يبحث مؤتمر المناخ المنعقد حاليا في العاصمة الاذربيجانية «باكو»، «كوب 29»، قضايا «التمويل وتداول أرصدة الكربون»، فيما يتوقع المشاركون إجراء محادثات صعبة، في ظل الكوارث المناخية، والتى شجعت الدول النامية على تكثيف مطالبات ضخ أموال لمكافحة تبعات تغير المناخ.
هذه القضايا، يتم الاستعداد لها على مدار الأشهر الماضية بمشاركة مصرية قوية، حيث بدأت الاجتماعات التمهيدي للمؤتمر برئاسة الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، ونظرها وزير البيئة الاسترالي، في شهر أكتوبر الماضي.
المؤتمر الذي يقام تحت عنوان «تمويل المناخ، يناقش كيفية الحد من الاحتباس الحراري وعواقبة المدمرة، وتقديم حلول ومعالجة الالتزامات المالية للدول الفقيرة التي تأثرت بموجات الحر والعواصف والفيضانات الناجمة عن التغيرات المناخية، حيث يهدف المؤتمر لجمع تريليون دولار.
تأتي أهمية المؤتمر هذا العام في ظل تحذيرات علمية بأن عام 2024، هو العام الأكثر حرارة التي ستشهدة الكرة الارضية، وهو ما أوجد مشاركة كبيرة من رؤساء الدول النامية، رغم عزوف زعماء دول العشرين العظمي، والذين تسببوا في 80% من أسباب التغيرات المناخية.
ففي تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة «فجوة التكيف لعام 2024» دعا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة تغير المناخ، محذرًا من أن المجتمعات الضعيفة تعاني بالفعل من تقلبات مناخية راديكالية وكوارث طبيعية.
وتشارك مصر بشكل كبير في مؤتمر هذا العام، حيث يرأس الوفد المصري الدكتور مصطفي مدبولى، رئيس الوزراء نائبا عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، بحضور الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، لمناقشة الهدف الجمعى الكمي والهادفة لجمع تدفقات تمويل المناخ، لبحث كيفية تفعيل مؤتمر المناخ الجاري في جذب تمويل للتغير المناحى.
ورغم اهمية المؤتمر الجاري، إلا أنه يواجه تحديات صعبة، منها عزوف رؤساء الدول العظمى والتى تساهم بأكثر من 80% من الانبعاثات الحرارية المؤدية للتغيرات المناخية، فضلا عن الصراعات الوحروب المستمرة في مختلف الدول.
وتحذر منظمات الامم المتحدة أنه بدون جمع الاموال، لن يكون هناك إمكانة لمواجهة التغيرات المناخية، والتى تفرض خطورتها على الدول النامية التي تعانى من أزمات اقتصادية طاحنة كما تواجه اغلبها الحروب، والصراعات.
وتنطلق فعاليات المؤتمر بشعار «الاستثمار في كوكب صالح للعيش للجميع»، والذى تعقد عليه الدول آمالها كفرصة مهمة لتسريع العمل من أجل معالجة أزمة المناخ.
وقالت الدكتورة ياسمين فؤاد، إن أنظار العالم تتوجه لمؤتمر المناخ COP29 والذي يطلق عليه «مؤتمر التمويل»، حيث يعد تمويل المناخ احد الموضوعات الرئيسية على اجندته.
وأشارت الوزيرة، في تصريحات سابقة، إلى الدور الذي ستلعبه مصر في هذا الإطار من خلال توليها القيادة المشتركة مع نظيرها الاسترالي في تسيير مشاورات الهدف الجمعي الجديد لتمويل المناخ، ممثلة عن الدول النامية، حيث ستعمل على تسليط الضوء على مطالب التمويل للدول النامية والمهددة بآثار تغير المناخ.
وأضافت: «سيناقش المؤتمر ايضا سبل الالتزام بخفض الانبعاثات الكربونية العالمية للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، من خلال وضع إطار عمل واضح للانتقال العادل إلى الطاقة المتجددة والتقليل من الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتعزيز الدعم المالي لتعويض الأضرار الناجمة عن الكوارث المناخية في الدول النامية الأكثر تأثرًا، بالإضافة إلى متابعة تعزيز التمويل المخصص للتكيف مع آثار التغيرات المناخية، مع وضع آليات لتعزيز عدالة التوزيع المالي لتحقيق هدف التكيف العالمي لمساعدة المجتمعات على مواجهة آثار التغير المناخي .
وأوضحت د. ياسمين فؤاد، أن المؤتمر سيتضمن مناقشة تفعيل المادة 6 من اتفاقية باريس، والتي تسمح بإنشاء أسواق كربونية، حيث يمكن للدول بيع وشراء حصص الكربون. مما يسهم في تشجيع الاستثمارات في المشاريع البيئية وتخفيف الانبعاثات عبر آليات تتسم بالكفاءة والمرونة.