تقرير يكتبه – صموئيل العشاي:
لعب عشرة رؤساء دورًا كبيرًا في دعم نجاح دونالد ترامب في الانتخابات، وكان في مقدمتهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أدرك قوة الجالية القبطية في الولايات المتحدة وحشدها للتصويت لصالح ترامب. بتنسيق دقيق ومع شخصيات قبطية بارزة، تابع السيسي عن كثب تحركات التصويت وأشرف على تنشيط هذا اللوبي القوي لدعم الرئيس الأمريكي السابق. مثلت هذه الجهود جزءًا من مساعي الرؤساء لتحقيق مكاسب استراتيجية من خلال علاقاتهم مع الولايات المتحدة، بما يعكس مصالحهم الوطنية وطموحاتهم الإقليمية والدولية.
1- الرئيس عبد الفتاح السيسي
لطالما كانت العلاقات المصرية-الأمريكية محورية في توجيه السياسات الإقليمية والدولية، ومع ذلك نجح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في تعزيز هذه العلاقة الاستراتيجية إلى مستويات غير مسبوقة. فالسيسي يدرك جيدًا أهمية التعاون مع الحليف الأمريكي، ومن هنا عمل على تقوية حضور الجالية القبطية في المشهد السياسي الأمريكي. هذه الجالية، التي يتراوح عددها بين أربعة إلى خمسة ملايين شخص، تمثل قوة انتخابية بالغة الأهمية في الولايات المتحدة، وهي أحد أبرز الأدلة على القوة الناعمة لمصر في الخارج.
السيسي، بخبرته السياسية وبحنكة ضابط المخابرات، حرص على توظيف هذه القوة من خلال التواصل مع شخصيات قبطية مؤثرة وبارزة، مثل الملياردير رأفت صليب، الذي لعب دورًا محوريًا في تحفيز وتوجيه الجالية القبطية نحو دعم الحليف السياسي المفضل لمصر. الجهود المصرية نجحت في إبراز دور هذه الجالية كقوة مؤثرة داخل الساحة السياسية الأمريكية، مما أعطى لمصر ثقلًا إضافيًا في رسم السياسة الإقليمية.
طموحات السيسي:
يسعى الرئيس السيسي إلى تحقيق مصالح متعددة من خلال توطيد العلاقات مع الولايات المتحدة. أبرز هذه الطموحات يتمثل في تعزيز الدعم الأمريكي لمصر على المستوى العسكري والسياسي، بما يعزز من الاستقرار الإقليمي ويكفل حماية المصالح الحيوية لمصر في المنطقة. كما يطمح السيسي إلى تحفيز الاستثمارات الأمريكية في المشروعات المصرية الكبرى، وهو ما سينعكس إيجابيًا على الاقتصاد المصري من خلال خلق فرص عمل وزيادة الإنتاجية. من ناحية أخرى، يأمل السيسي في تخفيف الضغوط السياسية التي يمارسها الكونغرس الأمريكي، والتي قد تؤثر على الأوضاع الداخلية، ما يسمح لمصر بالمضي قدمًا نحو تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي وتعزيز التنمية المستدامة.
إن نجاح هذه الجهود يعكس مدى حرص مصر على بناء علاقات دولية متوازنة وقائمة على الشراكة والتفاهم، لتكون القاهرة، بقيادة السيسي، حليفًا استراتيجيًا لا غنى عنه في المنطقة.
2- الرئيس فلاديمير بوتين
منذ تولي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، شهدت العلاقات بين موسكو وواشنطن فترة من التعاون والحوار السياسي المختلف عن الحقبة التي سبقتها. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي عُرف بقدراته القيادية واستراتيجياته المحكمة، استغل هذه الفرصة لتحقيق تقارب نوعي مع الولايات المتحدة في ظل سياسات ترامب التي مالَت إلى تقليل التدخلات الخارجية الأمريكية وإعطاء أولوية للمصالح الاقتصادية. هذه المرحلة أتاحت لروسيا تعزيز قنوات الاتصال والتفاهم، الأمر الذي انعكس إيجابيًا على استقرار العديد من الملفات الإقليمية والدولية.
يأمل بوتين في استغلال فوز ترامب المحتمل في الانتخابات المقبلة لإعادة إحياء التعاون من أجل إنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية، التي استنزفت الموارد الاقتصادية وأثرت على الأسواق العالمية. يرى بوتين في ترامب شريكًا قادرًا على التفاوض وإيجاد حلول سياسية تضمن إنهاء الصراع بشكل يحفظ ماء الوجه لروسيا، ما يعكس أهمية التعاون المشترك في تحقيق الاستقرار العالمي.
