في القريب العاجل يطرح للكاتب الصحفي حسام الحداد احدث كتبه بعنوان “العودة إلى التصوف” الذي يتناول قضايا جوهرية حول كيفية معالجة العنف والتطرف في الفكر السياسي الإسلامي عبر العودة إلى التصوف كتيار روحي وفكري.
النص يؤكد أن التصوف ليس مجرد طقوس دينية أو تأملات فردية، بل يحمل أبعاداً فكرية وإنسانية عميقة، ويُقدَّم باعتباره نموذجاً للتعايش السلمي ومواجهة التشدد. فالتصوف، بمفاهيمه التي تركز على قيم التسامح والمحبة والسلام، يسعى ليكون بديلاً إيجابياً بعيداً عن العنف والانتقام الذي اتسمت به بعض الحركات الإسلامية المعاصرة.
لكن هذه الرؤية، وفق النص، لا تخلو من تساؤلات وتحديات حقيقية؛ فهل يمكن للتصوف فعلاً أن يواجه التشدد الديني؟ وهل يملك القدرة على احتواء التيارات السياسية المتطرفة؟ وهل له تأثير على مفاصل السلطة في المجتمعات التي تشهد نشاطاً للحركات السياسية المتشددة؟ هذه التساؤلات تنبع من واقع معقد في العديد من الدول الإسلامية، حيث تُلقي التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية بظلالها على إمكانية تحقيق أي إصلاح جذري. ورغم ذلك، يظل التصوف، بما يحمله من قيم سامية وتاريخ ممتد في المجتمعات الإسلامية، بديلاً فكرياً وروحياً يمكن أن يوازن بين الهوية الدينية والحاجة إلى الإصلاح الاجتماعي.
والنص المقدم من الاستاذ حداد يتناول موضوعاً ذا أبعاد متعددة ومتداخلة، حيث يُعالج إمكانية الاعتماد على التصوف كبديل فكري في مواجهة العنف والتطرف. هذا الطرح يفتح الباب للبحث حول دور التصوف في الواقع المعاصر، خاصةً في ظل الأزمات الفكرية والسياسية. أحد الجوانب الإيجابية في النص هو تأكيده على القيم الروحية والإنسانية للتصوف، والتي يمكن أن تقدم بديلاً فعالاً للقيم المتطرفة التي تتبناها بعض الحركات. لكن في المقابل، يعكس النص وعياً واضحاً بأن التصوف يواجه تحديات واقعية كبيرة تتعلق بمدى قدرته على اختراق التيارات السياسية أو التأثير على مفاصل الدولة في بيئات تعاني من أزمات شديدة التعقيد.
الجدل حول التصوف كبديل لا يخلو من أهمية في سياقات الحاضر، فهو يمثل نوعاً من العودة إلى الأصول الروحية والتسامح، وهي قيمة ملحة في عصرنا. ومع ذلك، النص يثير أسئلة مشروعة حول مدى واقعية تطبيق هذا الطرح، خاصةً عندما يتعلق الأمر بتأثيره الفعلي في عالم السياسة والأمن. لذا فإن قراءة النص تجعلنا نتساءل: هل يمكن للتصوف أن يقدم حلاً عملياً ومستداماً في ظل تعقيدات الواقع الحالي؟ وهل يستطيع هذا التيار الفكري أن يتجاوز الحدود الروحية ليصبح قوة فاعلة في تغيير البنية السياسية والمجتمعية؟