ودّعت قرية اولاد إلياس اثنين من أبنائها، الأستاذ محمد صديق عبدالعال ونجله حسام، اللذين وافتهما المنية إثر حادث سيارة مأساوي. الحادث المفجع هزّ أرجاء القرية، وأحاطها بجو من الحزن العميق الذي لم يقتصر فقط على أفراد العائلة، بل امتد ليشمل جميع سكان القرية والنواحي المحيطة.
توافدت جموع غفيرة من أهل القرية للمشاركة في تشييع الجثمانين، في مشهد جنائزي مهيب يعبر عن التضامن الكبير والحب الذي يحظى به الفقيدان. رجال ونساء، صغار وكبار، تجمعوا على طول الطريق المؤدي إلى المقابر لتوديع الجثمانين وسط حالة من البكاء والحزن، مصحوبة بالدعوات للفقيدين بالرحمة والمغفرة.
العزاء في دوار العائلة: تجمعات حزن وتضامن
بعد تشييع الجثمانين، أعلنت عائلة الفقيدين أن العزاء سيستمر لمدة يومين في دوار العائلة، حيث تستقبل العائلة المعزين من مختلف القري المجاورة. المشهد في دوار العائلة يعكس مدى التأثير الذي تركه رحيل الأستاذ محمد ونجله حسام في نفوس أهل القرية. العائلة فتحت أبوابها لاستقبال الجميع، وسط مشاعر الحزن التي تخيم على المكان، ووسط أحاديث الحضور عن مآثر الفقيدين وأخلاقهما العالية التي يعرف بها أهل القرية.
صموئيل العشاي ينعي الفقيدين
تقدّم الكاتب الصحفي صموئيل العشاي، رئيس مجلسي الإدارة والتحرير لجريدة أبو الهول، بخالص التعازي إلى عائلة غانم، مؤكداً على حجم الفاجعة التي ألمت بالعائلة وبالمجتمع ككل. العشاي عبّر في نعيه عن صدمته وحزنه العميق على رحيل الأستاذ محمد ونجله حسام، اللذين كانا مثالاً للشخصيات النبيلة والأخلاق السامية.
وأشار العشاي إلى الدور الكبير الذي كان يلعبه الأستاذ محمد في مجتمعه، حيث كان يحظى باحترام وتقدير واسع من الجميع، وكانت تربطه علاقات طيبة مع أبناء القرية. كما أشاد بروح الشباب والطموح التي كان يتمتع بها حسام، الابن الذي رحل في مقتبل عمره، تاركاً وراءه فراغاً كبيراً في حياة عائلته وأصدقائه.
أبناء العشاي يشاركون في العزاء
كما تقديم بالعزاء السيدان مينا وصبحي سويحة، نيابة عن عائلة العشاي، بخالص التعازي إلى أسرة الفقيدين وإلى كافة فروع عائلة غانم وأقاربهم وذويهم. وقدم ال العشاي وداع مؤثر ليس للعائلة فقط بل القرية بالكامل، مؤكدين أن الفقيدين سيظلان في قلوب وذاكرة الجميع .
في اولاد إلياس، لا تزال الأحاديث تتوالى عن الحادث الأليم، وعن الأثر الذي تركه الأستاذ محمد ونجله حسام في حياتهم اليومية. والبعض يتحدث عن علاقتهما الطيبة مع الجميع، والبعض الآخر يستذكر مواقفهما الإنسانية ودورهما في مساعدة الناس. رغم أن الحزن كان واضحاً في كل مكان، إلا أن روح التضامن كانت حاضرة بقوة، حيث وقف الجميع بجانب عائلة الفقيدين في هذه المحنة الكبيرة.
الخاتمة: تضامن وذكريات باقية
الحادث المأساوي الذي أودى بحياة الأستاذ محمد صديق عبدالعال ونجله حسام أثار مشاعر الحزن العميق في قلوب الجميع، لكنه أظهر أيضاً حجم التضامن المجتمعي الذي يتمتع به أبناء هذه القرية. ولن تُنسى ذكراهما بسهولة، وستظل مآثرهما خالدة في قلوب من عرفوهما. نسأل الله أن يتغمد الفقيدين بواسع رحمته، وأن يلهم عائلتهما وأحبائهما الصبر والسلوان.