متابعات ـ هاني فريد
قبل قليل من انطلاق أهم انتخابات في العالم، يتساءل الملايين من المتابعين للانتخابات الأمريكية عن راتب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الذي سيعتلي عرش البيت الأبيض.
مجلة فوربس الأمريكية تشير إلى أن رؤساء الولايات المتحدة هم في النهاية ضمن فئه الموظف العام وبالتالي بصفتهم دافعي ضرائب يتم الدفع لهم مقابل عملهم، والفائز المرتقب في انتخابات الرئاسة الأمريكية لن يختلف وضعه كثير عن “الموظف العام”.
يكسب الرئيس جو بايدن 400 ألف دولار سنويًا وهذا ليس مفاجأة لـ كامالا هاريس أو دونالد ترامب، إذا كان أي منهما يشغل منصبًا، هذا لأن راتب الرئيس لم يتغير أبدًا منذ ما قبل القرن الحادي والعشرين.
حتى لو لم يكن الأمر صادمًا لهم، في حالة هاريس، فإن الترقية تعني أن راتبها سيرتفع من 235100 دولار راتب نائب الرئيس الأمريكي الى ما يقرب من ضعف ما تتقاضاه الآن.
خلال فترة ولايته التي استمرت أربع سنوات والتي بدأت في عام 2016، لم يتقاض ترامب راتبه، بل قام بدلاً من ذلك بتوجيهه إلى وكالة مختلفة كل ربع سنة، وقال أحد المتحدثين باسم البيت الأبيض إنه تبرع براتب الربع الرابع من عام 2019 لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية “لدعم الجهود لمواجهة جائحة فيروس كورونا التي كانت متفشية انذاك.
وفقًا لمجلة فوربس، يبلغ صافي ثروة ترامب نحو 3 مليارات دولار، وهو أغنى شخص شغل المكتب البيضاوي على الإطلاق، وعادة ما يحصل الرئيس الامريكي على عدة مزايا مالسة وتسهيلا الى جانب اقامته في البيت الابيض.
راتب كبير
رفع الكونجرس راتب الرئيس من 200 ألف دولار إلى 400 ألف في عام 2001، إلى جانب تخصيص 50 ألف دولار أخرى سنويا كبدل نفقات إضافية.
كذلك يتلقى الرئيس الأمريكي 100 ألف دولار تحت بند ميزانية السفر، بالإضافة إلى 19 ألفا للترفيه، علما أن الراتب الرئاسي خاضع للضريبة، في حين أن المكافآت الأخرى ليست كذلك، بحسب قانون الضرائب في الولايات المتحدة.
ديكور وصيانة البيت الأبيض
كما يحصل الرئيس الجديد، على 100 ألف دولار مخصصة لديكور وتصميم وأثاث البيت الأبيض، وتبلغ تكلفة صيانة البيت الأبيض حوالي 4 ملايين دولار سنويا، إلا أن الرئيس لا يدفع هذا المبلغ، لكنه يسدد أجر الخدم وأطقم التنظيف الذين يعملون في الحفلات الخاصة التي يستضيفها.
مزايا اضافية وترفيهية
يضم البيت الأبيض عددًا من المرافق الترفيهية التي يمكن للرئيس الاستمتاع بخدماتها مثل صالة بولينج ومسبح للعلاج الطبيعي وملاعب تنس وكرة سلة، وصالة عرض سينمائية.
ومن بين المزايا الأخرى التي يتمتع بها ساكن البيت الابيض، إمكانية الاستراحة في منتجع “كامب ديفيد” الريفي الواقع شمال غربي واشنطن في متنزه جبل كاتوكتين بالقرب من ثورمونت، بولاية ماريلاند.
ويستخدم طائرة “بوينج 747-200 بي”، والتي تصل كلفتها التشغيلية، بحسب “سي إن إن”، إلى حوالي 200 ألف دولار في الساعة، بالإضافة إلى مروحية مارين ون.
حماية رئاسية
يتمتع رؤساء الولايات المتحدة بخدمة الحماية السرية والتي تستمر حتى عقب مغادرتهم للبيت الأبيض، وكانت ميزانية الحماية والخدمة السرية في عام 2017 1.9 مليار دولار.
لماذا قد يكون الرئيس الأمريكي الجديد هو الأسوأ أجرًا؟
يعتقد المحللون أنه في حين أن منصب الرئيس الأمريكي قوي – وهو الأقوى في العالم تقريبًا – فإن الأجر لا يتماشى مع المسؤولية. بالاضافة الى انه يضعف عاما بعد عام بسبب التضخم.
على سبيل المثال عندما تولى جورج واشنطن منصبه في 1789 حصل على راتب 25000 دولار والذي يعادل وفقا لحسبة التضخم اليوم 895 الف و742 دولار، وظل مرتب الرئيس كما هو حتى عام 1873 عندما زاد إلى 50 الف دولار ما يعادل مليون و313 الف و754 دولار، وفي عام 1909، عندما أصبح ويليام هوارد تافت رئيسًا، تم رفع الراتب مرة أخرى إلى 75000 دولار – وهو ما يعتبر اليوم 2.598.635 دولارًا.
بعد أربعين عامًا، في عام 1949، كان الرئيس يكسب 100 الف دولار سنويًا – أو 1.32 مليون دولار اليوم، وبحلول عام 1969، رفع الكونجرس راتب الرئيس إلى 200 الف دولار، وهو ما يعادل حوالي 1.7 مليون دولار اليوم وجاءت أحدث زيادة للرئيس في عام 2001، حتى 400 الف دولار.
ومنذ ذلك الحين لم يحدث أي تغيير في أجر الرئيس ومع ارتفاع التضخم عن المتوقع، فقد يشهد الراتب الرئاسي التالي انخفاضًا في القيمة الفعلية، لكن المحللين لاحظوا أن الراتب ليس سببًا كافيًا لخوض كامالا هاريس أو دونالد ترامب انتخابات 5 نوفمبر. بعد كل شيء، تقدر صافي ثروة كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي الحالية، بنحو 8 ملايين دولار، في حين تقدر ثروة دونالد ترامب، المرشح الجمهوري، بنحو 3.9 مليار دولار، وفقًا لتقرير حديث لمجلة فوربس.