﺍ.
ﺃﻃﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﺙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺪﻋﻢ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺑﺄنه ﻻ ﺗﻄﺒﻴﻊ ﺑﻼ ﺣﻞ ﺷﺎﻣﻞ ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺎﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺪﻭﻟﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ.
■ فى ﻇﻞ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﻛﻴﻒ ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ «ﺣﻤﺎﺱ» ﻭ«ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ»؟
– ﻓﻰ ﺭﺃﻳﻰ ﺗﺸﻴﺮ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺩﻭﺭ «ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ» ﻭﺗﺮﺍﺟﻊ ﺑﻨﻴﺘﻪ ﺃﻳﻀًﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺷﻜﻮﻙ ﻓﻰ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺩﻭﺭﻩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ، ﻭﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﺸﺎﺑﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﻤﺎﺱ، ﻟﻜﻦ ﺩﻋﻴﻨﻰ ﺃﻭﺿﺢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﺤﻞ ﻣﺤﻠﻬﺎ «ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ» ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻖ، ﺣﺎﻝ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻧﻔﺲ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﻮﻗﻊ ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﻤﺎﺱ.
ﺃﻣﺎ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻤﺼﻴﺮﻩ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺈﻳﺮﺍﻥ، ﺧﺼﻮﺻًﺎ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺮﻙ ﺩﻭﻥ ﺩﻋﻢ حيوى ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍلحرجة ﻭﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻰ ﺃﺗﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺗﺸﻬﺪ ﺗﻐﻴﺮًﺍ ﺟﺬﺭﻳًﺎ، ﻭﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﻓﻰ ﺳﻴﺎﺳﺘﻪ ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻛﺪﻭﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻭﺯﻧﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻰ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻰ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻨﺎﻋﻤﺔ.. ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻻ ﺗﻌﻠﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ.
■ ﻛﻴﻒ ﺗﻨﻈﺮ ﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺣﺪﻳﺜﻚ ﻓﻰ ﻣﺬﻛﺮﺍﺗﻚ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﺑﺸﻘﻴﻪ؟
– ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻧﻄﺒﻊ ﻣﻊ ﺇﻳﺮﺍﻥ، ﻭﻟﻤﺼﺮ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ، ﻭﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﺼﺎﻫﺮﺓ ﺳﺎﺑﻘﺔ، ﺑﻞ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﺳﻴﺎﺳﻰ ﺟﺎﺀ ﻣﺜﺎﻟﻪ ﺍﻷﻫﻢ ﺃﻳﺎﻡ ﺛﻮﺭﺓ ﻣﺼﺪﻕ ﻓﻰ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺧﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻰ.
ﺛﻢ ﺃﻻ ﺗﺮﻳﻦ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻰ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺗﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣﻌﻬﺎ؟.. ﺃﻻ ﺗﺮﻳﻦ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻐﺮﺏ ﻭﺍﻟﺸﺮﻕ ﻛﻠﻪ؟.. ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻧﻘﻒ ﺑﻌﻴﺪًﺍ ﻋﻦ ﻃﻬﺮﺍﻥ؟. ﻧﻌﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻋﺎﻗﺖ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻊ ﻣﻨﺬ ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻵﻥ ﻳﺠﺐ ﺇﺯﺍﺣﺘﻬﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻣﻬﻤﺔ ﺃﻳًّﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻫﻨﺎﻙ.
■ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﻧﻈﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻰ ﺗﺸﻜﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪًﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ.. ﻣﺎ ﻗﻮﻟﻚ؟
– ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻰ ﻫﻮ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻛﻤﺎ ﺷﺮﺡ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ، ﻧﻌﻢ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﻭﻟﻬﺎ ﺃﺧﻄﺎﺅﻫﺎ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ ﻓﻰ ﺣﻖ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺾ ﺟﻴﺮﺍﻧﻬﺎ ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺠﺐ ﻣﻨﺎﻇﺮﺗﻬﺎ ﺑﺈﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻄﻤﺢ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺍﺿﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ.
