متابعات ـ هاني فريد
توقعت تقارير استخباراتية أمريكية، تكثيف إيران محاولات التأثير على مجريات الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة خلال الأيام القليلة المقبلة، من خلال أساليب التواصل المباشر مع المواطنين الأمريكيين، وإثارة انقسام مجتمعي أو التحريض على العنف.
وذكرت شبكة “NBC” الأمريكية، نقلًا عن مصادر مطلعة على التقارير الاستخبارات الأمريكية في هذا الصدد، أنّه في حين لا يزال من غير الواضح ما قد تنطوي عليه مثل هذه العملية، أو حتى ما إذا كانت قد بدأت بالفعل من عدمه، إلا أنّ المؤكد هو وصول متسللين إيرانيين إلى سجلات صوتية لبعض الأمريكيين، على غرار وقائع مشابهة في عام 2020.
وخلال الأسبوع الماضي، اتهم مسؤولون استخباراتيون أمريكيون، إيران وروسيا بمواصلة ما أسموه “عمليات الدعاية للتأثير على الناخبين الأمريكيين والمجتمع”، مُرجّحين تفضيل موسكو فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في حين تدفع جهود إيران نحو اتجاه معاكس.
ولم تنف التقارير الاستخباراتية الأمريكية، أن يكون للبلدين أهداف مشتركة، تتمثل في إثارة عدم الثقة في الديمقراطية الأمريكية، أو التحريض على العنف في الولايات المتحدة قبل الانتخابات أو بعدها، حسبما ذكرت الشبكة الأمريكية.
وقال ماكس ليسر، المحلل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، لشبكة “NBC” الأمريكية: “هناك هدفان مختلفان يمكن أن يحققهما الإيرانيون من التواصل المباشر مع المواطنين الأمريكيين، أحدهما يتمثل في إرسال الرسالة مباشرة إلى جمهورهم المستهدف.. ومن الواضح أنّ هذا أكثر مباشرة وكفاءة من إنشاء موقع ويب مزيف أو شبكة روبوتات على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي رأينا الكثير منها لا تحظى بقدر كبير من المشاركة”.
وأضاف: “ثانيًا، يمكنهم أيضًا محاولة تحريض الناس على الانخراط في أعمال تخريب أو كتابات على الجدران أو أشياء من هذا القبيل”.
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى مذكرة استخباراتية، رُفعت عنها السريّة الأسبوع الماضي، توضح طريقتين مُحتملتين حصلت من خلالهما الاستخبارات العسكرية الإيرانية على معلومات الناخبين الأمريكيين.
وتقول المذكرة الاستخباراتية: “منذ أغسطس 2023، كان ممثلو الحرس الثوري الإيراني على علم بمعلومات غير محددة عن الناخبين الأمريكيين في ولايات لم يتم تسميتها، والتي -إذا تم الحصول عليها- يمكن استخدامها لاستهداف الناخبين بمعلومات مضللة”.
وأضافت: “منذ فبراير، تمكن قراصنة، تابعون للحرس الثوري الإيراني، من الوصول إلى نطاق شبكة مرتبط بقسم انتخابات حكومة ولاية أمريكية، وربما حصلوا على بيانات حول تسجيل الناخبين، ومعرفة ما إذا كان بعض الأفراد المسجلين قد صوتوا أم لا”.
وفي الفترة التي سبقت انتخابات عام 2020، أعلن مسؤولون أمريكيون أنّ إيران كانت وراء ما وُصِفَ وقتها بـ”جهد طموح لزرع الفتنة الانتخابية”، ووفقًا لاتهام وزارة العدل بعد عام، حصل موظفو شركة تقنية مرتبطة بالحكومة الإيرانية على بعض معلومات الناخبين الأمريكيين وبعثوا برسائل بريد إلكتروني تهديدية إلى الديمقراطيين المسجلين في فلوريدا، بزعم أنهم من “جماعة مؤيدة لترامب”، حسب ذكر الشبكة الأمريكية.
وقالت شركة جوجل في ذلك الوقت، إن المتسللين أرسلوا نحو 25 ألف رسالة بريد إلكتروني من هذا القبيل عبر خدمات “Gmail”، ولكن تم اكتشاف نحو 90% منها في البريد العشوائي.