العدد الأول فى العام الأول بعد المئوية الأولى
..
قبل مائة عام، وفي مثل هذا اليوم ( 24 أكتوبر 1924 ميلادية ) ولدت مجلة ” المصور ” الميمونة ، كانت فأل خير على المحروسة ، ولاتزال مصدر إلهام وطنى ، وإشعاع تنويري .. صدرت ” المصور ” لتبقى ، وتحوز لقب درة مجلات المحروسة المصورة .
لساها شابة ، العقود فى عمر خلافها فى عمر البشر ، الصحف يزداد ألقها تصبح عريقة ونفسية ، عمر ” المصور ” يفوق عمر دول في المنطقة، وسجلت في صفحاتها ” المصورة ” ميلاد جمهوريات وممالك وإمارات، شهدت سطوع الوطن العربي ، وسجلت الحلم العربي، وتوفرت على قراءة كتاب المحروسة، وحوت صفحاتها صور ثورات المصريين، وانتصارات جيش الكنانة، المصور بنت مصر العظيمة التي تغنت مع شاعر النيل ” حافظ إبراهيم ” على غلافها الملون بأصابع الفراعين : ” وقف الخلق ينظرون جميعا / كيف أبني قواعد المجد وحدي ” .
**
المصور في مئويتها تجسد عنوان التنوير في وطن أشع تنويرا على العالم، علم العالم، وصفتها في مقال فى عام مضى، العام ( ٩٩ ) ب ” ديوان التنوير” ، المصور تبلغ ( ١٠٠ ) عاما من عمرها المديد ورايتها مرفوعة، ” المصور ” طويلة العمر، تقصر أعمارنا راضون ليطول عمرها مديدا ..
المصور “رسالة التنوير”، المصور تشع تنويرا، وأقلامها مشاعل تنوير، وصفحاتها تلهج بالتنوير، وطوال عمرها في قلب معركة التنوير ، وأفكار التنوير المصرية أشرقت على الدنيا من خلال مطبوعات ” دار الهلال “، ورمزيتها العريقة ” المصور ” التى تدخل عامها الـ ( ١٠٠ ) منيرة من التنوير .
لم تضبط ” المصور ” يوما تغرد خارج السرب الوطني، مكانها دوما في الصفوف الأمامية المتقدمة ، دفاعا عن أغلى اسم في الوجود.
**
معجزة بقاء المصور فى سر مكنون ، وبعض من شموخها ، وثباتها ، حذرها ثابت وفرعها في السماء ، لأنها تحوى كلمة طيبة ، شموخها فى التفاف الشيوخ المقدرين (وقد صرت شيخا) حول شبابها ، ظاهر توالي الأجيال لا تخطئه عين مراقب، وعطفة شباب “المصور” على شيوخ الكتاب من قيم المصور الراسخة، وقيم المصور مستمدة من تراث ” دار الهلال ” العريقة .
وعلى ذكر ” دار الهلال “، ليست مؤسسة صحفية فحسب بل بالأساس مؤسسة ثقافية تنويرية، من عمد وأركان منظومة القوة الناعمة للمحروسة، إصدارات الدار العريقة شكلت الوعي العربي ولا تزال..
**
” المصور ” ليست مجلة ولكنها حالة وطنية، وعنوانها الوطن أولا وأخيرا وفي كل الأعداد، أعداد ” المصور ” التي تصدر تباعا بجهد وعرق الشباب، تبرهن على روح وطنية، جذوة لا تنطفئ، مشتعلة بالأفكار، متوثبة الطموحات، واسعة الآفاق، لا يحد طموحها صعوبات، وياما دقت على الرءوس طبول عنيفة، ولكنها في رسوخ الجبال الرواسى، وجندها صابرون، مناضلون من أجل إصدار عريق الأصل .
**
أستعيد في هذا اليوم العزيز على قلبي، بعض ما كتبت في ” المصور ” عن محبوبتي ” المصور ” التي لها الفضل، منذ رسمتني صحفيا على صفحاتها المنيرة ،أكتب عن ” المصور ” من موقع رئيس تحرير سابق، شاكرا هيئة التحرير المشتعلة حبا وعشقا، وعلى رأسها الصديق ” عبد اللطيف حامد ” رئيس التحرير، وبرعاية الصديق ” عمر سامي ” رئيس مجلس إدارة ” دار الهلال ” جميعهم محبون، والمحبون في عشقهم مذاهب كما يقولون .
حقيقية لا بد من تسجيلها، على طريقة أدّوا الأمانات إلى أهلها، صدور مجلة ” المصور ” أسبوعيا بهذه الحلة البهية والمحتوى العميق، معجزة حقيقية في توقيت صعيب، وكم من مجلات عالمية ثرية اختفت تحت ظرف العصر الرقمي، والأمثلة لا تعد ولا تحصى، ولكن المجلات المصرية، تحديدا في ” دار الهلال “، وعلاماتها الرئيسية ( الهلال، والمصور ، وحواء، وسمير )، تكافح من أجل البقاء، وسيكتب لها البقاء، لأن في ” دار الهلال ” كتيبة من المناضلين الأكفاء .
مجلتنا وبيتنا الكبير، مجلة ” المصور ” ولادة، متخمة بالمواهب والكفاءات، ولا تقلق على مستقبلها طالما نبع الكفاءات يتدفق، وأجيال تسلم أجيال، تحمل أسم ” المصور ” الغراء .
خليقة بالخلود .
” المصور ” مجلة ذات طبيعة خاصة، أقرب لعائلة، يحكمها قانون العائلة، الكبار يحنون على الشباب، والشباب بين جدرانها أخوان، والأخوة تحمل معاني عميقة، لا يغير مياهها إنسان كائن من كان .
المصور تبلغ ( ١٠٠ ) عام من عمرها المديد ورايتها مرفوعة، ” المصور ” طويلة العمر، تقصر أعمارنا راضون ليطول عمرها مديدا .. أتطلع لمئوية ” المصور ” تحت قيادتها الشابة، تكمل ” رسالة التنوير، المصور تشع تنويرا، وأقلامها مشاعل تنوير، وصفحاتها تلهج بالتنوير، وطوال عمرها في قلب معركة التنوير، وأفكار التنوير المصرية أشرقت على الدنيا من خلال مطبوعات ” دار الهلال “، ورمزيتها العريقة ” المصور ” التي تدخل تصدر عددها الأول فى عامها الأول بعد المائة الأولى منيرة من التنوير .