ﻻ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺑﺸﻜﻠﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻰ ﻭﺍﻟﺬﻯ ﻳﺠﺮﻯ ﺗﻄﻮﻳﺮﻩ، ﺳﻮﻑ ﺗﺸﻜﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪًﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ ﻳﺘﻮﺍﺯﻯ ﺃﻭ ﻳﻘﺎﺭﻥ ﺑﺎﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻰ ﺍﻟﺬﻯ ﺗﺸﻜﻠﻪ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ.. ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺟﻮﺍﺭ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻏﻴﺮ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻤﺲ ﺗﻔﺎﻋﻼﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﻭﺗﺘﻘﺎﻃﻊ ﻣﻌﻬﺎ، ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﻄﺮﻭﺣﺔ.
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻔﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﺸﺎﻭﺭ ﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ ﻟﺘﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺗﻨﺎﻗﺶ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺠﻤﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻰ.. ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻨﺎﻗﺶ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﺪﺀًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻣﺮﻭﺭًﺍ ﺑﺎﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻯ. أما إسرائيل نعم هى دولة جوار ولكن ذات طابع خاص وعلاقتنا بها ترتبط بمشكلة كبرى وتاريخية لا يمكن تجاهلها، ونحن بصدد قيام نظام إقليمى جديد؛ لذا تقاربنا معها يجب أن يكون فى إطار تبادل الالتزامات كما جاء فى المبادرة العربية عام ٢٠٠٢.
■ فى ضوء ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻘﺪﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﺤﻞ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ؟
– ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﻘﺎﺀً ﻛﺎﻣﻼً، ﻟﻜﻦ ﺩﻋﻴﻨﻰ ﺃﺅﻛﺪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻭﻻ ﻳﺼﺢ ﺗﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺗﻨﺼﻴﺐ ﺭﺋﻴﺲ «منظمة ﻣﺮﺗﺰﻗﺔ» ﺭﺋﻴﺴًﺎ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﻫﺬﻩ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻬﻰ ﺳﻴﺎﺳﺔ «ﻏﺒﻴﺔ» ﻭﻻ ﻳﺼﺢ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﺒﻞ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺕ. ﻫﺬﻩ ﺇﻫﺎﻧﺔ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺣﺎﺿﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.. ﻟﻜﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﺧﻠﻂ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻋﻔﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﻣﻦ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﺒﻼﺩﻩ ﻧﻈﺮﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺼﺮ، ﻭﻣﻊ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻰ ﺍﻟﻤﺪﻧﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻷﻥ ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ.
■ هل ﻏﻴﺮﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ- ﺍﻷﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺔ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﻰ؟، ﻭﻫﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻰ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻃﻮﺭ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ؟
– ﻣﻤﻜﻦ، ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺷﻚ ﻋﻨﺪﻯ ﻓﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻗﺪ ﻏﻴﺮﺕ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺃﺛﺒﺘﺖ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﻓﺸﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﻔﻆ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﻴﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻮﻇﻴﻔﺘﻪ.
ﻟﻘﺪ ﻃﺮﺣﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮب، -ﻭﻣﻌﻬﺎ ﺃﺣﺪﺍﺙ ٧ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﻭﺗﺪﻣﻴﺮ ﻏﺰﺓ ﻭﻗﺘﻞ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻓﻰ ﻣﺠﻤﻞ ﺍﻷﺭﺍﺿﻰ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘلة،- ﻧﻘﺎﻁ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺜل:
– ﻓﺮﺽ ﺍﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﻰ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﺒﻰ ﻟﻬﺎ، ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻓﻰ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻓﻰ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻏﻴﺮ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻣﺜﻞ ﻣﺼﺮ ﻭﺗﻌﻮﻳﺾ ﺇﻣﺪﺍﺩﺍﻫﺎ ﺑﺎﻟﻘﻤﺢ.
– ﺳﻮﺀ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮ ﻭﺗﺄﻛﻴﺪ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻰ ﻓﻰ ﻧﻈﺎﻡ ﻋﻤﻞ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﻓﺸﻞ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﻴﻦ.
ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﻟﻰ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻭﺗﻨﺸﻴﻂ ﻭﺗﺠﺪﻳﺪ ﺩﻣﺎﺋﻪ، ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﺷﻠﻞ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺗﻮﻗﻒ ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻪ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﻋﺼﻴًﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺻﻼﺡ؛ ﺇﺫ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺎﺯﻝ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮ ﻋﻨﻪ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻠﻮﺍ ﺩﻭﻻً ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺑﻪ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻔﻴﺘﻮ؛ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ ﺣﻮﻝ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻨﻘﺴﻤﺔ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ، ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺭﻓﺾ؛ ﻷﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻫﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﻤﻜﺜﻒ ﻷﻭﺭﻭﺑﺎ ﻓﻰ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ.. ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻵﻥ ﻋﻦ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﻭﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﺑﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ، ﻭﻫﺬﺍ
ﺃﻣﺮ ﺻﻌﺐ.
