أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن اغتيال هاشم صفي الدين، الأمين العام الجديد لحزب الله، الذي تم اختياره منذ أيام قليلة خلفًا لحسن نصر الله، بعد اغتياله في عملية معقدة أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والأمنية. وجاء هذا الإعلان ليثير بلبله إضافية في المنطقة، حيث يُعتبر صفي الدين شخصية بارزة ومؤثرة داخل الحزب، وترأسه للحزب يمثل استمرارًا للخط العقائدي والسياسي الذي أسسه نصر الله على مدار سنوات قيادته.
وأفادت تقارير ومزاعم أن عملية اغتيال صفي الدين تمت في ظروف غامضة أسفل سراديب مطار بيروت الدولي، في موقع استراتيجي تحت الأرض يربط المطار بمنطقة الضاحية الجنوبية، المعقل الرئيسي لحزب الله في العاصمة اللبنانية. هذه السراديب تُعتبر جزءًا من شبكة معقدة من الأنفاق التي يستخدمها حزب الله لأغراض أمنية وعسكرية، مما يجعل الوصول إليها صعبًا للغاية. وتشير التكهنات إلى أن القوات الإسرائيلية ربما استخدمت تقنيات عالية المستوى، بما في ذلك قدرات استخباراتية متقدمة وطائرات مسيّرة، لتنفيذ العملية بنجاح.
الأنباء عن اغتيال صفي الدين جاءت في سياق الهجوم من إسرائيل علي حزب الله، خاصة بعد اغتيال نصر الله، الذي كان يعد أبرز شخصية في المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ التسعينيات. ومنذ اغتياله، كثرت التكهنات حول كيفية رد حزب الله وموقع خليفته في المعادلة السياسية والعسكرية في لبنان والمنطقة. ويأتي اغتيال صفي الدين ليزيد من حدة هذه التوترات، مع احتمالية تصاعد الردود من الحزب على الصعيدين العسكري والسياسي.
التقارير التي تحدثت عن العملية تثير تساؤلات حول مدى تمكن إسرائيل من اختراق المنظومة الأمنية لحزب الله، خصوصًا في مواقع يُفترض أنها ذات سرية تامة وتحظى بحماية مشددة. و أشارت بعض المصادر إلى أن العملية تمت بالتنسيق مع جهات استخباراتية دولية، مما يفتح الباب أمام فرضيات متعددة حول كيفية وقوع الاغتيال في منطقة حساسة ومحمية كهذه.
في الوقت نفسه، لم يصدر حتى الآن تعليق رسمي من حزب الله حول صحة هذه المزاعم، وهو ما يزيد من الغموض حول الوضع الراهن داخل الحزب. ينتظر المراقبون كيف سيتعامل حزب الله مع هذا التطور الخطير، خصوصًا أن اغتيال قيادات بهذا المستوى يمثل تهديدًا لهيكل القيادة واستمرارية التنظيم.