طموحات بوتين:
يطمح الرئيس الروسي إلى إلغاء العقوبات الاقتصادية والسياسية التي فرضتها الولايات المتحدة على بلاده، وهي خطوة ستتيح لروسيا استعادة مكانتها على الساحة الدولية من دون الضغوط الغربية المستمرة. هذه الطموحات تشمل أيضًا توقيع اتفاقيات عسكرية وأمنية مع واشنطن تساهم في الحد من الهيمنة الغربية وتحقق التوازن في مناطق النزاع المختلفة، مما يمنح موسكو فرصة أكبر لتعزيز نفوذها السياسي والعسكري.
بوتين يسعى لتحقيق شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة تستند إلى المصالح المشتركة وتؤمن الاستقرار في الساحة العالمية. هذا الهدف يعكس رؤيته في ترسيخ روسيا كلاعب محوري في رسم خريطة المستقبل الدولي، حيث تسهم المصالح الروسية-الأمريكية المشتركة في تحقيق التوازن وإعادة صياغة السياسات الإقليمية بشكل يعكس التعاون بدلاً من الصراع.
3- ولي العهد السعودي محمد بن سلمان
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان
كانت العلاقة بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب واحدة من أبرز العلاقات التي شهدت تقاربًا غير مسبوق في السياسة الأمريكية مع منطقة الخليج العربي. هذا التقارب انعكس في دعم سياسي ومادي كبير، حيث ترددت أنباء عن دعم مالي كبير وصل إلى ملياري دولار قدمه بن سلمان لصالح ترامب. لم يقتصر الدعم السعودي على الجوانب المالية فقط، بل امتد إلى جهود متكاملة من خلال شركات العلاقات العامة لتعزيز مكانة ترامب وحشد الدعم له داخل الولايات المتحدة، مما يعكس مستوى الشراكة والتعاون بين الجانبين.
من خلال هذا الدعم، سعى بن سلمان إلى تقوية التحالف مع الولايات المتحدة، مدركًا أهمية العلاقة الاستراتيجية التي تربط البلدين، والتي ترتكز على المصالح المشتركة في العديد من الملفات الحساسة إقليميًا ودوليًا. العلاقات الوثيقة مع ترامب مهدت الطريق لسياسات أكثر مرونة وتعاون في مواجهة التحديات الإقليمية، وهو ما انعكس إيجابيًا على دور السعودية كقوة إقليمية فاعلة.
طموحات بن سلمان:
يتطلع الأمير محمد بن سلمان إلى تعزيز التحالف الاستراتيجي بين السعودية والولايات المتحدة، خاصة في مواجهة التهديدات الإيرانية المتزايدة، بما يضمن الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. كما يسعى بن سلمان إلى تخفيف الضغوط الأمريكية المتعلقة بملف حقوق الإنسان داخل المملكة، مع تعزيز الحوار البناء حول هذا الملف. بالإضافة إلى ذلك، يطمح إلى زيادة التعاون في المجالات العسكرية، بما يعزز من قدرات المملكة الدفاعية، وفي مجال الطاقة النظيفة، حيث تسعى المملكة لتكون شريكًا رئيسيًا في التحول نحو الطاقة المتجددة.
ومن بين الطموحات البارزة، يسعى بن سلمان لفتح المجال أمام استثمارات أمريكية واسعة في مشاريعه الكبرى مثل مشروع “نيوم”، الذي يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في الاقتصاد السعودي وتطوير قطاع التكنولوجيا والابتكار، مما سيعود بالفائدة على البلدين ويسهم في تحقيق رؤيته 2030 للتنمية المستدامة.
4- الرئيس الصيني شي جين بينغ
خلال حكم الديمقراطيين، اتسمت السياسة الأمريكية تجاه الصين بالتعقيد والشد والجذب، خاصة فيما يتعلق بالنزاع حول تايوان والتوترات المتزايدة في مجالات التجارة والتكنولوجيا. في ظل إدارة دونالد ترامب، التي تبنت مقاربة مختلفة تركز على عقد الصفقات الاقتصادية بدلاً من التوجه نحو الصراعات العسكرية المباشرة، يترقب الرئيس الصيني شي جين بينغ فرصة لإعادة التوازن في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم. هذا النهج من شأنه أن يتيح الفرصة لتعزيز الروابط الاقتصادية وتخفيف حدة التوترات التي أثرت على الاستقرار الإقليمي والدولي في السنوات الأخيرة.
