يعيش محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد مليشيات الدعم السريع في السودان، حالة من القلق والاضطراب نتيجة التحديات المتزايدة التي تواجه قواته في الميدان. تأتي هذه التحديات على رأسها أزمة نقص الذخيرة، والتي دفعت حميدتي إلى اتخاذ إجراءات غير معتادة، كان أبرزها توجيه أوامره لجنوده بمنع إطلاق النار في الهواء للاحتفال بالنصر، وهي العادة المتبعة في صفوف المليشيات للتعبير عن نجاحاتهم. هذا التوجيه يعكس واقعاً مريراً تعيشه قوات حميدتي، حيث أصبح الحفاظ على الذخيرة أولوية قصوى في ظل تراجع الإمدادات ونقص الدعم اللوجستي.
ضعف الدعم السريع:
منذ بداية الصراع في السودان، اعتمدت مليشيات الدعم السريع على الإمدادات الخارجية لتمويل عملياتها وشراء الأسلحة والذخائر. ومع تزايد الضغوط الإقليمية والدولية، خاصة من الدول المجاورة مثل مصر، أصبحت هذه المليشيات في وضع حرج. نقص الإمدادات والأسلحة يعني أن حميدتي بدأ يفقد السيطرة تدريجياً على قواته، خاصة في ظل التوترات الداخلية والمواجهات المستمرة مع الجيش السوداني.
هذا الواقع الجديد يظهر أن مليشيات الدعم السريع بدأت تدخل في مرحلة من الضعف والتراجع، إذ أن فقدان القدرة على تأمين الإمدادات اللازمة يدفع بها إلى تقييد استخدام الأسلحة، مما يقلل من قدرتها على الصمود لفترات طويلة في المواجهات المسلحة. وفي ظل هذه الضغوط، يتبين أن مليشيات الدعم السريع لا تمتلك العمق الاستراتيجي أو التحالفات القوية التي تمكنها من الاستمرار في الصراع بنفس القوة التي بدأت بها.
نهاية المليشيات تقترب:
توجيهات حميدتي لجنوده بعدم الاحتفال بإطلاق النار هي إشارة واضحة إلى شعوره بالخطر المتزايد. هذه التحركات تعكس حالة من الرعب داخل صفوف مليشيات الدعم السريع، حيث يدرك حميدتي أن الوقت لم يعد في صالحه، وأن الضغط الدولي والإقليمي يتزايد يومًا بعد يوم. عدم وجود دولة تدعمه بشكل مباشر في هذه المرحلة الحاسمة يضعه في موقف هش للغاية، حيث تعتمد قواته الآن على موارد محدودة غير قادرة على الصمود لفترة طويلة.
في ظل هذه المعطيات، يبدو أن أيام مليشيات الدعم السريع أصبحت معدودة، وأنه لا مفر من انهيارها في ظل ضعف الإمدادات وفقدان التحالفات الخارجية. الشعب السوداني بات يدرك أن هذا الصراع قد يقترب من نهايته، وأن الطريق نحو استعادة الأمن والاستقرار في السودان بات أكثر وضوحًا.