وأسفرت التحريات الأولية عن عدم وجود محاضر رسمية فى أقسام الشرطة بمحافظتى القاهرة أو الجيزة، تثبت تعرض «صبحى كابر» لعملية نصب..!!. (المصرى اليوم).
ابن جحا سأل أباه: «يابا علمنى الرزالة» قال له جحا: «تعالى فى الهايفة واتصدر»، قال له ابنه: «طب علمنى الهيافة»، قال له جحا: «اللى تقوله تعيده» (مثل شعبى).
عجبت لك يا زمن، فى عيد الأكابر، يحتل «صبحى كابر» الشاشة، فى عيد أكابر نصر أكتوبر العظيم، يحصد «صبحى كابر» المشاهدات، عجيب والله عجيب، بيع محل مشويات يتحول «ترند»، إحنا فى زمن المسخ والرزالة والهيافة كما تشوف «ابن جحا»، معذرة يا جحا، لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء فينا.
الترند جنِّن البلد، «صبحى كابر» ترند، بكائيات كابر أعلى مشاهدة، ضع اسم «صبحى كابر» على محركات البحث، تعرف ماذا يشغل فراغ الطيبين، سترى عجبًا، العجب يتوارى من فرط الخبل.
هرمنا، لا أزعم عقلًا، ولا أدّعى حكمة، ولكن عقلى شَتّ من واقع معيش يتلهى فيه الناس بالترند عن قضاياهم الحياتية، منه لله اللى اخترع الفيس، وأدعى من قلبى على اللى اخترع تويتر وإنستجرام والتيك توك.. قطيعة تقطعهم بصوت الحبوبة «مارى منيب».
منصات إلكترونية خبيثة، سرقوا الدماغ الجمعى فى غفلة، الناس تنام وتصحى على فيديوهات مصنوعة فى أقبية مسحورة، باتت رائجة بين العامة، وارفع وشيَّر يا وله، وأنا أشيّر، وهو يشيّر، ونقضيها تشيير.. وسلامتك يا دماغى!!.
السوس الإلكترونى الذى ينخر فى عضم البلد وصل النخاع، مستوجب دراسة الحالة المصرية على السوشيال ميديا، ماذا يحدث للمصريين؟!، مطلوب دراسة مجتمعية نفسانية.
ما هو رائج ويروج على السوشيال يستأهل وقفة من الحادبين على سلامة أساسات بنيان هذا الوطن، الفضاء الوطنى فى شغل عما هو مصيرى، الناس فى فضاء مغاير، فضاء كونى فارغ تمامًا من الهَمّ الوطنى العام.
قضايا هامشية وهمية تستنفد «الوقود الحيوى» لهذا الوطن، السوس الإلكترونى يُعجزنا عن إدراك ما يجرى، الشغف الإلكترونى بات مرضيًّا، كل واحد ماسك محمول منهمك متلذذ يسيل لعابه على «مشويات صبحى كابر».
تخيل نصباية مشويات كابر غطت على صفقة رأس الحكمة، لو تفاعل رواد السوشيال ميديا مع إحالة مصنع الحديد والصلب إلى المعاش كما ندبوا على بيع محل المشويات لكان للحياة طعم آخر.. أعلم أن المشويات بالسلطات عند كابر ألذ، على طريقة (سماط معاوية أدسم)!!.
السؤال: مَن ذا الذى يصطنع الترند ويسوقه ساخنًا بطعم الكفتة والطرب، مَن يفتش ورا مصنع الكراسى (كل حين) بحثًا عن قصة وهمية يتلهى بها العامة فى الطرقات؟!.
مَن يحرفنا عن جادة الطريق، فيذهب بنا إلى مطاعم المشويات، الترند أكل عقل البلد، تحس البلد راكبها عفريت معفرت، كل يوم ينفث افتكاسة من منخاره الفظيع، تتجسد فى حكايات عبثية، وترندات وهمية، وحكايات للتسلية وتزجية وقت الفراغ، ولَتّ وعجن وكباب وكفتة وطرب.
فى الصعيد الجوانى مثل شعبى «مهجور»، يقول المثل: «قالوا إيش غرض الحزينة.. قالت غوازى يدقوا الصاجات».. ورواد السوشيال ميديا ليل نهار يدقون الصاجات حزنًا على بيع مصنع المشويات.. ومنين نجيب ناس لمعناة الكلام يتلوه؟!!.