لطالما نجحت دولة الاحتلال في تنفيذ عمليات الاغتيال التي تستهدف قادة المقاومة في المنطقة، سواء في لبنان أو غزة أو حتى خارج الحدود. ولكن، هل تساءلنا يومًا كيف استطاعت إسرائيل الوصول إلى هؤلاء القادة رغم التحصينات والأسرار؟ كيف يمكن لتنظيمات مسلحة، تعتبر نفسها محصنة، أن تتعرض لاختراقات بهذا الحجم؟ ومن يقف وراء هذه العمليات المعقدة؟ أسئلة تدعو للتأمل، وربما تدفع المواطن العربي للتفكير في التفاصيل الخفية وراء تلك الاغتيالات.
اختراقات تكنولوجية أم تعاون خفي؟
إسرائيل اعتمدت على التكنولوجيا بشكل كبير في تنفيذ اغتيالاتها، لكن هل كان هذا العامل الوحيد؟ يُشاع أن تل أبيب تمكنت من اختراق أجهزة الاتصالات الخاصة بحزب الله وحماس، من البيجر إلى الووكي توكي، واستخدمتها لتحديد مواقع القادة. ولكن هل كان ذلك كافيًا؟ كيف استطاعت التكنولوجيا وحدها أن تتغلب على تعقيدات التحصينات؟ أم أن هناك تعاونًا من الداخل؟ هل كان لبعض الأفراد في التنظيمات دورٌ في تسريب المعلومات، سواء بوعي أو بدون وعي؟
العملاء: هل هم مفتاح النجاح؟
يبدو أن العملاء يلعبون دورًا رئيسيًا في هذه العمليات. يُقال إن شبكة واسعة من العملاء في داخل هذه البلدان سهلت لإسرائيل تنفيذ اغتيالات كبيرة مثل محاولة استهداف حسن نصر الله أو اغتيال قيادات الصف الأول في حماس والحرس الثوري الإيراني.
لكن هنا يظهر السؤال الأهم: كيف يمكن لهذه التنظيمات الكبيرة، التي تعتمد على السرية المطلقة، أن تُخترق من الداخل؟ هل هؤلاء العملاء هم أفراد من قلب التنظيمات أم مجرد متعاونين على الأطراف؟ وما هي الدوافع وراء خيانتهم إن كانوا من الداخل؟
طهران.. معقل مستهدف!
في حادثة اغتيال إسماعيل هنية، تشير بعض التقارير إلى أنه تم استهدافه في قلب طهران. هنا تتعدد الأسئلة: كيف استطاعت إسرائيل الوصول إلى قائد حماس وهو في أكثر العواصم تحصينًا ومعادية لإسرائيل؟ هل كان هناك تسهيلات دولية سمحت لإسرائيل بتنفيذ مثل هذه العملية؟ أم أن شبكة العملاء اخترقت ليس فقط حماس، بل حتى الأنظمة المحيطة بها؟
حسن نصر الله.. لماذا لم يتمكنوا منه؟
رغم المحاولات المتكررة، لا يزال حسن نصر الله زعيم حزب الله على قيد الحياة، في حين فقد العديد من قياداته القريبين منه حياتهم في عمليات اغتيال. إذا كانت إسرائيل قادرة على الوصول إلى هذا الحد من القيادات، لماذا لم تنجح حتى الآن في القضاء على نصر الله نفسه؟ هل التحصينات العميقة كانت السبب، أم أن هناك عوامل أخرى تلعب دورًا في هذه المعادلة؟ كيف يمكن لرجل يختبئ تحت الأرض بعمق 80 متراً أن يبقى على قيد الحياة رغم محاولات الاغتيال المستمرة؟
التعاون الدولي: هل هو الحلقة المفقودة؟
تسري شائعات حول دور بعض الدول في تسهيل عمليات الاغتيال الإسرائيلية. إذا كانت إسرائيل تعتمد على التكنولوجيا والعملاء المحليين، فهل حصلت على دعم استخباراتي أو لوجستي من دول إقليمية أو دولية؟ هل هناك دول عربية قد تكون ساعدت، بشكل مباشر أو غير مباشر، في تمرير معلومات أو تسهيل الوصول إلى الأهداف؟ وهل هذا يعني أن الحروب الخفية تتجاوز حدود الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتمتد إلى مساحات أوسع من التعاون والاستخبارات الإقليمية؟
التساؤلات حول الرهائن: كيف لا تعرف إسرائيل مكانهم؟
ورغم كل هذا النجاح في اغتيال قادة بارزين، يبرز تساؤل آخر: كيف يمكن لإسرائيل أن تفشل في تحديد مكان رهائنها، في حين أنها تمتلك هذه القدرات الهائلة في اختراق التنظيمات وتحديد مواقع قادتها؟ هل هذه الثغرة تشير إلى تعقيدات أكبر في ميدان المعركة؟ أم أن إسرائيل تختار متى وأين تكون “عاجزة” لأسباب سياسية أو تكتيكية؟ ولماذا تظهر في مواقف القوة أحياناً وفي مواقف الضعف في أخرى؟
الضفة وغزة.. مسرح عمليات متواصل
بين الضفة الغربية وقطاع غزة، تواصل إسرائيل عملياتها المستمرة لاستهداف القيادات المقاومة. ولكن هل تساءلنا عن الهدف النهائي لهذه العمليات؟ هل هو فقط تقليل قوة هذه التنظيمات؟ أم أن هناك مشروعًا أوسع يتخطى فكرة التخلص من القادة ليشمل إعادة تشكيل الواقع السياسي والعسكري على الأرض؟ ولماذا يبدو أن بعض المناطق، مثل جنوب لبنان والضفة الغربية، تتعرض لعمليات “تصفية هادئة”، بينما قطاع غزة يشهد مواجهات أعنف؟
ختامًا: هل نحن أمام لعبة أكبر؟
مع كل هذه الأسئلة، يظل المواطن العربي متسائلًا: هل نحن أمام معركة عسكرية بحتة، أم أن هناك لعبة أكبر تشمل تحالفات خفية، وتعاونات دولية، وتقنيات تتجاوز ما نراه على السطح؟ وكيف يمكن للمقاومة أن تصمد في ظل هذا الضغط المتزايد؟ والأهم، ما الذي يمكن أن يفعله المواطن العربي ليفهم خفايا هذه الحرب التي تبدو أنها لا تنتهي؟
ورغم كل ما سبق، علينا أن نفخر بتاريخنا العظيم وكيف تمكن جيشنا من إذلال الكيان في سيناء في اكبر حرب بعد الحرب العالمية الثانية، ونجح ضابط مهندس باقي زكي يوسف، البالغ من العمر 34 عامًا، في قسم ظهر إسرائيل وكسر هيبة خط بارليف الذي زعمت أنه لا يُقهر.
لا تقلق عزيزي القارئ فيظل الجيش المصري هو الصخرة الوحيدة التي انكسرت عليها كل أحلام إسرائيل التوسعيه ، جيشا حرس الأرض والعرض .