في تقرير نشرته وول ستريت جورنال، تتناول الصحيفة علاقات إيران مع روسيا والصين في ظل النفوذ الإقليمي للمملكة العربية السعودية والتحديات التي تواجه طهران في الحصول على تكنولوجيا عسكرية متطورة. تستعرض الصحيفة عدة جوانب لهذه العلاقات ومدى تأثير النفوذ السعودي عليها.
اعتماد إيران على التطوير المحلي والتحالفات الخارجية
تشير التقارير إلى أن إيران اعتمدت بشكل كبير على تطوير التكنولوجيا العسكرية محلياً، مع تلقيها بعض الدعم من روسيا والصين. ومع ذلك، يبقى هذا الدعم محدودًا أمام الاحتياجات المتزايدة لإيران من التكنولوجيا المتقدمة. وفي ظل الكشف عن بعض نقاط الضعف في أنظمة إيران الدفاعية، تثار التساؤلات حول مدى الفائدة الفعلية لتحالفها مع موسكو وبكين.
تعزيز العلاقات العسكرية بين طهران وموسكو
منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، عززت إيران وروسيا تعاونهما العسكري بشكل ملحوظ. وقد زوّدت إيران موسكو بطائرات بدون طيار وصواريخ باليستية، بحسب تصريحات مسؤولين غربيين. ويشير هذا التعاون إلى الشراكة الوثيقة بين البلدين، رغم القيود المفروضة عليهما دوليًا.
اتفاقيات طويلة الأجل بين إيران والصين
في عام 2020، أبرمت الصين وإيران اتفاقية شراكة طويلة الأجل شملت التعاون في البحوث العسكرية وتطوير الأسلحة. وبعد اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الإيراني مؤخراً، أعلن بوتين أن البلدين بصدد استكمال شراكتهما الاستراتيجية طويلة الأجل. ويُعتقد أن موسكو قد تساعد إيران في برامجها الصاروخية والتقنيات الفضائية.
التحديات والتحذيرات في العلاقات الإيرانية-الروسية-الصينية
رغم هذا التعاون، فإن العلاقات بين إيران وكل من روسيا والصين تحمل معها بعض التحذيرات. فمن جهة، تحتفظ روسيا والصين بعلاقات استراتيجية مع بعض خصوم إيران الإقليميين، بما في ذلك السعودية. كما أن روسيا لها مصالح مشتركة مع إسرائيل في سوريا، مما يجعل من الصعب على موسكو توفير دعم عسكري مطلق لطهران.
مخاوف صينية وإسرائيلية من التعاون العسكري مع إيران
يقول راز زيمت، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي في إسرائيل، إن الصين التي تعتمد بشكل كبير على النفط المستورد من الشرق الأوسط تتجنب تقديم دعم عسكري مباشر لإيران، مفضلةً استقرار الأوضاع في المنطقة. ومع ذلك، تعمل بكين على مساعدة طهران في الالتفاف على العقوبات الأمريكية، لكنها تبقى مترددة في تقديم تكنولوجيا عسكرية متقدمة.
وفي السياق ذاته، تؤكد دينا أسفندياري، مستشارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، أن العلاقة بين إيران وروسيا والصين تتبع مصالح كل دولة على حدة، مما يعني أن الدعم لإيران قد لا يكون دائمًا في مصلحة الطرفين الآخرين.
التساؤلات الأمريكية حول قدرات روسيا على دعم إيران
فيما يتعلق بقدرة روسيا على تقديم دفاعات صاروخية متطورة لإيران، يطرح المسؤولون الأمريكيون تساؤلات حول مدى إمكانية ذلك في ظل الضغوط التي تواجهها روسيا نتيجة الحرب في أوكرانيا. يعتقد بعض المسؤولين الأمريكيين أن تأخر تقديم هذا الدعم قد يؤدي إلى توتر في العلاقات الروسية-الإيرانية التي تتسم تاريخياً بعدم الثقة.
الهجوم الإسرائيلي ورد الفعل الإيراني
في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الأخير، حاول المسؤولون الإيرانيون التقليل من أهميته، مؤكدين أن طهران لا تنوي الرد الفوري والقوي ضد إسرائيل. وأعلنت إيران أن الهجوم تم من المجال الجوي العراقي، متهمةً الولايات المتحدة بالتواطؤ في تقديم أسلحة متطورة لإسرائيل.
تعقيدات الصراع الإقليمي بسبب سعي إيران للتكنولوجيا العسكرية
إن مساعي إيران للحصول على التكنولوجيا العسكرية المتقدمة قد تزيد من تعقيدات النزاع في الشرق الأوسط وما بعده. فعلى سبيل المثال، إذا حصلت إيران على بطاريات صواريخ إس-400 المضادة للطائرات من روسيا مع دعم من فنيين روس لتشغيل تلك الأنظمة، فإن هذا سيضيف بُعدًا جديدًا من المخاطر الجيوسياسية لإسرائيل، ما قد يشعل مزيدًا من التوترات في المنطقة.