متابعات ـ هاني فريد
عرض برنامج “من مصر”، ويقدمه الإعلامي عمرو خليل، المذاع على قناة “القاهرة الإخبارية”، تقريرا تلفزيونيا بعنوان: “حرب طويلة وقاسية.. الجميع تحت نيران القصف الإسرائيلي في غزة ولبنان”.
هي حربٌ طويلةٌ وقاسيةٌ.. في غزةَ و لبنانَ وفي جبهاتٍ أخرى كَسَرَت إسرائيلُ كُلَّ ما كان يُعرفُ بقواعدِ وأخلاقياتِ الحروب، ومنذ بَدءِ هذه الحربِ الإجراميةِ أصبحَ الجميعُ.. تحت نيرانِ القصفِ والإبادةِ المتواصلةِ بلا رحمة، رجالا وأطفالا ونساء، كل هؤلاء هم أهدافٌ للقتلِ والعقابِ الجماعي، من حصارٍ يمنعُ عنهم الغذاءَ والدواءَ والوقودَ وكلَّ شيءٍ، من نسفٍ وتدميرٍ ممنهجٍ للمنازلِ والمنشآتِ والمدارسِ وكلِ مقوماتِ الحياة.
لا وزنَ لكلِ هذا، لا خطوطَ حمراء لدى إسرائيل، فهي حربٌ تتطلّبُ كلَ أنواعِ الجنونِ والدماء.. حربٌ مصيريةٌ سيكونُ مِن نتائجِها انبعاثُ الدولةِ اليهوديّةِ انبعاثًا لا يقلُّ أهمّيّةً عن حربِ ولادتِها في عامِ 1948 كما قالَ نتنياهو قبل أيام.. وكما حاولَ تأجيجَ مشاعرِ الإسرائيليينَ وبأنهم مهددونَ ويعيشون في بقعةٍ محاطةٍ بالأعداءِ من كلِ جانبٍ.. فهو يُرَوِّجُ أيضا لبقاءِ إسرائيلَ في صورةِ “الضحيةِ” للاستمرارِ في الحصولِ على الدعمِ السياسيِّ والعسكريِّ اللازمِ لها من حلفائِها في الخارج.
هذه الحربُ الإسرائيليةُ التي تَنشُرُ الدمارَ والأرضَ المحروقةَ في كُلٍّ مِن غزةَ و لبنانَ وكُلِّ الأراضي الفلسطينيةِ المحتلةِ تتطلبُ أيضا وَفقَ ما أعلنَ نتنياهو أنْ تصلَ يدُ إسرائيلَ لكلِ مكانٍ تريدُه في المنطقة، من أجلِ إعادةِ ترميمِ قدرةِ الردعِ التي تضررَتْ بشكلٍ كبيرٍ في هجومِ السابعِ من أكتوبر وإعادةِ صناعةِ إسرائيلَ القويةِ التي لا تُقهَرُ ولا تُهزَمُ مِن جديد، هَذِهِ الحربُ تتطلبُ أيضا من كلِ مستوطنٍ إسرائيليٍّ أنْ يكونَ حاملا للسلاحِ وَفقَ ما يعملُ عليه وزيرُ الأمنِ القوميِ الإسرائيليُ المتطرفُ إيتمار بن جفير الذي أعلنَ مؤخرا أنه تَمَّ توزيعُ مئةٍ وسبعينَ ألفَ قطعةِ سلاحٍ على الإسرائيليين خلال ثمانيةِ أشهر فقط.