في تطور لافت على الساحة السياسية الإقليمية، أمرت السلطات القطرية قادة حركة حماس المقيمين في الدوحة بمغادرة أراضيها، بعد ضغوط متزايدة من قبل أعضاء في الكونغرس الأمريكي. يأتي هذا القرار بعد طلب رسمي من عدد من النواب الأمريكيين إلى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير العدل ميريك جارلاند، للمطالبة بإجبار قطر على تسليم قادة حماس إلى الولايات المتحدة لمحاكمتهم بتهم قتل مواطنين أمريكيين.
وفقًا للتقارير، فإن الحملة الأمريكية تركز على تحميل قادة حماس المسؤولية عن قتل 46 أمريكيًا، بالإضافة إلى اختطاف 12 آخرين خلال الهجمات الإرهابية التي شنتها الحركة في أكتوبر 2023.
وفي رسالة رسمية وجهها عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، من بينهم روجر ف. ويكر، جيمس إي. ريش، ومارك روبيو، قالوا إن مقتل يحيى السنوار، زعيم حماس، على يد قوات الدفاع الإسرائيلية يمثل فرصة حاسمة للولايات المتحدة لدفع الحركة إلى الاستسلام، مما يساعد في إنهاء الحرب التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر 2023. الهجوم، الذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، بما فيهم 46 أمريكيًا، بالإضافة إلى احتجاز 250 رهينة، بينهم 12 أمريكيًا، لا يزال يثير جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية.
واستغل قادة حماس المقيمون في الدوحة، بحسب التقارير، حرية التنقل والوجود التي وفرتها لهم قطر للترويج لمعارضة مفاوضات وقف إطلاق النار عبر وسائل الإعلام الدولية، فضلاً عن استضافة مسؤولين إيرانيين في مقرهم في الدوحة.
في رسالتهم، حثّ أعضاء مجلس الشيوخ الإدارة الأمريكية على اتخاذ إجراءات عاجلة لتجميد أصول قادة حماس، ومنعهم من التواصل مع وسائل الإعلام الدولية، وكذلك إنهاء قدرتهم على استضافة الزوار الأجانب والسفر إلى الخارج.
طالبوا بتسليم خالد مشعل، زعيم حماس السابق المقيم حاليًا في قطر، إلى الولايات المتحدة لمواجهة الاتهامات التي تم الكشف عنها في لوائح اتهام جديدة تتعلق بالعديد من قادة حماس في 3 سبتمبر 2024.
من بين الأسماء البارزة التي طالب النواب الأمريكيون بتوجيه الاتهام إليها كان خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحماس، الذي كان قد سعى، قبل السابع من أكتوبر، إلى الحصول على دعم إيران وحزب الله لشن هجوم متعدد الجبهات على إسرائيل. ويؤكد أعضاء الكونغرس الأمريكي أن استمرار وجود هؤلاء القادة في قطر يشكل تهديدًا مستمرًا، ويجب أن يتم اتخاذ إجراءات صارمة ضدهم لضمان تقديمهم للعدالة.
تسعى الولايات المتحدة من خلال هذه الضغوط إلى إنهاء الملاذ الآمن الذي توفره قطر لقادة حماس، وفرض عقوبات عليهم لحملهم على تحمل مسؤولية المذبحة التي نفذتها الحركة في 7 أكتوبر 2023.