أوضح اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، أن اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أو عدد من قادة الحزب لن يؤدي إلى انهيار الحزب، مؤكدًا أن الحزب يمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ التي تتيح له مواصلة توجيه الضربات للمدن والمستوطنات الإسرائيلية حتى في حال فقدان بعض قياداته. أشار إلى أن حزب الله يمتلك كوادر مؤهلة تعوض أي خسائر قيادية قد تنجم عن عمليات اغتيال إسرائيلية، ما يعزز قدرة الحزب على الاستمرار في عملياته.
وتابع رشاد، الذي يُعد مؤسس غرفة معلومات حرب أكتوبر، مستبعدًا احتمالية شن إسرائيل حربًا برية واسعة على لبنان، موضحًا أن الطبيعة الجغرافية الوعرة للبنان، بالإضافة إلى شبكة الأنفاق التي أنشأها حزب الله، تجعل من الصعب تحقيق نصر بري سريع لإسرائيل. واستشهد بما حدث خلال حرب 2006، حيث واجهت إسرائيل مقاومة عنيفة وتكبدت خسائر كبيرة، مشيرًا إلى أن الثمن الذي ستدفعه إسرائيل في أي حرب برية جديدة قد يكون أكبر مما يمكن أن تتحمله الحكومة الإسرائيلية أو مستوطنيها، مما يجعلها تتردد في اتخاذ هذا الخيار.
وعلى صعيد تكتيكات إسرائيل العسكرية الحالية، أضاف رشاد أن الجيش الإسرائيلي يعتمد على مزيج من القصف الجوي المكثف، الهجمات السيبرانية، والاستخباراتية لتحقيق أهدافه. وأشار إلى أن الهدف الأساسي من هذا التصعيد هو إعادة المستوطنين الذين فروا من مستوطنات الشمال بفعل تهديدات حزب الله، وضمان إبعاد الخطر عن هذه المناطق بشكل دائم. إلا أن رشاد أكد أن الحرب ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل تُستخدم كورقة ضغط لتحقيق غايات سياسية على طاولة المفاوضات.
في هذا السياق، أوضح رشاد أن الهدف الاستراتيجي لإسرائيل هو دفع حزب الله إلى الدخول في مفاوضات لوقف إطلاق النار بوساطة أمريكية، ما قد يمنح إسرائيل فرصة لفرض شروطها. وفي إطار أوسع، لم يستبعد رشاد أن تسعى إسرائيل إلى استدراج أطراف أخرى، ولا سيما إيران، في محاولة لتوسيع دائرة الصراع لتشمل مواجهة عسكرية مباشرة مع طهران، ما سيوفر لإسرائيل ذريعة لتوجيه ضربة كبرى للبرنامج النووي الإيراني، مستغلة الظروف المتوترة في المنطقة.