شي، الذي قاد تحولًا اقتصاديًا كبيرًا في الصين وأبرزها كلاعب رئيسي على الساحة العالمية، يدرك أن تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة يمثل عنصرًا رئيسيًا في ضمان استمرار عجلة التنمية داخل بلاده. ومع تفضيل ترامب للتفاهمات الاقتصادية على التصعيد العسكري، يأمل شي في استثمار هذه المقاربة لضمان استقرار العلاقات الثنائية وتقليل التوترات القائمة.
طموحات شي جين بينغ:
يهدف الرئيس الصيني إلى وقف التصعيد العسكري حول تايوان، خاصة في ضوء التحديات الأمنية والسياسية التي يمكن أن تؤثر على استقرار المنطقة. هذه الخطوة من شأنها تعزيز فرص الحوار والتفاهم بين الجانبين وتجنب سيناريوهات الصدام العسكري. علاوة على ذلك، يسعى شي إلى إعادة التفاوض على الاتفاقيات التجارية مع الولايات المتحدة بشكل يضمن تحقيق التوازن في الميزان التجاري، وهو ما سيعود بالنفع على الاقتصاد الصيني المتنامي.
من بين الأولويات الرئيسية لشي أيضًا تفادي القيود التقنية أو الحصار الذي يحد من قدرة الصين على المنافسة في مجالات التكنولوجيا والابتكار. الصين، التي باتت قوة عظمى في القطاع التكنولوجي، تسعى لضمان حرية الوصول إلى الأسواق العالمية واستمرار تطورها في مجالات الذكاء الاصطناعي والاتصالات والتكنولوجيا المتقدمة. وفي إطار هذه الطموحات، يسعى شي جين بينغ لتحقيق شراكة بناءة مع الولايات المتحدة تساهم في استقرار النظام الاقتصادي العالمي وتعزز من فرص النمو والتنمية لكل الأطراف.
5- الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
أدرك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن العلاقات الأوروبية-الأمريكية شهدت تباينًا كبيرًا في ظل إدارة الرئيس جو بايدن، حيث ظهرت خلافات في بعض الملفات الاستراتيجية والسياسية. من هنا يسعى ماكرون إلى تعزيز التحالف الأوروبي-الأمريكي عبر إعادة إحياء الحوار الوثيق مع إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي تميزت بمقاربة مختلفة تعتمد على الصفقات الثنائية والتفاهمات السياسية التي قد تتماشى مع المصالح الأوروبية، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجه القارة العجوز.
ماكرون، المعروف برؤيته الطموحة للاتحاد الأوروبي ودوره القيادي داخل الساحة الأوروبية، يدرك أهمية تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة لتحقيق استقرار أوسع ومواجهة التحديات المشتركة. هذا التوجه يستند إلى أهمية وجود شريك أمريكي مستعد للتعاون في ملفات متعددة تتعلق بأمن القارة وأولوياتها الاقتصادية.
طموحات ماكرون:
يطمح الرئيس ماكرون إلى تقوية التعاون العسكري والأمني مع الولايات المتحدة، بما يضمن حماية أوروبا من التهديدات الأمنية المختلفة، مثل الإرهاب والتوترات الإقليمية المتصاعدة في القارة الإفريقية، التي تشكل مصدر قلق كبير لأمن أوروبا. من خلال الشراكة العسكرية، يأمل ماكرون في تعزيز دور حلف الناتو وتطوير استراتيجيات مشتركة لمواجهة التهديدات المستجدة.
على الصعيد الاقتصادي، يسعى ماكرون إلى الضغط من أجل إبرام صفقات تجارية تعزز من مصالح الاتحاد الأوروبي، مما سيعزز من مكانة الاقتصاد الأوروبي على الساحة العالمية. هذا التعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة يمكن أن يعيد التوازن التجاري ويعزز من النمو الاقتصادي داخل الاتحاد.
