خرجت قناة الجزيرة بتقرير إخباري موسّع، وجهت فيه اتهامات مغرضة للكنيسة القبطية، زاعمةً أنها تاهت في موقفها تجاه الدفاع عن القضية الفلسطينية وتحديدًا حركة حماس. لكن هذه القناة تناست، أو ربما تعمّدت تجاهل، حقيقة ارتباط اسم حركة حماس بجرائم دموية استهدفت الأقباط في مصر، وبتفجير الكنائس التي كانت تفيض بالمصلين، فضلًا عن تورطها في استهداف المساجد وقتل الركع السجود من المسلمين، وضرب أقسام الشرطة ومهاجمة الضباط والجنود. هذا التجاهل الإعلامي، والتقارير المليئة بالتحريض والتضليل، تكشف عن ازدواجية واضحة في خطاب الجزيرة، ومحاولاتها المستمرة لتلميع صورة الجماعات المتطرفة على حساب الحقائق الدامغة ودماء الأبرياء.
تغافلت قناة الجزيرة تاريخها الممتد في دعم الجماعات المتطرفة وترويج التيارات ذات الفكر اليميني المتشدد، ولم تتوقف يومًا عن محاولات التشويش وإثارة الفتنة، مستهدفةً الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر ومحاولة النيل من مواقفها الوطنية النبيلة. عبر خطاب تحريضي مليء بالطائفية، اتهمت القناة الكنيسة بعدم الدفاع عن القضية الفلسطينية، مستندةً إلى مزاعم غير قائمة على حقائق وتهدف إلى خلق الشك والانقسام في المجتمع المصري.
المعروف عن الجزيرة أنها لا توظف مسيحيين في صفوف فريق عملها، وهو دليل واضح على ضيق أفقها حول مفهوم التعايش الديني، وتجاهلها مبدأ التنوع والتعددية. هذا السلوك الإعلامي يعكس أيديولوجية إقصائية تتنافى مع القيم التي تدّعي القناة الترويج لها.
وفي إطار تماهيها مع خطاب جماعة الإخوان المسلمين، لا تفوت الجزيرة فرصة لمهاجمة الكنيسة القبطية وتوجيه سهام النقد لها، بينما تتجاهل تقديم أي ممثلين عن المؤسسة الدينية المسيحية التي ينتمي إليها أكثر من 25 مليون مسيحي في الشرق الأوسط. ويمثلون حوالي ١٢٪ من اجمالي سكان المنطقة ، وهذا النهج ليس إلا حلقة في سلسلة طويلة من محاولات استخدام الإعلام كأداة لخدمة أجندات سياسية متطرفة، تهدف إلى تجنيد الأفراد عبر التأثير على وعيهم وزرع مفردات تخدم الإيديولوجيا الإخوانية.
لكن الكنيسة القبطية، التي تعد قلعة للقيم الوطنية والدفاع عن الحقوق الإنسانية، تظل ثابتة في مواقفها الثابتة والعميقة. فهي مؤسسة دينية عريقة تجسد تاريخًا طويلًا من النضال الوطني والمقاومة الثقافية والفكرية ضد الاستعمار. على مر العقود، أدركت الكنيسة القبطية أن القضية الفلسطينية ليست مجرد مسألة إقليمية، بل هي جوهر النضال العربي ضد الهيمنة الاستعمارية والإمبريالية. لذا، ومنذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي، دافعت الكنيسة عن الحق الفلسطيني بشجاعة، رافضةً كل محاولات تشويه الحقائق أو اختطاف هوية الصراع.
لم تكن الكنيسة القبطية يومًا في موقع المتفرج أو المحايد، بل كانت دائمًا في الصف الأمامي للمدافعين عن فلسطين، رافعةً شعار الحق العربي في وجه الاحتلال الصهيوني، مؤمنةً بأن العدالة لا تتحقق إلا بتوقف التوسع الاستعماري في المنطقة. لم تقبل الكنيسة أن يتم استخدام الدين كوسيلة لتبرير الظلم، بل على العكس، كانت دومًا صوتًا للسلام والعدالة، وداعيةً للتعايش السلمي بين جميع أبناء المنطقة.
تاريخ من الالتزام بالحقوق الفلسطينية
تعتبر الكنيسة القبطية أقدم وأهم المؤسسات الدينية في الشرق الأوسط، وكان لها دور راسخ في دعم الحقوق الفلسطينية منذ عهد البابا كيرلس السادس، مرورًا بالبابا شنودة الثالث، الذي كان من أبرز المناصرين لقضية فلسطين، وصولًا إلى البابا تواضروس الثاني. إن مواقف الكنيسة في هذا الشأن لا تقتصر على تصريحات سياسية بل تنبع من عقيدة راسخة ترفض الظلم وتؤمن بحق الشعوب المظلومة في نيل حقوقها. لقد كانت الكنيسة القبطية دائمًا في صف العدالة، معتبرة القضية الفلسطينية قضية إنسانية متكاملة لا تقتصر على الجانب القومي فقط، بل تشمل أيضًا الحق في العيش بحرية وكرامة.
