تحقيق يكتبه: صموئيل العشاي:
تداول نشطاء علي فيس بوك عدد من الأهداف التي من المتوقع ان تستهدفها اسرائيل خلال ردها على الهجوم الصاروخي الإيراني في الأول من أكتوبر الماضي، يعد من أخطر السيناريوهات التي قد تواجه المنطقة.
الأهداف المحتملة في الداخل الإيراني:
المواقع النووية الإيرانية:
الملف النووي الإيراني هو بمثابة كابوس دائم لإسرائيل، التي تسعى منذ سنوات إلى منع إيران من الحصول على قدرات نووية عسكرية. ورغم الاتفاقات النووية الدولية، فإن الشكوك ما زالت تسيطر على تل أبيب فيما يتعلق بتوجهات طهران النووية. لذلك، من المتوقع أن تكون المواقع النووية الإيرانية هي الأهداف الأولى لأي هجوم إسرائيلي محتمل.
تتمركز أبرز المواقع النووية الإيرانية في:
• بوشهر: منشأة نووية على الخليج العربي، وهي تعتبر رمزاً لبرنامج إيران النووي.
• أصفهان: موقع آخر يشمل منشآت تحويل اليورانيوم.
• قم وناتاناز: منشآت تخصيب اليورانيوم تحت الأرض، تعتبر الأكثر حساسية.
• بارتشين: منشأة لها تاريخ في الأنشطة العسكرية النووية.
هذه المواقع الخمسة تعتبر قلب البرنامج النووي الإيراني، وتدميرها قد يؤدي إلى إبطاء أي طموح إيراني لبناء سلاح نووي.
قواعد الصواريخ الباليستية
إيران تمتلك شبكة واسعة من قواعد إطلاق الصواريخ الباليستية التي يمكنها استهداف إسرائيل. استهداف هذه القواعد حلم اسرائيلي يساعدها في تقليص قدرة إيران على الرد بشكل مباشر.
تتركز هذه القواعد في مناطق مختلفة من إيران، بما في ذلك:
• محيط طهران وأصفهان: حيث يوجد عدد كبير من قواعد الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى.
• شمال غرب إيران في محيط تبريز: قرب الحدود التركية.
تمتلك إيران 9 قواعد صاروخية رئيسية، واستهدافها قد يحد من قدرتها على شن ضربات انتقامية على إسرائيل.
المنشآت النفطية
يعتمد الاقتصاد الإيراني بشكل كبير على النفط، وبالتالي فإن ضرب منشآت النفط والمصافي وموانئ التصدير سيشكل ضربة قاسية لاقتصاد البلاد.
تتواجد هذه المنشآت بشكل كبير على الخليج العربي وفي وسط إيران. استهدافها سيضر بقدرة إيران على تصدير النفط، مما سيزيد من الأعباء الاقتصادية على النظام الإيراني في وقت يعاني فيه أصلاً من العقوبات الدولية.
أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية
لإيران شبكة معقدة من أنظمة الدفاع الجوي تتكون من أنظمة محلية الصنع وأخرى روسية. وهذه الأنظمة تمثل خط الدفاع الأول عن المنشآت الحيوية مثل المواقع النووية، وقواعد الصواريخ، والمنشآت النفطية.
أبرز هذه الأنظمة هي:
## نظام S-400: هناك تقارير عن امتلاك إيران لهذا النظام الروسي المتقدم، ولكن لا يوجد دليل ملموس على أنه تم تشغيله فعلياً حتى الآن.
## نظام 15 خرداد: نظام إيراني محلي متحرك وطويل المدى، بمدى كشف يصل إلى 350 كم ومدى فعّال يزيد عن 200 كم. هذا النظام يمثل عماد الدفاع الجوي الإيراني، وهو مخصص لحماية المواقع الأكثر حساسية.
احتمالات نجاح الهجوم الإسرائيلي
الهجوم الإسرائيلي على إيران ليس بالعملية السهلة، فعلى الرغم من أن إسرائيل تمتلك قوة جوية كبيرة، إلا أن العوائق اللوجستية والجغرافية تشكل تحديات كبيرة.
منها المسافة الطويلة بين إسرائيل وإيران، إلى جانب الحاجة لعبور أجواء دول أخرى مثل العراق وسوريا، وهي تجعل أي هجوم عملية معقدة.
إضافة إلى ذلك، فإن إيران تمتلك دفاعات جوية متقدمة، وقدرة على شن هجمات صاروخية انتقامية. استهداف المواقع النووية تحت الأرض، مثل منشآت ناتاناز، يتطلب ذخائر خارقة للتحصينات، وهو ما يزيد من صعوبة العملية.
التأثير الإقليمي والدولي
أي هجوم إسرائيلي على إيران لن يكون بدون تداعيات إقليمية ودولية. وإيران قد ترد بضربات صاروخية على إسرائيل، وقد تستهدف المصالح الأمريكية في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، قد يتم تصعيد الوضع في لبنان وسوريا، حيث تمتلك إيران نفوذاً كبيراً من خلال حلفائها مثل حزب الله.
من الجانب الدولي، ستجد القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا نفسها مضطرة للتدخل بشكل أو بآخر. في حين قد تدعم الولايات المتحدة الهجوم الإسرائيلي بشكل غير مباشر، فإن روسيا قد تجد نفسها في موقف معقد، خاصة وأنها تملك علاقات قوية مع طهران.
خيارات إيران
من الجانب الإيراني، فإن طهران تدرك أن أي مواجهة شاملة مع إسرائيل قد تكون مكلفة للغاية. ولذلك، قد تحاول تجنب التصعيد من خلال استخدام وكلائها في المنطقة مثل حزب الله في لبنان أو الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا لضرب إسرائيل دون الدخول في مواجهة مباشرة.
كما أن إيران قد تسعى إلى تدويل الأزمة من خلال اللجوء إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لإدانة أي هجوم إسرائيلي محتمل.
الخلاصة
لا يظهر في الأفق رغبة لإيران وإسرائيل فى التراجع. وتسعى كلتا الدولتين للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية، فإن أي هجوم إسرائيلي على إيران قد يؤدي إلى اندلاع صراع واسع في المنطقة، مع تأثيرات قد تمتد إلى دول أخرى.
وفي هذا السياق، يبقى الحل الدبلوماسي وتجنب التصعيد الخيار الأمثل، رغم صعوبة تحقيق ذلك في ظل تعقيدات الأوضاع الجيوسياسية.