كما يعمل ماكرون على تقوية المحور الغربي في مواجهة التحديات الأمنية، مؤكدًا أهمية وحدة الصف بين أوروبا وأمريكا في التعامل مع القضايا العالمية، وهو ما يعكس رؤيته في تعزيز التحالفات الدولية لتحقيق استقرار مستدام يخدم المصالح المشتركة ويؤمن مستقبلًا أكثر أمانًا للمنطقة والعالم.
6- رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون
شكّلت لقاءات الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حدثًا تاريخيًا على الساحة الدولية، حيث استطاعت كوريا الشمالية كسر حاجز العزلة والدخول في حوار مباشر مع الولايات المتحدة دون الحاجة إلى الوساطات التقليدية. هذا الحوار غير المسبوق منح كيم فرصة لطرح رؤيته بشأن القضايا الدولية الحساسة، وهو ما انعكس إيجابيًا على تطلعات بلاده نحو تحسين مكانتها على المسرح العالمي. في ظل إمكانية فوز ترامب مجددًا، يرى كيم في هذه الفرصة وسيلة لإعادة ترتيب علاقاته الدولية والانفتاح على العالم بشكل أوسع، بعيدًا عن التهديدات والضغوط المستمرة التي فرضتها الإدارات الأمريكية السابقة.
كيم، الذي يطمح إلى تحقيق نمو اقتصادي وتحسين الظروف المعيشية لشعبه، يدرك أن الانفتاح على الولايات المتحدة يمكن أن يساهم في تحسين بيئة الاستثمار الخارجي وتنمية اقتصاده المنهك بفعل العقوبات. ومن هنا، يتطلع إلى استغلال فرصة جديدة للتفاهم مع واشنطن، بما يخدم مصالح بلاده ويضمن استمرار استقرار نظامه السياسي.
طموحات كيم:
يسعى كيم جونغ أون للوصول إلى اتفاقية شاملة مع الولايات المتحدة تضمن رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على كوريا الشمالية، مما سيفتح الباب أمام الاستثمارات الخارجية والتنمية الاقتصادية في مختلف القطاعات. يرى كيم أن التنمية الاقتصادية تعد أولوية قصوى لتعزيز مكانة بلاده وتحسين حياة مواطنيه، خاصة بعد سنوات من الضغوط الاقتصادية والسياسية.
في الوقت نفسه، يسعى كيم للمحافظة على مكتسبات بلاده النووية، التي يعتبرها ضمانة رئيسية لأمن كوريا الشمالية واستقلال قرارها السياسي، مع تجنب التدخلات الدولية في شؤونها الدفاعية. من خلال الحوار مع إدارة ترامب، يأمل كيم في تحقيق توازن يضمن الأمن القومي لكوريا الشمالية، ويفتح أفقًا جديدًا للتعاون مع المجتمع الدولي دون التنازل عن سيادته الوطنية، مما يجعله لاعبًا رئيسيًا في خريطة السياسة الإقليمية والدولية.
7- رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي
تحت قيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، تسعى الهند إلى تعزيز شراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، مستهدفة مواجهة التحديات الإقليمية الكبرى التي تهدد استقرار جنوب آسيا. مع تزايد النفوذ الصيني في المنطقة، أصبحت الهند ترى في التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة فرصة لتقوية نفوذها وتحقيق توازن في القوى الإقليمية. مودي، الذي يقود واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم، يدرك أهمية التعاون مع واشنطن لتعزيز مكانة الهند كقوة عالمية في مختلف المجالات، خاصة في ضوء التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجهها بلاده.
خلال السنوات الماضية، شهدت العلاقات بين البلدين تقدمًا ملحوظًا، حيث تمتد الشراكة الهندية-الأمريكية إلى مجالات حيوية مثل التكنولوجيا، الطاقة، والدفاع. مودي يسعى لاستثمار هذا التقدم وتوسيع آفاق التعاون بما يخدم مصالح بلاده ويعزز من قدرتها على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
طموحات مودي:
يطمح رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى تعزيز التعاون الأمني والعسكري مع الولايات المتحدة، بما يسهم في تقوية قدرات الهند الدفاعية ويضمن حماية مصالحها الإقليمية. مع تصاعد التوترات مع الصين، يرى مودي في التعاون الأمني مع واشنطن ضمانة لتحقيق الاستقرار في المنطقة وتطوير قدرات الهند لمواجهة أي تحديات محتملة.