تاريخ الكنيسة القبطية في مواجهة الاستعمار يبرز مقاومتها الفكرية والثقافية للمشاريع الصهيونية التي حاولت استغلال الدين لتبرير الاحتلال والتوسع. ولم تقتصر الكنيسة على رفض هذه المشاريع، بل تصدت أيضًا لكل التيارات الفكرية المسيحية الصهيونية التي سعت إلى شرعنة الاستعمار عبر استغلال النصوص الدينية. كان هذا الموقف بمثابة تأكيد على التزام الكنيسة بالمبادئ العادلة، معبرة عن وجدان الشعب المصري والأمة العربية في رفض كل أشكال الهيمنة.
الإرهاب الذي لا يُنسى ودماء الشهداء
لم تقتصر الكنيسة القبطية على الدفاع عن فلسطين فحسب، بل كانت أيضًا شاهدة على مآسي الإرهاب الذي استهدف مصر وشعبها. منذ تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية عام 2010، الذي استهدف الأقباط في محاولة لزرع الفتنة وزعزعة استقرار البلاد، لم تتوقف الكنيسة عن توثيق كل الجرائم الإرهابية التي شهدتها البلاد. هذه الأعمال لم تكن موجهة ضد الأقباط فقط، بل استهدفت المصريين جميعًا، مسلمين ومسيحيين، بما في ذلك تفجيرات المساجد في سيناء وغيرها من مناطق البلاد. هذه الجرائم تُظهر العداء الذي تحمله الجماعات الإرهابية لمصر، وهو ما يظل محفورًا في ذاكرة الشعب المصري، الذي لا ينسى دماء الشهداء ولا يتسامح مع محاولات تقزيم أو تشويه هذا التاريخ.
الإعلام المضلل ودوره في تأجيج الفتنة
لطالما كانت قناة الجزيرة منبرًا لإثارة الفتنة ونشر خطاب الكراهية في المنطقة، خاصة عندما يتعلق الأمر بحركات متطرفة مثل حركة حماس. من خلال محاولات القناة لتلميع صورة هذه الجماعات وتقديمها كـ”مقاومة”، كشفت الجزيرة عن ازدواجية المعايير في تغطيتها الإعلامية وتناقضها مع الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني. إنها قناة تسعى إلى توظيف الدين والسياسة لتحقيق أجندات خارجية، في الوقت الذي يدرك فيه الجميع تمامًا ما تسعى إليه هذه المحاولات من تأجيج الفتن وترويج الكراهية.
الهوية الوطنية للكنيسة القبطية
الكنيسة القبطية لم تكن يومًا في حاجة لتأكيد وطنيتها، فهي جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي المصري. منذ مشاركتها في حركة المقاومة ضد الاستعمار وحتى موقفها الثابت في القضايا الوطنية، تؤكد الكنيسة القبطية أنها ليست مجرد مؤسسة دينية، بل هي حاضرة بقوة في تشكيل هوية الوطن. تعكس مواقفها التزامًا راسخًا بالوطن ورفضًا لأي نوع من الضغوط السياسية أو الدينية التي قد تؤثر على موقفها الثابت.
ختامًا: ذاكرة الصمود لا تُنسى
الشعب المصري، بمسلميه ومسيحييه، يدرك تمامًا قيمة التضحيات التي قدمها أبناء الوطن في مواجهة الإرهاب. دماء الشهداء التي أريقت في الكنائس والمساجد ستظل دائمًا رمزًا للصمود، وتذكيرًا دائمًا بأن مصر لن تخضع للإرهاب ولن تتخلى عن مواقفها الوطنية الراسخة. الكنيسة القبطية، بتاريخها العريق ومواقفها الثابتة، تظل شاهدة على الإصرار على العدالة والسلام، ولن يسمح المصريون لأحد بابتزازهم أو تحريف تاريخهم باسم الدين أو السياسة.
حضرتك تعلم ان قطر هي حماس والاخوان والحوثيين وايران هي تنفذ اجندات فقط تابع لاسيادهم هي عبارة عن ولاية من الولايات الامريكية كلهم واحد وتعلم ان العرب يهاجم كل ما هو شرقي بصرف النظر مسلم او مسيحي لان المسيحية بالنسبة لهم الماسونية فكل مسيحي شرقي ليس علي وفاق معهم اللهم الا انهم كانوا يستخدموا المسيحية الشرق اوسطية في قرقعة القنابل والاغتيالات في الوقيعة بيننا ولكنهم لم يفلحوا بوعي الشعب المصري الذي يعشق جاره وصديقه المصري ولا نقول المسيحي لاننا دائما نقول الوطن للجميع والدين لله وفشلوا فشل ذريع في الوقيعة