كتب – صموئيل العشاي:
ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة مؤثرة وشاملة خلال حفل تخريج دفعة جديدة من طلاب أكاديمية الشرطة. الكلمة لم تقتصر على مجرد التهاني للخريجين وأسرهم، بل امتدت لتتناول قضايا هامة، أكدت على دور مصر الحيوي في الحفاظ على استقرار المنطقة، ومكانتها الإقليمية والعالمية.
كانت الكلمة بمثابة بيان يحمل رسائل محلية وعالمية تزيد من مكانة مصر تحت قيادة السيسي، التي وُصفت بأنها قيادة حكيمة تمتلك رؤى استراتيجية تسهم في استقرار المنطقة بأسرها.
دور مصر في استقرار المنطقة والعالم
بدأ الرئيس السيسي كلمته بالتأكيد على أن مصر تدير شؤونها بشكل يحافظ على أمنها وأمن المنطقة، حيث تسعى البلاد لتجنب التورط في أي صراعات إقليمية قد تؤثر على استقرارها الداخلي. أوضح الرئيس السيسي أن مصر تتحلى بالحكمة في إدارة علاقاتها الدولية والإقليمية، مشددًا على أن الاستقرار الذي تعيشه مصر ليس وليد الصدفة، بل نتيجة لسياسات متوازنة وقيادة واعية تدرك حجم المخاطر والتحديات التي تواجه المنطقة.
كما أكد الرئيس أن مصر، بقوتها العسكرية والاقتصادية، قادرة على تحمل المسؤوليات الكبيرة، ولها دور محوري في التأثير على القضايا الإقليمية والدولية. هذا التأثير جعل من مصر لاعبًا أساسيًا في حفظ الأمن والاستقرار، ليس فقط على مستوى الشرق الأوسط، ولكن على مستوى العالم.
وأشاد السيسي بهذا الدور المتنامي لمصر الذي يجعلها حاضرة بقوة في كل الملفات السياسية الكبرى.
رسالة طمأنة للشعب المصري
طمأن الرئيس السيسي الشعب المصري بأن مصر “بخير وستظل قوية” طالما أن الشعب المصري يبقى متحدًا وثابتًا، ويتحمل مسؤولياته تجاه وطنه. تأتي هذه الرسالة في وقت تعيش فيه المنطقة اضطرابات عديدة، حيث أعاد السيسي التأكيد على أن مصر لن تسمح بأي تهديد لأمنها واستقرارها الداخلي. وأشار إلى أن الدولة المصرية ستظل تتبع سياسة حكيمة ومتوازنة في التعامل مع الأزمات الإقليمية، وذلك لتجنب التورط في صراعات قد تؤثر على استقرار البلاد.
وقد كانت هذه الرسالة بمثابة دعوة للشعب المصري للاصطفاف خلف القيادة في مواجهة التحديات، مؤكدًا أن الوحدة الوطنية هي السر في الحفاظ على قوة الدولة. هذه الطمأنة ليست فقط للشعب المصري، ولكن أيضًا للعالم الخارجي، الذي يتابع الدور المصري في حفظ استقرار المنطقة وسط الأزمات.
حجم الكذب ضد مصر
في إطار آخر، تناول الرئيس السيسي موضوع الشائعات التي تنتشر في الآونة الأخيرة بشكل متزايد، وأكد على أن هناك “حجمًا كبيرًا من الكذب والإفك والافتراء” يستهدف الدولة المصرية، مشيرًا إلى أن هذه المحاولات تستهدف زعزعة الاستقرار الداخلي. ودعا المثقفين ووسائل الإعلام إلى التصدي لهذه الأكاذيب، والعمل على توعية الرأي العام بما يحدث بالفعل.
أكد السيسي أن الشعب المصري يجب أن يكون على وعي كامل بحجم التحديات التي تواجه البلاد، وأن الشائعات والافتراءات ليست إلا محاولات لزرع الفتنة بين الشعب والقيادة. وأشار إلى أن الصدق والشفافية هما من المبادئ الأساسية التي يحرص عليها في التعامل مع المواطنين، مؤكداً على أن القيادة المصرية لن تخفي شيئًا عن الشعب، وستظل صريحة وواضحة.
دور رجال الشرطة في حماية الأمن
تطرق الرئيس السيسي أيضًا إلى أهمية دور رجال الشرطة في الحفاظ على الأمن الداخلي، مشيدًا بالجهود التي تبذلها الأكاديمية لإعداد ضباط محترفين قادرين على مواجهة التحديات الأمنية. أكد أن رجال الشرطة هم الخط الأمامي في مواجهة الجرائم وحفظ الأمن، داعيًا الخريجين إلى العمل بجد وإخلاص في خدمة وطنهم.
أثنى السيسي على الجهود المبذولة في التدريب والتعليم، مشيرًا إلى أن أكاديمية الشرطة أصبحت نموذجًا عالميًا في إعداد الكوادر الأمنية، وأن الضباط الجدد هم جزء من هذا النجاح المستمر. كما دعاهم إلى الحفاظ على لياقتهم البدنية والابتعاد عن التدخين، مشددًا على ضرورة تقديم صورة إيجابية لرجل الشرطة المصري أمام الرأي العام.
**خسائر الاقتصاد المصري **
لم يغفل الرئيس السيسي الجانب الاقتصادي، حيث أشار إلى التحديات الاقتصادية التي تواجه مصر، بما في ذلك الخسائر التي تعرضت لها قناة السويس مؤخرًا. أوضح أن مصر فقدت ما بين 50% إلى 60% من إيرادات القناة خلال الأشهر الثمانية الماضية، وهو ما يقدر بأكثر من 6 مليارات دولار. ورغم هذه الخسائر، أكد السيسي أن الاقتصاد المصري قادر على تجاوز هذه التحديات، مشيرًا إلى أن الحكومة تعمل على استعادة معدلات النمو والاستقرار الاقتصادي.
الرئيس السيسي أكد أن التحديات الاقتصادية لن تقف حائلاً أمام تقدم مصر، مشيرًا إلى أن البلاد تواصل مشاريعها الكبرى التي تعزز من مكانتها الاقتصادية على الساحة العالمية. كما دعا الشعب المصري إلى الصبر والتكاتف لتجاوز هذه المرحلة الحرجة.
الاهتمام العالمي بكلمة الرئيس السيسي
كانت كلمة الرئيس السيسي محط أنظار العالم، حيث أثارت اهتمامًا واسعًا من قبل المحللين السياسيين والإعلاميين على الصعيدين المحلي والدولي. الكلمات التي ألقاها السيسي لم تكن مجرد خطاب احتفالي، بل كانت بيانًا واضحًا يحمل رسائل هامة للعالم، يؤكد فيها أن مصر قادرة على لعب دور أكبر في حفظ الأمن والاستقرار العالميين.
الكلمة وضعت مصر في مقدمة الدول التي تدعو إلى السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وأظهرت القيادة المصرية كرائدة في التعامل مع الأزمات بحكمة واتزان.