فى عنقى دَين لروح طيب الذكر البطل النقيب «أحمد شاكر عبد الواحد القارح»، ابن مدينتى الطيبة «منوف».
ولمن لا يعرف البطل الشهيد.. هو قائد عملية إغراق المدمرة الإسرائيلية «إيلات» فى مياه بورسعيد يوم 21 أكتوبر سنة 1967، والذى صار تخليدًا «عيد القوات البحرية المصرية».
شاكر والذين كانوا معه أولى بالكتابة، والكتابة من حقه، وحق أبطال أكتوبر جميعًا، ولن نوفيهم حقهم أبد الدهر، مهما كتبنا، وسودنا الصفحات بمداد الحبر الفاخر، هم مرسومون فى لوحات الفخار، وتطوق أعناقهم أكاليل الغار.. فى جنات الخلد أجمعين.. آمين.
لن أحدثك عن الصدمة الإسرائيلية (الزلزلة) التى خلفتها عملية المدمرة «إيلات» وهى تحترق وتنشطر نصفين وتغرق وطاقمها وشباب البحرية الإسرائيلية فى قاع البحر المتوسط قبالة بورسعيد الباسلة، بفعل ثلاثة صواريخ مصرية أطلقها عظماء البحرية المصرية وقتئذ، وليغيروا بتكتيكات العملية (شبه الانتحارية) قواعد المعارك البحرية بالكلية من حول العالم.
ولن أتحدث عن الجبهة المصرية التى اشتعلت فرحًا وهتافًا ودعاءً، وهى تشاهد المدمرة (المعربدة) «إيلات» تحترق وتغرق، ومعها تسقط الغطرسة الإسرائيلية من خيلائها فى أعماق البحر وعلى متنها جواهر تاج البحرية الإسرائيلية.
وفى عيد القوات البحرية، أعاده الله على قواتنا المسلحة بالخير والانتصارات، تلقيت رسالة رقيقة من (شقيق البطل)، من الدكتور «إبراهيم فوزى عبد الواحد»، وزير الصناعة الأسبق، يتمنى فيها بأدب وتواضع جم، فحسب، طلبًا بسيطًا بأسلوب رقيق، إقامة تمثال صنعه خصيصًا لشقيقه البطل «أحمد شاكر»، حيث جرى إغراق «إيلات»، فى بورسعيد، فقط يتسع أحد ميادين المدينة الباسلة لاحتضان تمثال البطل العظيم.
والخطاب بعلم الوصول، ومن سطور الخطاب: تعلمون أن المدمرة الإسرائيلية إيلات تم إغراقها فى مياه بورسعيد يوم 21 أكتوبر سنة 1967، (عام الهزيمة) فكان هذا العمل البطولى هو بداية انتشال الأمة المصرية والعربية من عار الهزيمة بشكل جعل الدولة تعتبره عيدًا قوميًا للبحرية المصرية.
وقد قمنا ببناء تمثال فى مدينتنا «منوف»، للقائد الذى قام بهذا العمل البطولى بقيادته لطاقم لنشات الطوربيد، وهو النقيب «أحمد شاكر عبد الواحد القارح»، حيث أغرقها وأغرق معها مرارة الهزيمة وخزى الانكسار بعد حرب يونيو 1967.
واقترح بعض الأصدقاء أن يكون للبطل «أحمد شاكر» تمثال آخر فى بورسعيد، حيث تمت هذه العملية البطولية، باستخدام سلاح لنشات الطوربيد لأول مرة فى التاريخ.
وقد قمنا ببناء التمثال الإضافى للبطل أحمد شاكر بهدف أن يتم وضعه فى بورسعيد ليكون حافزًا للشباب والزوار لتذكر هذا البطل.
شاكر والذين معه (وقتئذ) يستحقون مثل هذا التمثال.. ألف تمثال، وميادين بورسعيد تزدهى وتتشرف بتمثال شاكر والذين معه، وتفتح أحضانها للبطل الذى أغرق إيلات.
لا يخامرنى شك سنحتفل قريبًا بإقامة تمثال البطل «أحمد شاكر» فى بورسعيد.. قيادة مصر فى عهدة الرئيس السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، لا تتأخر أبدًا عن تكريم أبطال النصر العظيم.