في أجواء حماسية، أقام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تجمعاً انتخابياً في ماديسون سكوير غاردن بمدينة نيويورك، حيث بدأ كلمته بطرح سؤال وجّهه إلى الحضور مباشرةً: “هل أنتم أفضل حالاً الآن مقارنة بما كنتم عليه قبل أربع سنوات؟”، مستهدفاً بذلك إثارة تساؤلات حول الوضع الحالي في الولايات المتحدة. وأضاف قائلاً إنه “يحمل رسالة أمل لجميع الأمريكيين”، متعهداً بأن أصواتهم في الانتخابات المقبلة ستمكنه من القضاء على التضخم ووقف ما وصفه بـ”غزو المجرمين” على الأراضي الأمريكية، مؤكداً أنه سيعيد “الحلم الأمريكي” إلى بريقه السابق.
وخاطب ترامب الحاضرين بوعد واضح أن البلاد تحت قيادته ستصبح “أكبر وأفضل وأكثر جرأة وثراءً وأمناً وقوةً من أي وقت مضى”، مُبيناً رؤيته الانتخابية في مواجهة ما أسماه بـ”الاختيار بين أربع سنوات جديدة من العجز والفشل أو بداية أعظم أربع سنوات في تاريخ أمريكا”. هذه العبارات أشعلت الحماس بين الجماهير التي بدت متأثرة بما قدّمه ترامب من وعود لتعزيز الاقتصاد وإعادة الهيبة الوطنية.
سياسة جديدة لدعم الأسر: إعفاءات ضريبية لرعاية كبار السن
في خطوة لافتة، أعلن ترامب عن سياسة جديدة تتعلق بإعفاءات ضريبية للأشخاص الذين يعتنون بأحد والديهم أو أحد أفراد عائلتهم من كبار السن. وعلّق قائلاً: “لقد حان الوقت للاعتراف بجهود هؤلاء الذين يرعون أحبائهم”، مما يعكس اهتمامه بطرح سياسات تتماشى مع احتياجات الطبقة العاملة التي تسعى إلى تأمين الرعاية لأفراد عائلاتها كبار السن، فيما يعد بدعماً اقتصادياً ملموساً لتخفيف العبء عن الأسر.
انتقادات حادة لكامالا هاريس: “دمرت الطبقة المتوسطة وأهملت الحدود”
خصّص ترامب جزءاً كبيراً من خطابه لانتقاد نائبة الرئيس كامالا هاريس، مهاجماً سياساتها وآثارها على المجتمع الأمريكي. اتهمها بأنها “خلال أربع سنوات حطمت الطبقة المتوسطة”، معتبرًا أن سياساتها أثّرت بشكل سلبي على الاقتصاد الداخلي وأضعفت الفئات المتوسطة. واتهمها أيضاً بأنها “انتهكت قسمها، وتسببت في فوضى على الحدود الجنوبية”، مشيراً إلى أن سياساتها فتحت المجال لجيش من العصابات الإجرامية التي تقوم – حسب تعبيره – بشن “حملة من العنف والإرهاب ضد المواطنين الأمريكيين”.
كما دعا ترامب إلى “تطبيق عقوبة الإعدام على أي مهاجر غير شرعي يرتكب جريمة قتل ضد مواطن أمريكي أو ضابط شرطة”، مما يعكس موقفه المتشدد حيال قضايا الأمن والهجرة. يُعزز هذا الاقتراح سياسته الرامية لتحقيق أقصى درجات الردع ضد ما يراه تهديدات مباشرة لأمن وسلامة المجتمع الأمريكي.
تحذير من كامالا هاريس: “مقامرة بأرواح الملايين”
ترامب اختتم خطابه بتحذير شديد اللهجة من تولّي كامالا هاريس منصباً رفيعاً، قائلاً إن توليها الرئاسة سيكون “مقامرة بأرواح الملايين”، وزاعماً أنها قد تقود الولايات المتحدة إلى أزمات أشد خطورة، بل وتدفعها نحو “حافة الحرب العالمية الثالثة”.
تلك الاتهامات الثقيلة والانتقادات الصريحة لم تكن مجرد كلمات عابرة في سياق خطابه، بل جزءاً من استراتيجية ترامب لإعادة تشكيل المشهد السياسي عبر رسم صورة قاتمة للوضع الراهن تحت إدارة خصومه، وتحفيز الناخبين لاختيار مسار جديد معه.
هل تنجح حملة ترامب؟
يبدو أن ترامب يعمل بجدّ لاستقطاب الجماهير المتعطشة لتغيير جذري بعد التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي مرت بها الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة. من خلال شعارات مثل “إعادة الحلم الأمريكي” ووعود بتحقيق الأمن وتعزيز الاقتصاد، يأمل ترامب في استعادة ثقة الشارع الأمريكي، خاصة بين مؤيديه من الطبقة العاملة، بينما تظل نتائج خطابه وتصريحات حملته محل ترقب في أوساط الشعب الأمريكي.