■ فى ﻣﻠﻔﺎﺕ ﻭﺃﺯﻣﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺗﻤﺲ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻰ ﺍﻟﻤﺼﺮﻯ، ﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﺄﺻﺎﺑﻊ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﻧﺤﻮ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺑﻤﺎ ﻓﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﺯﻣﺔ ﺳﺪ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ.. ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻴﻘﻚ؟
– ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﻟﺪﻭﻝ ﻋﺮﺑﻴﺔ وأخرى منها دول ﺃﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ، ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻭﻗﻴﻌﺔ ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻰ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺔ، ﻭﻟﻠﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻗﺘﺮﺡ ﺃﻥ ﺗﻠﺘﻘﻰ «ﺍﻟﻤﺼﺮﻯ ﺍﻟﻴﻮﻡ» ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺑﺪﺭ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺎﻃﻰ ﻷﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻷﺩﻕ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ.
■ بعد أﻥ ﺗﻠﻘﻰ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺃﻭﺯﺍﺭﻫﺎ.. ﻣﺎ ﺗﻮﻗﻌﺎﺗﻚ ﻟﻠﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻰ ﻓﻰ ﻏﺰﺓ ﻭﻓﻠﺴﻄﻴﻦ؟، ﻭﻣﻦ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﻋﻤﺎﺭ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﻭﻳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﻬﺠﺮﻳﻦ؟
– ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻰ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﺳﺘﻔﻬﺎﻡ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ، ﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﻧﺎ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻯ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻰ ﻃﺮﺡ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻰ ﻏﺰﺓ ﻭﺍﻟﻀﻔﺔ ﻭﺍﻟﻘﺪﺱ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ.
ﺇﺫﻥ، ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻰ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﺱ ﻭﻓﺘﺢ، ﻓﻬﻞ ﺳﺘﻨﺨﺮﻃﺎﻥ ﻓﻰ ﺣﻜﻢ ﻣﻮﺣﺪ؟.. ﺃﻧﺎ ﻣﺜﻠﻚ ﻣﻨﺪﻫﺶ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺒﻠﻮﻯ ﻭﺃﺩﻋﻮ ﻛﻼًّ ﻣﻦ ﻓﺘﺢ ﻭﺣﻤﺎﺱ ﻟﻠﻌﻮﺩﺓ ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺧﻂ ﻭﻣﻮﻗﻒ ﻣﻮﺣﺪ، ﻷﻧﻬﻤﺎ ﻳﻌﻠﻤﺎﻥ ﺃﻥ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻰ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻰ ﻫﻰ ﺣﺠﺮ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻓﻰ ﺃﻯ ﺣﻞ ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، ﻭﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻞ ﻣﻊ ﺑﻘﺎﺋﻬﻤﺎ ﻣﻨﻘﺴﻤﻴﻦ ﻣﺘﻌﺎﺭﻛﻴﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ.
■ الرأى العام ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻰ ﻭﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻐﺮﺑﻰ ﺍﻵﻥ ﻳﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻮﻗﻒ ﻟﻢ ﻧﺸﻬﺪﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ.. ﻛﻴﻒ ﻳﺆﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ؟
– ﻧﻌﻢ ﺣﺮﺍﻙ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺃﻣﺮ ﻣﻬﻢ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔـ ﺍﻟﺮﺃﻯ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻰ ﻣﻬﻢ، ﻭﺍﻟﺮﺃﻯ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺑﻰ ﻣﻬﻢ، ﺍﻟﺮﺃﻯ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻰ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﺴﺎﺣﺔ ﺣﺮﻳﺔ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺴﺒﻴﺔ ﻭﺑﺪﺭﺟﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺮﺃﻯ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺑﻰ ﺍﻟﻐﺎﺿﺐ ﻣﻜﺘﻮﻡ، ﻭﺳﻴﻨﻔﺠﺮ ﻳﻮﻣًﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺗﻮﻗﻊ، ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺃﺷﺮﺕ.
