متابعات ـ إيهاب السيد
أكد سفير الصين بالقاهرة لياو ليتشيانج أن العلاقات المصرية- الصينية تجاوزت البعد الثنائي وضخت الطاقة الإيجابية في تنمية الجنوب العالمي. مشيرا إلى أن مصر و الصين تتعاونان سويا من أجل تعزيز السلم والأمن في منطقة الشرق الأوسط، وتبذلان جهود الوساطة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتدفعان نحو المصالحة الوطنية الفلسطينية، فضلا عن تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين في غزة.
وأعرب سفير الصين بالقاهرة في حوار خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأربعاء، عن تطلعه إلى انتهاز فرصة قمة بريكس التي عقدت في قازان مؤخرا لمواصلة تعزيز التواصل والتعاون الاستراتيجي مع مصر، والقيام بدور رائد ودائم في القضية العظيمة المتمثلة في حشد قوة الجنوب العالمي وخلق مستقبل أفضل للبشرية.
وأوضح أن الرئيس شي جين بينج أكد – خلال لقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي علي هامش قمة بريكس في ثاني لقاء لهما هذا العام بعد زيارة الرئيس السيسي للصين في مايو الماضي – أن بكين تدعم بثبات جهود مصر في صون السيادة الوطنية والأمن والمصالح التنموية، وأنها مستعدة لتكون صديقا مخلصا وشريكا عزيزا لمصر.
وشدد علي ضرورة مواصلة الدعم الثابت المتبادل بين مصر و الصين وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة، وتعميق التعاون العملي، وبناء “الحزام والطريق” بجودة عالية، وتكثيف التواصل الشعبي، بما يدفع العلاقات الثنائية نحو هدف بناء المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك في العصر الجديد.. مشيرا إلي أن هذا العام يصادف “عام الشراكة المصرية – الصينية ” والذكرى العاشرة لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.
وقال السفير الصيني إنه من المقرر عقد العديد من الفعاليات المهمة في هذا العام، الأمر الذي سيدفع “عام الشراكة المصرية – الصينية ” إلى ذروة جديدة.. مؤكدا حرص الصين على بذل جهود كبيرة ومشتركة مع مصر لتنفيذ التوافقات الجديدة بين الرئيسين ودفع التنمية عالية الجودة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى الأمام . مؤكدا أن العلاقات المصرية – الصينية تمر بأفضل مراحلها في التاريخ بفضل القيادة المشتركة للرئيس السيسي والرئيس شي جين بينج .
وعن قمة قازان ، أكد ليتشيانج أن الصعود الجماعي للجنوب العالمي يمثل علامة بارزة للتغيرات الكبيرة في العالم حيث يشكل الجنوب العالمي، باعتباره تجمعا لدول الأسواق الناشئة والدول النامية، أكثر من 40% من اقتصاديات العالم، وهو بصدد تغيير الخارطة الاقتصادية العالمية بشكل عميق . مشيرا إلي أن الجنوب العالمي أصبح قوة مستقرة ومتقدمة لإصلاح النظام العالمي.
وشدد علي ضرورة أن يلتزم الجنوب العالمي بالاستقلال والتضامن والتعاون، والسير نحو بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية في ظل تسارع التغيرات غير المسبوقة ، خاصة مع زيادة الأوضاع الدولية تعقيدا.. مضيفا أن الرئيس الصيني وقادة بريكس نجحوا في قمة جوهانسبرج العام الماضي في تحقيق التوسع التاريخي لمجموعة بريكس.
وأضح أن انضمام مصر إلى المجموعة بشكل رسمي، فتح صفحة “تعاون بريكس الموسع” وأصبح التجمع بعد التوسع ما يقرب من نصف سكان العالم، ويمثل أكثر من 30% من الاقتصاد العالمي، وأكثر من 50% من النمو الاقتصادي العالمي ، ولهذا زادت قوة المجموعة وتأثيرها وإمكانياتها الكامنة بشكل كبير.. معربا عن تطلعه لدور أكبر لتجمع البريكس في صون السلام العالمي ودفع التنمية المشتركة وتحسين الحوكمة العالمية.
وقال ليتشيانج إن قمة قازان توصلت إلي توافق حول دعوة دفعة جديدة من الدول لتصبح شركاء “بريكس” مما يعد تقدما مهما آخر في مسيرة المجموعة بعد توسعها في العام الماضي مشيرا إلي أن أكثر من 30 دولة أبدت رغبتها الشديدة للانضمام إلي مجموعة بريكس .
وأشار إلي أن كلمة الرئيس الصيني خلال جلسة حوار “بريكس بلس ” الذي أكد ضرورة أن تظهر دول البريكس باعتبارها رائدة في الجنوب العالمي الإرادة الجماعية والالتزام بالسلام، لتكون قوة مستقرة للحفاظ على السلام وكذلك العمل علي دفع التنمية، لتكون القوة الأساسية للتنمية المشتركة والسعي نحو نهضة الحضارات، لتكون القوة الدافعة للتواصل والاستفادة المتبادلة بين الحضارات.
وأضاف أن هذه النقاط الثلاث تتطابق مع ما طرحته الصين من مبادرة الأمن العالمي ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الحضارة العالمية، وتتجاوب مع الحاجات الملحة للجنوب العالمي للسلام والتنمية والتعاون، وتعكس الجهود المشتركة للدول لتكريس لتحقيق التعددية والتعايش السلمي والدفاع عن العدالة والإنصاف الدوليين.