بقلم/ الكاتبة اليمنية نسرين عقلان
كيف لا أتحدث عن صوت مصر الذي يتربع على عرش الغناء العربي؟ نستطيع القول بأنها فنانة تمتلك صوتاً لا مثيل له، صوت لا ينافسه أحد، وإحساس يذيب الحديد برقته وشجنه، إحساس لا يضاهيه أي منافس.
لم تكتفِ بهذا، بل تفردت عن جيلها وبقية الأجيال بأنها جمعت بين العلم والثقافة والخبرة الكبيرة التي اكتسبتها عبر سنوات طويلة، مما صقلها كنجمة غنائية ساطعة التميز. تقرأ الكلمات بقلبها، وتبحر في بحر الألحان والتوزيع، لترسو بنفسها على أفضل الألحان. بل تضيف وتضع لمساتها على النوتة الموسيقية بتفاصيل كل أغنية تقدمها.
اليوم، أنغام ليست مجرد فنانة؛ بل هي أكبر من هذه الحدود، إنها ظاهرة فنية، مدرسة غنائية راقية في الوطن العربي، والتي يجب أن تدرس ويستفيد منها الأجيال. فهي تجسيد حيّ للمثقفة المتعلمة المخضرمة، التي استطاعت أن تدمج بين التعليم العالي والفهم العميق لتركيب الألحان وتوزيعها، لتخرج لنا أعمالاً فنيةً متكاملةً.
يميز أنغام صوتٌ فريدٌ لا يُضاهى، صوتٌ يمتلك سحراً خاصاً يسكن قلب المستمع. إنها لا تغني فقط، بل تعيش الأغنية، وتوصل لنا كل كلمة، كل نبرة، كل إحساس. تتقن فن التعبير عن المشاعر وتجيد إيصالها إلى قلوبنا ببراعة فائقة. تذكرني كلماتها بقول الشاعر: “إن الشعر حياة، والشاعر روح تنبض بالحياة”. وهذا ما نجده جلياً في أعمال أنغام، فهي تضفي على كل أغنية روحاً خاصة بها.
لم يأتِ نجاح أنغام من فراغ؛ فهي فنانة عملت بجد واجتهاد منذ بداية مشوارها الفني، خطوةً بخطوة، حتى بنت رصيداً فنياً كبيراً وناجحاً، وقاعدة جماهيرية عريضة امتدت لتشمل الوطن العربي بأكمله. لم يكن طريقها مفروشاً بالورود، بل واجهت التحديات والصعاب، لكنها استطاعت أن تتخطاها جميعاً بعزيمة وإصرار، لتثبت نفسها رقماً صعباً في ساحة الغناء، وملكة للمسارح التي تخطف القلوب بجمال صوتها وأدائها المبهر. إنها مثال يُحتذى به في المثابرة والنجاح، ونجاحها ليس مجرد نجاح عادي، بل هو نجاح راسخ كرسوخ الجبال، باهر يشهد له الجميع.
إن أنغام تمثل نموذجاً للنجمة التي وصلت إلى القمة باحترافية وبراعة ترفع لها القبعات ونفخر بها كنجمة عربية وصلت إلى أعلى المراتب، والتي تقدم فناً راقياً يُرضي الذوق العام، ويضيف قيمة فنية عظيمة يتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل.
وأخيراً، أقول إن أنغام، صوت مصر والوطن العربي، تستحق منا كل الحب والتقدير والاحترام. وأنهي مقالي بقول الشاعر: “إنّ الفن حياة، والفنان رسالة”، وأنغام بكل تأكيد تجسد هذه الرسالة ببراعة عالية لا مثيل لها.ر