مع بدء موسم حصاد القطن فى محافظة المنوفية، يعيش المزارعون والعمال أجواء من الفرح والحماسة، فـ«الذهب الأبيض»، كما يُطلق عليه، ليس مجرد محصول بل شريان حياة ومصدر دخلٍ لأسرهم. شهد هذا العام زيادة كبيرة فى الإنتاج مع تحسن ملحوظ فى الأسعار، ما دفع الكثيرين للتفاؤل بمستقبل أفضل لهذا المحصول الحيوى.
أسعار القطن المرتفعة هذا الموسم جاءت بمثابة دعم كبير للفلاحين، مما جعلهم يعبرون عن رضاهم وسعادتهم بنتائج الحصاد. يقول الحاج عبد الحليم، محمود مزارع من قرية سرس الليان: «هذا الموسم ممتاز. تعبنا طوال العام، والأسعار أخيرًا عادلة. تعب السنة كلّه مستاهل لما نشوف إنتاجية عالية وأسعار مناسبة تساعدنا على تغطية التكاليف وتحقيق ربح». وأضاف: «القطن زراعة متعبة، لكن السعر المعقول شجعنا نزرع مساحات أكبر».
من جانبها، شاركت منى أحمد، فلاحة، تجربتها بقولها: «العمل فى القطن يحتاج إلى تضحية، ونعيش لأشهر طويلة فى الحقول نعتنى بالمحصول. هذا العام فخورون بأن المحصول بجودة عالية، والأسعار تساعدنا على مواجهة التحديات المالية. زيادة السعر تجعلنا نشعر أن تعبنا كان له مردود جيد».. تقول أم محمد، مزارعة من قرية طوخ طنبشا: «العمل هنا ليس سهلًا، ولكنه مصدر رزقنا الذى نعيش منه. الحمد لله هذا العام الإنتاج جيد والأسعار مرضية، ما يجعل تعبنا مثمرًا». وتضيف: «نحن نحاول دائمًا تحقيق أفضل محصول ليكون فخرًا لنا ولكل من يعمل فى الزراعة».
أما نادية حسن، مزارعة أخرى، فتقول: «رؤية القطن الأبيض يغطى الحقول تجعلنا نشعر بالسعادة، ونتمنى أن تظل الأسعار كما هى أو ترتفع أكثر».
يواجه عمال الحصاد تحديات يومية لكنهم يشعرون بالفخر لمشاركتهم فى إنتاج القطن. إبراهيم مصطفى، أحد عمال الحصاد، يقول: «العمل مرهق، ونحن نبدأ من الفجر ونظل فى الحقول حتى غروب الشمس. يوميتنا حوالى ١٥٠ جنيها، ورغم التعب، إلا أن المشاركة فى الحصاد تشعرنا بالفخر لأننا نساهم فى نجاح الموسم».
وتضيف سهير محمد، عاملة حصاد: «نحن نعمل ساعات طويلة فى جمع القطن، والتعب يظهر فى نهاية اليوم، لكننا نفرح عندما نرى محصول القطن النقى يخرج من الأرض، لأن تعبنا له نتيجة محسوسة».
فاطمة سعيد، عاملة أخرى، تقول: «العمل فى القطن يحتاج إلى صبر وقوة. ورغم مشقة العمل، إلا أن رؤية المحصول النهائى بعد موسم طويل يجعلنا نشعر بالرضا لأن تعبنا كتن له فايدة».
صرح المهندس ناصر أبوطالب، وكيل وزارة الزراعة بالمنوفية، بأن المساحة المزروعة بالقطن بلغت هذا العام حوالى ٣.٦٤٩ فدانًا، بزيادة قدرها ٤٠٪ مقارنة بالعام الماضى. وأضاف: «شهدنا تحسينات ملحوظة فى تقنيات الرى والأساليب الزراعية، ما ساهم فى رفع الإنتاجية بشكل ملحوظ. هذه الطفرة تجعلنا نأمل أن يعود القطن المصرى إلى مكانته فى الأسواق العالمية».