أظهرت دراسة أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا، بيركلي، أن الكتابة الإبداعية لا تزال في مجال الكتّاب البشر. قامت الباحثة نينا بيغوش بإجراء تجارب لمقارنة كتابة البشر مع كتابة الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT.
ركزت بيغوش على مقارنة ردود الفعل البشرية مع تلك التي يولدها الذكاء الاصطناعي. تناولت دراستها، التي نُشرت في في دورية Humanities and Social Sciences Communications، مواضيع مثل الهوية الجنسية، والعرق، والثقافة، وركزت على كيفية اختلاف سرد القصص بين البشر والذكاء الاصطناعي.
اختارت بيغوش استخدام بنية سردية شائعة للمقارنة، وهي أسطورة بيغماليون، التي تعود لأكثر من 2000 عام. وتدور حول فنان يقع في حب تمثال صنعه. وضعت بيغوش نصين قصيرين: الأول يتحدث عن إنسان خلق إنسانًا صناعيًا ثم يقع في حبه، والثاني يتحدث عن إنسان آخر يقع في حب الإنسان الصناعي.
جمعت بيغوش 250 قصة كتبت بواسطة البشر و80 قصة من أدوات الذكاء الاصطناعي. ووجدت أن البشر وأنظمة الذكاء الاصطناعي أظهرا فهمًا مشتركًا لأسطورة بيغماليون. ومع ذلك، كانت القصص التي كتبها البشر أكثر ثراءً وتنوعًا، على عكس قصص الذكاء الاصطناعي كانت متكررة وصيغتها نمطية، تفتقر إلى العمق العاطفي وغنية بالكليشيهات.
ومع ذلك، كانت هناك مفاجأة في نتائج الدراسة. بينما كانت الإصدارات الأولى من ChatGPT لا تحدد ما إذا كانت الشخصيات بشرية أم صناعية، إلا أن النماذج الأحدث، مثل ChatGPT 4، أظهرت تحسنًا ملحوظًا في كتابة قصص أكثر شمولًا. إذ احتوت 25% من تلك القصص على اهتمامات حب من نفس الجنس، بل وظهرت علاقة متعددة الأطراف في إحدى القصص. وبالمقارنة، كانت نسبة القصص البشرية التي تضم علاقات من نفس الجنس 7% فقط.
تعتبر بيغوش أن التقاطع بين الذكاء الاصطناعي والأدب ليس ظاهرة جديدة، بل بدأ التفكير فيه منذ عام 2010 عندما كانت تتساءل عن كيف يمكن أن يعكس الذكاء الاصطناعي قرونًا من الفن والأدب. وترى أن العلماء في العلوم الإنسانية هم الذين يمتلكون المهارات اللازمة لفهم اللغة، وبالتالي، يجب أن يكونوا جزءًا من استكشاف الذكاء الاصطناعي.
تعتبر بيغوش أن العلوم الإنسانية تلعب دورًا مهمًا في تطوير الذكاء الاصطناعي. وترى أن الكتاب يجب أن يكونوا جزءًا من هذه العملية. تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي يغير كيفية تفاعلنا مع الكتابة، ويجب أن نكون حذرين في كيفية استخدام هذه الأدوات.
تبرز الدراسة أهمية الكتابة البشرية في الإبداع، وتؤكد أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه الاستغناء عن الخبرات الإنسانية في إنشاء قصص ذات قيمة، فإن قدرة الإنسان على الإبداع والابتكار لا تزال محورية.