كتب – اشرف سمير:
احتفالاً بذكرى نصر أكتوبر المجيد، نظمت مدرسة الأورمان فعالية وطنية مميزة تماشياً مع تقاليدها السنوية التي تهدف إلى ترسيخ قيم الانتماء وحب الوطن لدى طلابها. هذه الفعالية، التي تأتي ضمن سلسلة من الاحتفالات التي اعتادت المدرسة تنظيمها كل عام، لم تكن مجرد احتفال رمزي، بل كانت جزءاً من مشروع تربوي أوسع يُعنى بتعريف الطلاب بتاريخهم الوطني وتقديم نموذج حي لتضحيات الأجيال السابقة من أجل بناء مستقبل أفضل.
احتفال سنوي بنصر تاريخي
تعتبر ذكرى نصر أكتوبر من أهم المحطات التي تحرص مدرسة الأورمان على إحيائها كل عام، ليس فقط كجزء من المناهج الدراسية، بل كفرصة لتعميق الوعي الوطني لدى الطلاب. في احتفال هذا العام، كما في السنوات السابقة، ركزت المدرسة على إبراز الدور البطولي للقوات المسلحة المصرية في معركة السادس من أكتوبر 1973، وكيف استطاع الجيش المصري بفضل تضحيات جنوده وقيادته الحكيمة تحقيق نصر تاريخي أعاد للأمة كرامتها وأثبت للعالم قوة وعزيمة مصر.
على مدار السنوات الماضية، نظمت المدرسة العديد من الأنشطة والفعاليات المختلفة في كل احتفالية بذكرى أكتوبر، حيث تقدم عروضًا تقديمية، وورش عمل، وحلقات نقاش تتناول أبعاد هذا النصر وأثره على المنطقة العربية والعالم. يتم تذكير الطلاب دائماً بأن هذا النصر لم يكن مجرد حدث تاريخي، بل هو رمز للصمود والعزيمة المصرية التي يجب أن تكون مصدر إلهام للأجيال الحالية والقادمة.
غرس القيم الوطنية لدى الأجيال الجديدة
من خلال الفعالية هذا العام، جددت المدرسة التزامها بغرس القيم الوطنية في نفوس الطلاب. الأنشطة التي تم تنظيمها لم تقتصر على الجانب التعليمي فقط، بل شملت أيضًا جوانب تفاعلية شارك فيها الطلاب بشكل مباشر، مما ساعدهم على الشعور بالانتماء الحقيقي للوطن. تم تقديم دروس عن أهمية الدفاع عن الوطن، وكيف أن نصر أكتوبر كان نتاجًا لتكاتف الجهود والعمل الجماعي والتخطيط الجيد. كما تركزت المناقشات على الدروس المستفادة من هذه الحرب، والتي تتمثل في القدرة على مواجهة التحديات وتحقيق الإنجازات الوطنية.
إحياء الروح الوطنية عبر الأنشطة المتنوعة
تنوعت الأنشطة التي تم تنظيمها خلال الاحتفال لتشمل ورش عمل تفاعلية حول تاريخ مصر العسكري وأهمية نصر أكتوبر في تعزيز مكانة مصر على الساحة الدولية. وتم تقديم عروض فنية وأدبية من إعداد الطلاب، تضمنت قصائد وأغاني وطنية تمجد بطولات الجيش المصري. كما تم عرض أفلام وثائقية قصيرة تسلط الضوء على التخطيط والاستراتيجية التي قادت إلى هذا النصر.
إلى جانب ذلك، تم تنظيم معرض فني يعرض رسومات الطلاب التي جسدت مشاهد من معركة أكتوبر، مما سمح للأطفال بالتعبير عن فهمهم للنصر من خلال الفن والإبداع. هذه الأنشطة الفنية لم تكن فقط فرصة لإظهار مواهب الطلاب، بل كانت أيضًا وسيلة لتعميق وعيهم بدور الفن في التعبير عن القضايا الوطنية.
رسائل الشكر والتقدير
وفي ختام الفعالية، تقدم أولياء الأمور والطلاب برسائل شكر وتقدير لإدارة مدرسة الأورمان على جهودها المستمرة في تنظيم مثل هذه الفعاليات الهامة. عبر العديد من الحضور عن إعجابهم بالطريقة التي تم بها تنظيم الحدث، وأشادوا بالدور الذي تقوم به المدرسة في ترسيخ القيم الوطنية وتعليم الأطفال أهمية تضحيات الأجيال السابقة من أجل الوطن.
استمرارية النهج الوطني
منذ سنوات عديدة، والمدرسة تواصل هذا النهج التربوي والتعليمي الذي يهدف إلى تشكيل جيل واعٍ بتاريخه ومسؤولياته تجاه وطنه. وإلى جانب الاحتفال بذكرى أكتوبر، تعمل المدرسة على تعزيز قيم أخرى مهمة مثل الانضباط والعمل الجماعي والإبداع الفني، وهو ما يساهم في بناء شخصية متكاملة للطلاب. يأتي هذا ضمن رؤية المدرسة لتقديم تعليم متكامل يجمع بين التميز الأكاديمي والقيم الوطنية، ويهدف إلى إعداد جيل قادر على تحمل مسؤولياته في المستقبل.
الاحتفالات المقبلة: خطوات نحو تعزيز الانتماء
مع انتهاء احتفالات هذا العام، يبقى الأثر العميق لهذه الفعالية ملموساً في نفوس الطلاب وأولياء الأمور على حد سواء. تتطلع المدرسة إلى مزيد من الفعاليات والأنشطة في المستقبل لتعزيز هذه القيم، حيث ترى أن الاحتفال بذكرى أكتوبر هو محطة سنوية مهمة تساهم في بناء الهوية الوطنية للطلاب وربطهم بتاريخهم العريق.
ختاماً، يمكن القول إن مدرسة الأورمان لا تنظم هذه الاحتفالات كنوع من التقليد الروتيني، بل كجزء أساسي من رسالتها التعليمية والتربوية، بهدف تربية جيل يحمل حباً حقيقياً للوطن ويكون على استعداد لخدمته والدفاع عنه في كل المواقف.