متابعات ـ هاني فريد
في حين تواجه الولايات المتحدة مشكلة متزايدة تتمثل في كيفية توفير الأسلحة لحربين متصاعدتين، يبدو تفضيلها لحليفتها الأقرب إسرائيل عن أوكرانيا. وذلك بعد قيامها بنشر نظام الدفاع الصاروخي الباليستي “THAAD” مع طاقم تشغيله، إلى جانب النظام الدفاعي “Arrow”، بينما قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنها لن تنشر نفس النظام لحماية أوكرانيا.
وبينما أصبحت واشنطن أكبر مانح للمساعدات العسكرية لكييف منذ تصاعد المواجهات مع روسيا، لكنها -أيضًا- تواجه ثمنًا متزايدًا لمساعدتها إسرائيل في الشرق الأوسط. ورغم هذا، تواصل إسرائيل الشكوى، قائلة إنها تواجه نقصا في الصواريخ الاعتراضية.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت، الاثنين، أنها سترسل بطارية نظام الدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية لتعزيز دفاعات تل أبيب الجوية ضد إيران. بينما أشارت المتحدثة باسم البنتاجون سابرينا سينج، الثلاثاء إلى أن فكرة “القدرات المختلفة، والحروب المختلفة، والمناطق المختلفة” هي السبب وراء عدم نشر الولايات المتحدة لنظام ثاد في جيران أوكرانيا من الاتحاد الأوروبي -مثل رومانيا- للحماية من الهجمات الروسية.
وحول ما إذا كانت مساعدة واشنطن في سد الثغرات في الدرع الواقي لإسرائيل ضد طهران قد يكون له ثمن، وهو دعمها لأوكرانيا؛ تنقل صحيفة “فايننشال تايمز” عن نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق لشؤون الشرق الأوسط، دانا سترول، إن واشنطن “لا تستطيع الاستمرار في إمداد أوكرانيا وإسرائيل بالأسلحة بنفس الوتيرة”.
وأضافت: “لقد وصلنا (الولايات المتحدة) إلى نقطة تحول”.
وقال ويليام هارتونج، الباحث في معهد كوينسي للحكم المسؤول لمجلة “نيوزويك”: مع تصاعد الحرب في الشرق الأوسط واستمرار الضغوط لمساعدة أوكرانيا، ومواصلة البنتاجون وحلفائه الضغط من أجل ميزانية عسكرية تبلغ تريليون دولار سنويًا، أو أكثر، للتعامل مع التهديد المتصور من الصين، فإنهم قد يستنزفون المخزون.
وأوضح: “إن الفائدة على الديون في طريقها لأن تصبح أكبر من ميزانية البنتاجون بحلول نهاية هذا العقد، ولدينا العديد من الاحتياجات غير المتوقعة القادمة. والإغاثة من الكوارث هي الأكثر وضوحًا”.
منذ اندلاع عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023، بلغ إنفاق واشنطن على العمليات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية ذات الصلة في المنطقة 22.6 مليار دولار، وفقًا لمشروع تكاليف الحرب الذي أجراه معهد واطسون للشؤون العامة الدولية، التابع لجامعة براون في رود آيلاند.
وهذا تقدير متحفظ، يتضمن 17.9 مليار دولار وافقت عليها الحكومة الأمريكية كمساعدات أمنية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وأماكن أخرى منذ 7 أكتوبر “وهو رقم أكثر بكثير من أي عام آخر منذ بدأت الولايات المتحدة منح المساعدات العسكرية لإسرائيل في عام 1959”.
أيضًا، كثفت البحرية الأمريكية عملياتها الدفاعية والهجومية ضد الحوثيين في اليمن، الذين ترتبط هجماتهم بالعدوان الإسرائيلي على غزة. كما كلف ذلك التجارة البحرية الأمريكية 2.1 مليار دولار إضافية بسبب تحويل السفن وارتفاع رسوم التأمين؛ كما أشارت “نيوزويك”.
في غضون ذلك، منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، صوت الكونجرس على خمسة مشاريع قوانين تبلغ قيمتها نحو 175 مليار دولار من الميزانية والدعم الإنساني لحكومة كييف، فضلاً عن الأسلحة، حسبما قال مجلس العلاقات الخارجية الشهر الماضي.
وعلى مدى عامين ونصف من الحرب، خففت إدارة الرئيس جو بايدن من القيود المفروضة على الأسلحة التي كانت تخشى في البداية أن تؤدي إلى تصعيد الصراع. وهي الآن توفر أنظمة صواريخ تكتيكية بعيدة المدى (ATACMS) ونظام صواريخ المدفعية عالية الحركة (HIMAR) كما أعطت الضوء الأخضر لدول أخرى لتزويدها بطائراتF-16 .
وفي حين أشارت مرشحة الحزب الديمقراطي، نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، إلى أن دعم واشنطن العسكري لكييف سوف يستمر إذا فازت في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، أثار منافسها الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب، شكوكًا حول ما إذا كانت هذه المساعدات ستستمر.