في مشهد محزن يصعب وصفه بالكلمات، رحلت السيدة شيرين هلال العشاي إلى السماء فجأة، وكأنها ملاك صغير اختُطف من بيننا. رحلت ولم تُكمل الثلاثين من عمرها، تاركة خلفها طفلين صغيرين ينتظران حضن الأم الحاني وحنانها الذي لا يُعوَّض. كانت صدمة لا توصف، وحزنًا يجتاح العائلة، ويعمق الألم في قلب زوجها المحامي الأستاذ أندرو ميلاد، وكل من عرفها وأحبها في صدفا.
إنه زمن الاختطاف، كأن الموت يغدو سريعًا، يختار أحب الناس دون سابق إنذار، ليأخذهم إلى رحمة السماء. كم هو مؤلم أن تغادرنا شيرين فجأة، وأن تترك خلفها طفلين لن يتسنى لهما تذكر كل لحظة دافئة معها، وكم هو مؤلم أن ينفطر قلب الأب والأم والأخوات والأصدقاء، وهم يرون هذه الروح الطيبة ترحل عنهم، فتظل ذكراها تشرق في القلوب مثل شعاع النور.
طوبى للأموات الذين يموتون في الرب
نعم، طوبى للذين يموتون في الرب، فقد قال الروح: “منذ الآن يستريحون من أتعابهم وأعمالهم تتبعهم”. وقد سافرت شيرين إلى السماء دون مقدمات، لترتاح من كل تعب ومعاناة، ولتبقى أعمالها الطيبة تُخلِّد ذكراها، وتظل دعواتها لعائلتها، ومحبتها لطفليها، وبركتها لأسرتها، هي زاد العزاء لنا جميعاً.
كانت شيرين مثالًا للروح النقية، الأم الرؤوم، الزوجة المحبة، والصديقة الوفية. كانت دائمًا قريبة من القلوب، تسعى للبذل والعطاء دون انتظار مقابل، ملامح وجهها الهادئة كانت تعكس نقاء قلبها، وكلماتها العذبة كانت تسكن النفوس كنسيم هادئ في صباحٍ مشرق. رحيلها المفاجئ يُذكّرنا بأن الدنيا زائلة، وأن لحظات الحياة هي مجرد ومضات قد تختفي في أي لحظة.
عزاء من السماء وطلب الصبر
إلى الأستاذ أندرو ميلاد المحامي، زوجها، الذي لا شك أن ألم الفراق يطغى على قلبه الآن، ندعو الله أن يمنحه القوة والصبر، ويمنح كل أفراد العائلة تعزية من السماء. تلك التعزية التي تأتي كنسمة لطيفة على جراحنا، تُعانق قلوبنا بلطف وهدوء، وتملأنا بالسكينة، فتضيء أرجاء أرواحنا وسط ظلام الفقد.
الكاتب الصحفي صموئيل العشاي رئيس مجلسي الإدارة والتحرير قال إن غياب شيرين يترك فراغاً كبيراً، لا يُمكن أن يُملأ، لكنه أيضًا يترك إرثًا من المحبة والأمل في السماء. هي الآن في حضرة الرب، تستريح من أتعابها، وذكراها العطرة ستظل حاضرة بيننا، تقودنا إلى المزيد من الخير والمحبة، وتُذكِّرنا بأن كل يوم نعيشه هو فرصة لنزرع أثرًا طيبًا في حياة الآخرين.
السيد مينا سويحة عميد ال “العشاي” قال نعم، رحلت شيرين، ولكنها لن تُنسى. ستبقى طيبتها نوراً يضيء، وصوتها هادئاً يملأ قلوبنا بالأمل، وصبرنا يتجدد بذكراها، لعلنا نلتقي بها يوماً في موطنٍ لا رحيل فيه ولا وداع.