علاوة على ذلك، يسعى مودي إلى زيادة التعاون في مجالات التكنولوجيا والابتكار، حيث يأمل في جعل الهند مركزًا عالميًا للتكنولوجيا الحديثة، وذلك من خلال شراكات استراتيجية مع الشركات الأمريكية الرائدة. هذا التعاون من شأنه أن يعزز اقتصاد بلاده ويساهم في خلق فرص عمل وتحقيق نمو مستدام.
وفي الجانب الاقتصادي، يهدف مودي إلى تحقيق توازن تجاري أكبر مع الولايات المتحدة، بما يضمن تقليل عجز الميزان التجاري وتحقيق الفائدة للاقتصاد الهندي. من خلال اتفاقيات تجارية عادلة ومتوازنة، يأمل مودي في تعزيز الصادرات الهندية وزيادة الاستثمارات الأجنبية، مما سيسهم في دعم خططه التنموية وتحقيق رؤيته لهند قوية ومزدهرة.
8- الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا
ترى البرازيل في الشراكة مع الولايات المتحدة بقيادة ترامب فرصة للنهوض بالاقتصاد البرازيلي، خاصة في ظل الحاجة إلى توسيع نطاق التعاون التجاري والزراعي بين البلدين.
طموحات لولا: يأمل لولا في تعزيز التجارة الحرة، والتعاون في مجالات الطاقة المتجددة، واستثمارات صناعية كبيرة، مما يعزز مكانة البرازيل كلاعب إقليمي ودولي مؤثر.
9- رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس
يسعى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، خاصةً في ظل حاجة القضية الفلسطينية إلى دعم دولي قوي لتحقيق الأهداف الوطنية وإيجاد حل عادل للصراع مع إسرائيل. خلال فترة رئاسة دونالد ترامب، واجهت السلطة الفلسطينية تحديات كبيرة في ظل سياسات الإدارة الأمريكية السابقة، بما في ذلك الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وخطة السلام المعروفة بـ”صفقة القرن”. ومع ذلك، يرى عباس أن أي فرصة جديدة لإعادة الحوار مع إدارة ترامب قد تُشكل مدخلاً لتحسين العلاقات وإيجاد تسوية يمكن البناء عليها لتلبية تطلعات الشعب الفلسطيني.
عباس، الذي يتطلع إلى حماية حقوق الفلسطينيين وتعزيز مكانة السلطة الفلسطينية على الساحة الدولية، يسعى للضغط من أجل إعادة فتح قنوات الحوار مع الولايات المتحدة، بما يسهم في استعادة الدعم السياسي والمالي الأمريكي للسلطة الفلسطينية وتحقيق توازن في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي.
طموحات محمود عباس:
يطمح الرئيس عباس إلى استئناف الحوار مع الإدارة الأمريكية، في محاولة لتحقيق تقدم ملموس نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية. يرى عباس أن تعزيز العلاقة مع الولايات المتحدة قد يسهم في كبح الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية ويعيد الزخم للمسار التفاوضي لتحقيق حل الدولتين.
كما يسعى عباس للحصول على دعم اقتصادي يساعد في تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي في الأراضي الفلسطينية، من خلال استئناف المساعدات الأمريكية وفتح المجال أمام الاستثمارات الدولية. هذا الدعم من شأنه أن يعزز الاستقرار الداخلي ويمكّن السلطة من تقديم خدمات أفضل للشعب الفلسطيني، وتحسين أوضاعهم المعيشية.
في الوقت نفسه، يطمح عباس إلى الحصول على دعم دبلوماسي أوسع، يضمن حماية حقوق الفلسطينيين في المحافل الدولية ويضغط على إسرائيل للالتزام بالاتفاقيات الموقعة. يأمل في أن يكون التعاون مع الولايات المتحدة وسيلة لخلق توازن إقليمي ودولي يضع حدًا للنزاع المستمر، ويعزز من فرص تحقيق السلام العادل والدائم الذي ينشده الشعب الفلسطيني.
10- الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
شهدت العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة توترًا ملحوظًا خلال فترة رئاسة جو بايدن، بسبب الخلافات في عدة ملفات، مثل قضايا حقوق الإنسان، السياسة في سوريا، وشراء تركيا لأنظمة الدفاع الصاروخي الروسية (S-400). ومع ذلك، يرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في فوز دونالد ترامب فرصة لإعادة تحسين العلاقات بين البلدين، مستفيدًا من نهج ترامب في تبني سياسات تعتمد على التعاون الثنائي والمصالح الاستراتيجية المشتركة. أردوغان، الذي يسعى دائمًا لتوسيع نفوذ تركيا الإقليمي والدولي، يدرك أن التوصل إلى تفاهم مع واشنطن يمكن أن يكون مفتاحًا لتحقيق أهدافه في العديد من القضايا الاستراتيجية.
