قال أمين عام المجلس الإسلامي العربي، الشيخ محمد علي الحسيني، إن زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف، إلى بيروت، المقررة غدًا، تأتي بعد أيام من زيارة وزير الخارجية الإيراني السابق، عباس عراقجي، وتعتبر مؤشرًا واضحًا على التخبط الذي تعيشه القيادة الإيرانية في إدارة ملف أذرعها في الدول العربية، وخاصة في لبنان مع حزب الله. وأوضح الحسيني أن هذه الزيارات المتتالية تعبّر عن قلق طهران بشأن دور حزب الله في ظل الأوضاع الإقليمية المتوترة.
التخبط الإيراني في إدارة حزب الله
وأضاف الحسيني، الذي يُعرف بتصريحاته المثيرة للجدل على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة عبر “إكس” (تويتر سابقًا)، أن قاليباف، القائد العسكري السابق في الحرس الثوري الإيراني، هو أحد رجال المرشد الأعلى علي خامنئي المقربين، وإرساله إلى بيروت يمثل خطوة جديدة في محاولة خامنئي لإعادة السيطرة الشخصية على ملف حزب الله، الذي شهد انتكاسات كبيرة مؤخرًا بسبب السياسات التي انتهجها الحرس الثوري.
وأشار إلى أن إيران، التي تدعم حزب الله بشكل كبير، تواجه تحديات داخلية وخارجية متزايدة، وأن إرسال قاليباف يأتي كجزء من محاولة إحياء تأثير خامنئي المباشر على الحزب بعد الأزمات التي تعرض لها، والتي كان أبرزها الاضطرابات الداخلية في لبنان والنقد المتزايد لدور حزب الله في الصراع الإقليمي.
التوترات داخل الحرس الثوري
وواصل الحسيني بالقول إن هناك تخبطًا واضحًا داخل الحرس الثوري الإيراني نفسه، الذي يسعى إلى توسيع نفوذه على حساب الحكومة المركزية والمرشد الأعلى، مما أضاف طبقة جديدة من التعقيد إلى المشهد الإيراني. وأكد أن هذا التخبط ليس مشكلة داخلية فحسب، بل يمتد ليؤثر على دور إيران في الشرق الأوسط، وخاصة على أذرعها في الدول العربية مثل العراق وسوريا ولبنان.
تأثير الصراعات الإيرانية على حزب الله
وفيما يتعلق بحزب الله، قال الحسيني إن الحزب يعيش حالة من الارتباك بين استمراره في التصعيد العسكري ضد إسرائيل من جهة، ومن جهة أخرى ضغوط داخلية وخارجية تدفعه نحو وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات سياسية. وأوضح أن هذا التخبط يعكس تعدد الولاءات داخل حزب الله بين مختلف المرجعيات الإيرانية، ما يعزز من الخلافات بين أجنحة النظام الإيراني.
الخلافات بين أجنحة النظام الإيراني
وأكد الحسيني أن الخلافات بين أجنحة النظام الإيراني تتجلى في التباين بين الحرس الثوري والحكومة الإيرانية، حيث يسعى كل منهما إلى فرض نفوذه على حساب الآخر. هذا الصراع يؤثر بشكل كبير على أداء حزب الله في لبنان، الذي يعتمد بشكل كبير على الدعم الإيراني. وأشار إلى أن هذه الخلافات الداخلية قد تكون لها انعكاسات كارثية على أذرع إيران في المنطقة، ما يعزز من حالة الفوضى التي تشهدها بعض الدول العربية مثل لبنان وسوريا.
الخاتمة
اختتم الشيخ محمد علي الحسيني تصريحاته بالتأكيد على أن الوضع الراهن يعكس تعدد الولاءات داخل حزب الله بين المرجعيات الإيرانية المختلفة، وهو ما يُعتبر نتيجة مباشرة للخلافات بين أجنحة النظام الإيراني. وشدد على أن هذا التخبط المستمر يؤثر سلبًا على استقرار المنطقة وعلى دور حزب الله، الذي بات في موقف لا يُحسد عليه بين مطرقة الضغوط الدولية وسندان الصراعات الإيرانية الداخلية.