في مشهد إعلامي جديد يفيض بالإثارة والجدل، ظهر الإعلامي المصري توفيق عكاشة، المعروف بتصريحاته المثيرة ونقده اللاذع، ليعيد طرح تساؤلات حول دور الإعلام العربي في توجيه الرأي العام، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من صراعات. عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، بعث عكاشة برسالة تحذيرية وجهها إلى الإعلاميين والمحللين السياسيين في جميع القنوات العربية، قائلاً: “الحرب مستمره وهذه رسالتي إلى كل المحللين السياسيين على جميع القنوات العربيه بلا استثناء… أنا متابع لكم جميعاً”.
تشبيه مثير: الإعلام كـ”الماعز الأليف”
في تصريحه الأخير، استخدم عكاشة تشبيهًا قويًّا لوصف حال الإعلام، مشبّهًا إياه بالراعي الذي يقود “الماعز الأليف”. من وجهة نظره، يبرز هذا التشبيه اعتقاده بأن الإعلام العربي أحياناً يتعامل مع الشعوب بأسلوب يجعلها تسير وراء توجهاته دون أي تفكير مستقل، وكأنها مجموعة مقادة بلا تمحيص أو نقد لما يُطرح عليها.
عكاشة أشار إلى فيلم “الماعز الأليف”، حيث يجسد هذا العمل فكرة التوجيه الإعلامي للجماهير، ويعرض كيفية التأثير على عقول الناس ليتحركوا كأنهم قطيع، دون أن يسأل أحد أو يتأمل ما يُعرض عليه. يرى عكاشة أن الشعوب قد فقدت روح التفكير المستقل، وأن عقولها أصبحت خاضعة لتأثير الإعلام دون تفرقة بين ما هو حقيقي وما هو توجيهي.
حرب إسرائيل مع محور حماس وحزب الله وإيران
وعلى الرغم من أن حديث عكاشة جاء بشكل عام، إلا أن السياق الراهن يوضح المقصود؛ إذ تتواصل الحرب المستعرة في المنطقة بين إسرائيل وما يُعرف بمحور حماس وحزب الله، المدعومين من النظام الإيراني وجماعات أخرى كالحوثيين. ويبدو أن عكاشة يشير هنا إلى الحرب الإعلامية المتزامنة مع الصراع العسكري، حيث يسعى كل طرف لتوجيه الرأي العام بما يخدم مصالحه ويعزز موقفه، مما يجعل الشعوب أحياناً تابعة دون أن تحلل أو تفكر بعمق في دوافع كل طرف.
رسالة عكاشة و”اللعنة الساخرة”
لم يتوقف عكاشة عند هذا الحد، بل اختتم رسالته بعبارة مثيرة للجدل: “سامحكم الله واسكنكم فسيح النار”، في إشارة واضحة لما يعتبره “حرباً إعلامية” تتواكب مع الصراع العسكري المستمر بين إسرائيل والمحاور المناهضة لها. هذه العبارة الساخرة من عكاشة تبدو وكأنها تعبير عن إحباطه من تأثير الإعلام السلبي على العقول، خاصة في ظل هذه الحرب المستمرة التي لا تتوقف.