أردوغان كان دائمًا يسعى لتحسين العلاقات التجارية والعسكرية مع الولايات المتحدة، ويأمل أن تمكنه فترة ترامب الجديدة من تعزيز هذا التعاون في مجالات عدة، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها تركيا في الشرق الأوسط وفي ملفات أمنية معقدة. التفاهم مع ترامب قد يتيح لتركيا فرصة للتخلص من بعض العقوبات المفروضة عليها، مما يسهم في تحسين الوضع الاقتصادي والمالي للبلاد.
طموحات أردوغان:
يطمح أردوغان إلى رفع العقوبات الاقتصادية والعسكرية التي فرضتها الولايات المتحدة على تركيا في السنوات الأخيرة، وذلك من أجل تحفيز الاقتصاد التركي وتعزيز قدرات البلاد الدفاعية. كما يسعى إلى تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة في ملفات الشرق الأوسط، لا سيما في القضايا المتعلقة بسوريا والعراق، حيث تعتبر تركيا لاعبًا رئيسيًا في تحقيق استقرار المنطقة ومكافحة الإرهاب.
إضافة إلى ذلك، يأمل أردوغان في تعزيز الاعتراف الدولي بدور تركيا كقوة إقليمية أساسية، ما يساهم في زيادة تأثيرها السياسي والاقتصادي على الساحة العالمية. فوز ترامب قد يمنح أردوغان الفرصة لاستعادة العلاقات الودية مع واشنطن، مما يتيح له تعزيز مكانة تركيا في محيطها الإقليمي وفي العلاقات الدولية بشكل عام.
إن فوز ترامب في الانتخابات سيعيد بالتأكيد رسم خارطة التحالفات العالمية. كل رئيس من هذه القائمة، سواء من العالم العربي أو الآسيوي أو الأوروبي، لديه طموحات ورؤى خاصة تسعى إلى تحقيق مكاسب استراتيجية عبر تعزيز العلاقات مع البيت الأبيض. هذه التحالفات الجديدة قد تساهم في إعادة صياغة السياسة الدولية وفق نهج جديد قائم على التعاون والمصالح المشتركة، مما يعزز استقرار الأمن الدولي ويسهم في مواجهة التحديات العالمية من خلال العمل الجماعي والتفاهمات الثنائية.
الخاتمة
إن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية يمثل تحولًا حاسمًا في السياسة الدولية، حيث يسعى كل من هؤلاء القادة العشرة إلى تحقيق مكاسب استراتيجية من خلال تعزيز علاقاتهم مع الولايات المتحدة. من خلال التعاون في المجالات الأمنية والاقتصادية والدبلوماسية، يسعى كل رئيس لتحقيق طموحات وطنية قد تكون حاسمة لمستقبل بلاده في ظل التحديات العالمية المتزايدة.
من الرئيس السيسي الذي يسعى لتعزيز النفوذ المصري في السياسة الأمريكية، إلى الرئيس الروسي بوتين الذي يبحث عن طريق للخروج من المستنقع الأوكراني، مرورًا بقادة آخرين مثل محمد بن سلمان وأردوغان، الذين يسعون لتقوية تحالفاتهم مع واشنطن لتعزيز مكانة بلدانهم إقليميًا ودوليًا، نرى صورة معقدة من التحالفات والرغبات التي تسعى إلى تحقيق مصالح وطنية في زمن مليء بالتحديات.
إن فوز ترامب قد يعيد رسم خارطة التحالفات العالمية، ويخلق فرصًا جديدة للعديد من الدول لتحقيق أهدافها، وهو ما يفتح الباب أمام تحولات سياسية واستراتيجية قد تؤثر على مجريات الأحداث في الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا. وفي النهاية، تبقى السياسة العالمية لعبة معقدة قائمة على التوازن بين المصالح، ومن خلال هذه التحالفات والفرص، قد نكون أمام مرحلة جديدة من التعاون الدولي، تستند إلى فهم مشترك وتحقيق مكاسب متبادلة في ظل عالم يتغير بسرعة.