أبرزت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، اليوم الثلاثاء، تراجع الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد سندات الخزانة في الساعات الأخيرة قبل انطلاق سباق الرئاسة الأمريكية، في ظل انخفاض سقف توقعات المستثمرين حيال فوز المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب.
سلطت الصحيفة الضوء على تحرك أسواق المال في الولايات المتحدة بعد استطلاعات الرأي الأخيرة التي أظهرت دعمًا غير متوقع للمرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس. حيث انخفض الدولار بنسبة 0.3% مقابل سلة من العملات الرئيسية، مما ساعد اليورو على الارتفاع بنسبة 0.5% مقابل العملة الأمريكية، ليصل إلى 1.088 دولار.
كما انخفضت العائدات على ديون الحكومة الأمريكية، التي تتحرك عكسيًا مع الأسعار، بينما ارتفع البيزو المكسيكي بعد استطلاع أظهر دعمًا غير متوقع لهاريس في ولاية أيوا، المعروفة بتوجهها الجمهوري. يُعتبر الاستطلاع، الذي أجرته شركة جيه آن سيلزر، «المعيار الذهبي» لاستطلاعات الرأي في الولاية.
في تصريح خاص للصحيفة، قال ميتول كوتيشا، رئيس استراتيجيات العملات الأجنبية والأسواق الناشئة في بنك باركليز، إن هناك «علاوة انتخابية» عادت لتتقلص بسبب مكاسب ترامب في استطلاعات الرأي. وقدّر كوتيشا أن «علاوة» ترامب في الدولار تمثل ارتفاعًا بنسبة 3% في مؤشر الدولار، مضيفًا أنه إذا فازت هاريس، من المتوقع أن تتلاشى بعض هذه العلاوة.
كما أشارت الصحيفة إلى أن التوقعات المتزايدة بفوز ترامب دفعت الدولار إلى أكبر مكسب شهري له منذ أبريل 2022. وأكد لوكا باوليني، كبير الاستراتيجيين في بيكتيت أسيت مانجمنت، أن شركته قلصت بعض انخراطها في تداولات ترامب الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى أن هناك فجوة غير مستدامة بين استطلاعات الرأي وتوقعات السوق.
تحولت أسواق الرهانات بشكل حاد قبل التصويت، حيث انخفضت احتمالات فوز ترامب إلى 54% في بورصة كلشي للعقود الآجلة الأمريكية وإلى 58% في بورصة بولي ماركت للعملات المشفرة. ويعتقد المستثمرون أنه إذا فاز ترامب ونفذ التعريفات التجارية وتخفيضات الضرائب الموعودة، فسترتفع الضغوط التضخمية، مما يجعل من غير المرجح أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بسرعة.
في السياق نفسه، انخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين بمقدار 0.03 نقطة مئوية إلى 4.18%، بينما أنهى العائد على السندات لأجل عشر سنوات بانخفاض قدره 0.07 نقطة مئوية إلى 4.32%.
أما بالنسبة لأسهم مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا، فقد تأرجحت من خسائر تزيد على 7% لتغلق مرتفعة بنسبة 12%، بينما انخفضت عملة البيتكوين بنسبة 3% إلى 67100 دولار، حيث يعتبر ترامب مرشحًا مؤيدًا للعملات المشفرة.
تستمر هذه التطورات في التأثير على أسواق المال والاقتصاد الأمريكي قبيل الانتخابات، مما يعكس تفاعلات معقدة بين السياسة والاقتصاد.