انتهت نيابة مركز كفر الدوار بمحافظة البحيرة، برئاسة المستشار أحمد يسري، رئيس نيابة مركز كفر الدوار، من التحقيق مع الدكتورة وسام شعيب، طبيبة النساء والتوليد، عقب نشرها لمقطع فيديو أثار ضجة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، بحضور عدد من المحامين الذين أبدوا تضامنهم معها. ووجهت النيابة للطبيبة عدة اتهامات تتعلق بتكدير الأمن والسلم العام، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإثارة البلبلة بين المواطنين، وذكر عبارات وصفت بأنها تتنافى مع أخلاقيات المجتمع، مما أدى إلى انتشار موجة من الجدل العام حول القضية.
محامي الدفاع يوضح موقف الدكتورة
قبيل عرض الدكتورة وسام على النيابة العامة، صرح محاميها هيثم عبدالعزيز بأن كل ما قالته موكلته في الفيديو كان سردًا لوقائع حدثت بالفعل ولم تكن افتراءات، مشيرًا إلى أن الدكتورة لم تذكر أسماء أشخاص بعينهم في حديثها. وأكد أن هناك جهات تهاب مواجهة الحقائق وتريد إسكات الطبيبة، وأضاف: “موكلتي واثقة من براءتها ومطمئنة لما ستسفر عنه التحقيقات، وهي تتعجب من الأحداث الجارية كونها لا تعرف أيًا من الأشخاص الذين تناولت وقائعهم، وأن البلاغات المقدمة ضدها جاءت من أشخاص مجهولين، بل ويرجح أن هؤلاء الأشخاص قدموا أنفسهم لها بأسماء وهمية”.
أضاف المحامي: “الدكتورة وسام شعيب لم تقصد الإساءة أو التشهير بأي جهة، بل كان هدفها تسليط الضوء على بعض المشكلات التي تراها في عملها اليومي كطبيبة، وهي الآن بانتظار قرار النيابة، وواثقة من أن العدالة ستنصفها”.
بيان توضيحي من محامي الدكتورة وسام شعيب
أصدر المحامي هيثم عبدالعزيز بيانًا بعنوان “توضيح لمن يتساءل”، أكد فيه أن موكلته تتواجد بالفعل في مركز شرطة كفر الدوار، حيث تُعامل باحترام يليق بها، مشيرًا إلى أن الاتهامات التي ستوجه لها لم تكن معروفة في بداية التحقيقات. وأضاف: “من وجهة نظري كمحاميها، أؤكد أنها لم تفش أسرار المرضى بأي شكل من الأشكال، حيث لم تذكر أسماء، أرقام هواتف، أو أي معلومات شخصية تتعلق بحالاتها. ربما يكون التعبير قد خانها في بعض العبارات، لكن جميعنا نختلف في أساليب التعبير عن آرائنا”.
وتابع البيان: “هدف الدكتورة وسام لم يكن أبدًا إثارة الترند أو الترويج لنفسها، وإنما كان توجيه النصح والإرشاد حول بعض القضايا التي تواجهها في حياتها العملية كطبيبة نساء وتوليد. ومن منا لا يسعى لتحقيق الشهرة، لكنني أرى أنها لم تكن تقصد ذلك هنا. نسأل الله أن يقف معها، فهي شخصية محترمة وزوجة لطبيب نحترمه جميعًا. ننتظر نتائج التحقيقات وقرار النيابة العامة، وكلنا أمل أن يُنصفها القانون”.
تفاصيل الفيديو المثير للجدل
انتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي فيديو تظهر فيه الدكتورة وسام شعيب تتحدث عن ثلاث حالات اجتماعية أثارت جدلًا واسعًا، منها حالة حمل قاصر تبلغ 14 عامًا، حملت في جنين عمره ثمانية أشهر وطلبت أسرتها إجهاضه. كما تحدثت عن سيدة تعاقدت مع شاب عشريني لتسجيل المولود باسمه رغم أنها تكبره بخمسة عشر عامًا ولها علاقة غير شرعية سابقة، وكذلك حالة ثالثة تتعلق بسيدة أدينت في قضية زنا وصدر بحقها حكم بالحبس.
رد الطبيبة على الاتهامات
بعد الانتقادات، ردت الدكتورة وسام عبر فيديو بثته على صفحتها الشخصية على “فيسبوك”، قائلة: “أنا نمت صحيت لقيت مصر كلها اتفرجت على الفيديو. أنا لست باحثة عن الترند، ولا أحاول جذب الانتباه. كل ما أردته هو تسليط الضوء على المشكلات التي تواجهنا في عملنا اليومي، ومساعدة الأطفال المتواجدين في الحضانات عبر التبرعات، ولم يكن في نيتي الإساءة”.
وأضافت: “كل ما قلته كان حديثًا عامًا دون الكشف عن أي معلومات خاصة بالمرضى، ولم أذكر أسماء أو تفاصيل يمكن أن تدل على هويتهم”. كما عبرت عن استغرابها من الانتقادات الكثيرة الموجهة لها، وأكدت أن الهدف من حديثها كان التوعية.
موقف النقابة العامة للأطباء والنيابة الإدارية
على إثر الجدل، أعلنت النقابة العامة للأطباء عن تلقيها شكاوى تتعلق بمحتوى الفيديو، مشيرة إلى أنه قد يمثل تعديًا على القيم الأسرية في المجتمع المصري، فيما بدأت النيابة الإدارية تحقيقًا شاملاً بناءً على تكليف من المستشار عبدالراضي صديق، رئيس هيئة النيابة الإدارية، للتحقق من صحة المحتوى والتأكد من عدم انتهاك حقوق المرضى أو مخالفة أخلاقيات المهنة.
ردود فعل المجتمع
من جانبه، علّقت الدكتورة هبة عوف، أستاذة التفسير بجامعة الأزهر، على الواقعة قائلة: “الإسلام دين الحياء والستر، ويجب على كل مسلم الالتزام بألفاظ تتسم بالاحترام، وعدم الخوض في أعراض الآخرين من أجل الشهرة”. ودعت عوف إلى عدم تحقيق الشهرة من خلال تداول موضوعات تمس أخلاقيات المجتمع.
في ختام هذه القضية المثيرة للجدل، يبقى السؤال مفتوحًا حول حدود حرية التعبير في القضايا الاجتماعية، ودور المهنيين في تسليط الضوء على المشكلات المجتمعية دون المساس بأخلاقيات المهنة.