بعد البيان الناري الذي أعلنه الأنبا رافائيل نيابةً عن الأساقفة الـ 17، والذي نفى فيه صحة البيان المزعوم الذي زُعم فيه اعتراضهم على قرارات البابا تواضروس، برز دور محوري للأنبا إرميا، الأسقف العام، الذي خرج بتصريحات قوية دفاعاً عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مؤكدًا مكانته كحامي الإيمان ومدافع شرس عن وحدة المجمع المقدس.
في سياق ذلك، انفردت جريدة “أبو الهول” بنشر تفاصيل تصريحات الأنبا إرميا، التي جاءت لتضع الأمور في نصابها الصحيح بعد انتشار بيان زائف يحمل توقيعات 17 أسقفًا ومطرانًا، يُشاع أنهم يرفضون مشاركة شخصين علمانيين في سيمنار الأساقفة المزمع عقده في نوفمبر القادم.
البيان الزائف، الذي أثار جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، كان يدعي أن هؤلاء العلمانيين يحملون أفكاراً “مخالفة لعقيدة الكنيسة”، ويعترض على إلقائهم محاضرات أمام الأساقفة. غير أن الأنبا إرميا، بروح القيادة والإيمان الراسخ، تصدى لهذا البيان المزعوم، موضحاً أنه مفبرك ولا يمت للواقع بصلة. لقد برهن الأنبا إرميا خلال هذه الأزمة أنه ليس مجرد أسقف، بل قائد روحي يعي خطورة الشائعات والمعلومات الزائفة على استقرار الكنيسة، ويؤدي دوره بحزم ووعي لحماية وحدة الإيمان والمجمع المقدس.
الأنبا إرميا: قائد وحامي الكنيسة
إن دور الأنبا إرميا لم يكن مجرد رد فعل على الشائعات، بل كان بمثابة الوقوف في وجه موجة من المعلومات المضللة التي تهدد وحدة الكنيسة وتماسكها. ظهر الأنبا إرميا كالأسد الشجاع، مدافعاً عن المجمع المقدس وعن رؤية البابا تواضروس الثاني، التي تسعى للحفاظ على وحدة الكنيسة وتماسكها أمام أي محاولات للإساءة أو التشكيك.
ما يميز موقف الأنبا إرميا هو تحركه السريع ورده الواضح، حيث جاءت تصريحاته لتؤكد أن البيان المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي هو بيان زائف، لا يعكس الحقيقة، ويهدف إلى زعزعة الثقة بين أبناء الكنيسة وقياداتها. وقد لعب الأنبا إرميا دوراً محورياً في تهدئة الأوضاع، موضحاً أن أي ملاحظات أو اعتراضات يجب أن تُرفع مباشرة لقداسة البابا أو سكرتارية المجمع، بعيداً عن تداول الأمور بهذه الطريقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
بيان الأنبا رافائيل: توضيح الموقف والتأكيد على الولاء
في إطار الجهود التي قادها الأنبا إرميا، أصدر الأساقفة الذين زُجت أسماؤهم في البيان الزائف بياناً رسمياً ينفي علاقتهم بهذا المنشور، ويؤكدون فيه احترامهم الكامل للبابا تواضروس الثاني وثقتهم في حكمته في إدارة شؤون الكنيسة.
وجاء البيان الرسمي للأنبا رافائيل، الأسقف العام لوسط القاهرة، نيابةً عن الأساقفة الـ 17 الذين وردت أسماؤهم في البيان الكاذب، ليؤكد:
“سلاماً وبناءً لبيعة الله المقدسة الجامعة الرسولية… آمين.
1. نحن جميعاً نكن كل المحبة والاحترام لإبينا صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني.
2. ليس لدينا أي معرفة عن مصدر هذه القائمة أو الهدف من وراء نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
3. أي ملاحظات على المتكلمين في السيمنار تُرسل مباشرةً لقداسة البابا أو سكرتارية المجمع، ولا نستخدم مواقع التواصل الاجتماعي بهذه الطريقة. فقامتنا دائماً ما تستند إلى حكمة البابا وقدرته على الاستماع لملاحظاتنا.”
هذا البيان جاء ليعزز دور الأنبا إرميا في حماية المجمع المقدس من الفتن، ويؤكد أن جميع الأساقفة يلتزمون بالتواصل المباشر مع البابا بدلاً من الانسياق وراء الشائعات.
الدور البارز للأنبا إرميا في حماية الإيمان
من خلال هذه الأزمة، ظهر الأنبا إرميا بوضوح كقائد رئيسي في الحفاظ على استقرار الكنيسة في مواجهة هذا الهجوم الإعلامي المضلل. فقد أثبت قدرته على حماية المجمع المقدس من محاولات الفتنة، حيث تصدى للشائعات بقوة، ووجه رسالة حازمة لكل من يحاول زعزعة الاستقرار داخل الكنيسة.
دور الأنبا إرميا لا يقتصر فقط على التصدي لبيان مفبرك، بل هو امتداد لدور أكبر يلعبه في حماية العقيدة الأرثوذكسية من أي تشويه أو تحريف. يظهر الأنبا إرميا في هذه المرحلة كصوت حكيم وشجاع داخل الكنيسة، لا يخشى المواجهة حين يتعلق الأمر بحماية الإيمان ومبادئ الكنيسة.
خاتمة
لقد أظهرت هذه الأزمة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في أبهى صورها، حيث تقف قياداتها، وعلى رأسهم الأنبا إرميا، كحصن منيع ضد أي محاولات لتفكيك وحدة المجمع المقدس أو إثارة الشكوك حول مصداقية قادتها. إن الدفاع المستميت الذي قاده الأنبا إرميا عن الكنيسة والمجمع المقدس يُظهر بوضوح أنه لم يكن مجرد رد فعل على أزمة، بل هو تعبير عن رؤية متكاملة تهدف إلى حماية الإيمان ووحدة الكنيسة في مواجهة التحديات.