في لحظة من اللحظات الأليمة، ودّعت أسرة العشاي نسيبها، زوج ابنتهم المحبوب السيد نبيل فرج، الذي انتقل إلى الأمجاد السماوية بعد حياةٍ كرّسها للصدق والأمانة. رحل تاركاً وراءه ذكريات عطرة وسيرة صافية تبقى كعلامة مضيئة تشهد له وسط من عرفوه وأحبوه.
لقد كان الفقيد، بمواقفه النبيلة وتواضعه، نموذجاً للمحبة والعطاء، عاش للآخرين قبل أن يعيش لنفسه، حاملاً همومهم بفرح مساندتهم، ناشراً حوله السلام والمحبة، فلا يمر يوم دون أن يمدّ يد العون لكل من لجأ إليه. وفي غيابه، ترك أثراً لا يُنسى وجرحاً في القلوب لا يلتئم.
وفي هذا المصاب الجلل، عبّر السيد مينا سويحة، عميد آل العشاي، عن حزنه العميق، مذكراً بما تحلى به الراحل من طيبة قلب ووداعة روح قلّ نظيرها، ومشيداً بما كان عليه من نقاء وإخلاص في تعاملاته مع كل من عرفه. وأكد السيد مينا أن الفراق لن يكون سهلاً، فقد كان الفقيد أحد الأعمدة التي تجمع الأسرة، بطيبته وحبه وحرصه على الجميع.
كما عبّر السيد أيمن العشاي، أحد أفراد الأسرة، عن حزنه الشديد لفقدان زوج شقيقته، مستلهماً من تعاليم السيد المسيح التي قال فيها: “كنت أميناً في القليل، فأقيمك على الكثير”. وأعرب عن إيمانه بأن الله قد أعدّ للفقيد مكاناً في الملكوت بين الآباء إبراهيم وإسحاق ويعقوب، موضحاً أن الفقيد عاش بصدق وأمانة، يحمل في قلبه بذور الخير، ويمارس المحبة في كل ما يقوم به، سراً وعلناً.
وأعلنت الأسرة أن مراسم الجنازة ستقام على روح الفقيد الطاهرة يوم غدٍ الاثنين، في تمام الساعة الثانية عشر ظهراً، في كنيسة السيدة العذراء مريم بمنطقة محرم بك، حيث سيتجمع الأهل والأحباء ليودعوا فقيدهم للمرة الأخيرة، مستذكرين معه اللحظات التي كانت مليئة بالمحبة والعطاء التي جمعته مع الجميع.
ويتقدم الكاتب الصحفي صموئيل العشاي، رئيس مجلسي الإدارة والتحرير لجريدة أبو الهول، بخالص التعازي والمواساة لابنة عمه في هذا المصاب الأليم، داعياً الله أن يمنحها وأسرتها الصبر والسلوان، وأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، مؤكداً على مكانته المميزة في قلوب كل من عرفه. وأعرب صموئيل عن تقديره للفقيد الذي كان دائماً السند والداعم، مشيداً بمحبة الراحل ووفائه لمن حوله، واصفاً إياه بأنه لم يكن مجرد فرد في الأسرة، بل رمزٌ للعطاء والحنان.
كما قال السيد أشرف العشاي، أحد أفراد الأسرة، وعيونه مغرورقة بالدموع: “إن فقدان الأحباء يجعلنا ندرك قيمة الأثر الطيب الذي يتركه الراحل في حياتنا. ورحيل هذا الإنسان النقي
وقال السيد صبحي العشاي كان الراحل يعطي بلا حدود ويزرع المحبة في كل من حولها. ستبقى بيننا بصمته التي لا تُمحى، وستظل ذكراه حيّةً في قلوبنا، علامةً على الحب الذي لا يموت.”
وقالت زوجته كاترين العشاي، وداعاً يا من كنت خير السند. رحل جسدك، لكن روحك الطاهرة ستظل حية بيتنا، تملؤنا بالأمل وتعلّمنا دروس المحبة والإخلاص. نطلب من الله أن ينعم عليك بالراحة الأبدية، وأن يُعزينا جميعاً على فراقك.