متابعات ـ هاني فريد
سلطت وكالة”أسوشيتد برس”الأمريكية على تنافس المرشحين في انتخابات الرئاسة الأمريكية كامالا هاريس ودونالد ترامب للفوز بأصوات كتلة صغيرة من الناخبين لكنها “محورية” في ولاية ميشيجان المتأرجحة في السباق، ألا وهم الأمريكيون من أصل عربي.
وأصرت نائبة الرئيس الأمريكي هاريس على أن الوقت قد حان “لإنهاء المعانة في الشرق الأوسط”، في حين زار منافسها الرئيس السابق ترامب إحدى المدن الأمريكة الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة، بحسب ما ذكرته الوكالة في تقريرها اليوم السبت.
وفي إشارة نادرة إلى معركة إسرائيل ضد حماس وحزب الله، قالت هاريس في حشد انتخابي يوم الجمعة، “كان هذا العام صعباً للغاية، بالنظر إلى حجم الموت والدمار في غزة وبالنظر إلى الخسائر المدنية والنزوح في لبنان”، مضيفة أن مقتل زعيم حماس يحيى السنوار “يمكن أن تكون نقطة تحول ويجب أن تكون كذلك”.
وقالت:”يجب على الجميع اغتنام هذه الفرصة لإنهاء الحرب في غزة أخيراً، وإعادة الرهائن إلى ديارهم وإنهاء المعاناة تماماً”.
في غضون ذلك، تجنب ترامب الإفصاح عن أي تفاصيل حول خططه للشرق الأوسط، لكنه قال إنه لا يعتقد أن المجتمع العربي الأمريكي سيصوت ل هاريس “لأنها لا تعرف ماذا تفعل”. غير أن المرشح الجمهوري واجه لاحقاً خللاً تقنياً أدى إلى إسكات ميكروفونه لمدة 20 دقيقة تقريباً في حشد انتخابي في ديترويت.
وأشار التقرير إلى أن ميشيجان واحدة من ولايات “الجدار الأزرق” الثلاث التي، إلى جانب بنسلفانيا وويسكونسن، ستساعد في حسم نتيجة الانتخابات المقررة في 5 نوفمبر. وتمثل الكتل التصويتية المتنوعة مفتاحاً للفوز بأي ولاية متأرجحة تقريبًا، لكن ميشيجان تتفرد بكم كبير من السكان العرب الأمريكيين، الذين شعروا بالإحباط الشديد من دعم إدارة بايدن للهجوم الإسرائيلي على غزة في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل.
ويحاول ترامب،الذي فرض حظرًا على السفر يستهدف الدول الإسلامية أثناء وجوده في منصبه وتعهد بتوسيع الحظر ليشمل اللاجئين من غزة إذا انتُخب مرة أخرى، الاستفادة من إحباط المجتمع تجاه الإدارة الديمقراطية، على الرغم من تاريخه الموثق جيداً من الخطاب المعادي والسياسات العدائية، ولم تكن هناك سوى إشارات متواضعة يوم الجمعة على أنه قد يحرز تقدماً.
وزار المرشح الجمهوري مكتب جديد للحملة في هامترامك، إحدى المدن الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة في البلاد، وانضم إليه هناك رئيس البلدية عامر غالب، وهو ديمقراطي يؤيد ترامب. وفي الوقت نفسه، أيد ثلاثة أعضاء في مجلس المدينة هاريس.
وقال غالب، الذي قدم ل ترامب شهادة تقدير: “زيارته اليوم هي لإظهار الاحترام والتقدير لجاليتنا”.
ورغم أن السياسة الخارجية نادراً ما تؤثر على الانتخابات الأمريكية، فإن الحرب في الشرق الأوسط تشكل مصدر قلق بالغ الأهمية للعديد من الناخبين العرب الأمريكيين في ميشيجان.
وأشار التقرير إلى أن ترامب حتى عندما تواصل مع الناخبين العرب الأمريكيين المحبطين، ألمح إلى أنه سينهي الجهود التي تحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على كبح جماح العمليات العسكرية التي قتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين، قائلاً إنه على الرغم من أن بايدن “يحاول كبح جماحه … ربما كان ينبغي له أن يفعل العكس، في الواقع”.
من جانبها، أبرزت هاريس الدعم الذي حصلت عليه من المجتمع العربي الأمريكي أيضاً.
ففي يوم الجمعة، أيد 52 لبنانياً أمريكياً هاريس وزميلها في الترشح، حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، قائلين في رسالة إن صوت مجتمعهم “سيُسمع” تحت قيادتها.
وكررت الرسالة الدعوات لوقف إطلاق النار، وأشارت إلى قرار حديث صادر عن وزارة الأمن الداخلي بتمديد الوضع القانوني المؤقت الممنوح للمواطنين اللبنانيين في الولايات المتحدة. وهو وضع يُمنح للأشخاص من بلدان معينة تشهد حروباً أو اضطرابات أو كوارث طبيعية.
ومع ذلك واجهت هاريس أيضاً احتجاجات على دعم الولايات المتحدة ل إسرائيل في الصراع. فخلال اجتماع مغلق يوم الخميس مع الطلاب في جامعة ويسكونسن-ميلووكي، واجهها أحد المحتجين، وفقاً لمقطع فيديو نشرته مجموعة طلابية مؤيدة للفلسطينيين على وسائل التواصل الاجتماعي. وأظهر الفيديو أنه بينما كانت هاريس تخبر الطلاب أنها تستثمر فيهم، قاطعها أحد المحتجين وسألها “وفي الإبادة الجماعية، أليس كذلك؟ مليارات الدولارات في الإبادة الجماعية؟”