■ فى اﻟﺨﺘﺎﻡ، طالما أن احتلال فلسطين بوصلة هذه الخلافات، ﻫﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻣﻠﻒ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﻫﺎﻭﻳﺔ؟
– ﻧﻌﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﻫﺎﻭﻳﺔ، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﺰﻟﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻗﺒﻞ ٧ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﻋﻦ ﺣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﻦ «ﺷﻤﺎﻋﺔ» ﻭ«ﻣﺠﺮﺩ ﻛﻼﻡ» ﻛﺎﺩ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺍﻟﺸﻮﺍﻡ «ﻃﻖ ﺣﻨﻚ».. ﻓﻰ ﺭﺃﻳﻰ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺗﺮﺩﻳﺪ ﻋﺒﺎﺭﺓ «ﺣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﻦ» ﺧﺼﻮﺻًﺎ ﺃﻥ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ، ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻟﻮﺟﻮﺏ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻘﻂ ﻋﻦ ﻗﻴﺎﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻓﻰ ﺃﺭﺍﺿﻰ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﻭﻏﺰﺓ ﻭﺍﻟﻘﺪﺱ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻭﺩ ١٩٦٧ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻬﻮ ﺣﺪﻳﺚ ﻟﻔﺾ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ، ﻭﻻ ﻳﻌﻨﻰ ﺷﻴﺌًﺎ، ﻭﺃﺧﺸﻰ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺷﻤﺎﻋﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﻮﻥ ﻭﺍﻟﺴﺎﺳﺔ ﻟﺘﺨﻠﻴﺺ ﺿﻤﺎﺋﺮﻫﻢ.
■ ﻣﺘﻰ ﻭﻛﻴﻒ ﺗﻘﺎﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻙ؟
– ﺣﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﻋﺎﺟﻼً ﺃﻭ ﺁﺟﻼً، ﺟﻴﻠﻜﻢ ﺳﻮﻑ ﻳﺮﺍﻫﺎ.. ﺃﻧﺎ ﻭﺟﻴﻠﻰ ﻟﻦ ﻧﺮﺍﻫﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺤﺬﺭ ﻫﻨﺎ.. ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻟﻴﺲ ﺃﻯ ﺩﻭﻟﺔ ،ﺃﻭ ﺩﻭﻟﺔ ﻭﺧﻼﺹ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺗﺠﺮﻯ ﺍﻵﻥ ﻟﻺﻗﻨﺎﻉ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﻳﻀﺤﻜﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻗﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﺃﻯ ﺩﻭﻟﺔ ﺷﻜﻠﻴﺔ ﺑﻼ ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺃﻭ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ، ﺇﻧﻤﺎ ﺩﻭﻟﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺟﺰﺀ ﺻﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺿﻰ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻭﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﻧﺼﻒ ﻗﻄﺎﻉ ﻏﺰﺓ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﻠﻢ ﻭﺳﻼﻡ ﻭﻃﻨﻰ ﻭﻣﻘﻌﺪ ﻓﻰ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ.
ﻫﺬﺍ ﻃﺮﺡ ﺟﺮﻯ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻰ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﺎ ﺳﻤﻰ ﺑـ«ﺻﻔﻘﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ» ﺍﻟﺘﻰ ﺍﻗﺘﺮﺣﻬﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺗﺮﺍﻣﺐ، ﻭﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ قد ﻴﻌﺎﺩ ﻃﺮﺣﻪ، ﻭﻓﻰ ﺭﺃﻳﻬﻢ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻮﻥ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺳﻌﺪﺍﺀ ﺑﺤﻞ ﻛﻬﺬﺍ.
ﻭﻓﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﺕ ﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻃﺮﺡ ﺭﺅﻳﺘﻨﺎ ﻧﺤﻦ، ﻭﺍﻹﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ؛ ﻭﻫﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻭﺩ ١٩٦٧ ﻭﻋﺎﺻﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ، ﻭﻟﻨﺘﺮﻙ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﻨﺒﻐﻰ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻃﺮﻓًﺎ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻰ ﻗﻮﻳًﺎ ﻭﻣﺨﻠﺼًﺎ، ﻗﺎﺋﻤًﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻯ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻰ ﻣﻮﺣﺪ ﻭﺗﻔﻮﻳﺾ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ، ﻭﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻰ ﺑﻌﻴﺪًﺍ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﺤﺖ ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ.