دعت روسيا، من خلال بيان صادر عن سفارتها في القاهرة، إلى ضرورة أن توقف إسرائيل فورًا جميع الأعمال العدائية ضد لبنان. وأكد البيان أن هذه الخطوة تمثل ضرورة قصوى لحقن الدماء وتهيئة الظروف الملائمة لتسوية سياسية شاملة، عبر استخدام أدوات دبلوماسية من شأنها تخفيف حدة التوترات المتصاعدة في المنطقة.
كما شدد البيان على أهمية العمل على إيجاد حلول سياسية تسهم في تجنب المزيد من الصراع الذي قد يتسبب في تعميق الأزمة ويؤدي إلى تفاقم العواقب الإنسانية.
وفي هذا السياق، دعت روسيا المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل عاجل للقيام بدور فعال في منع انزلاق المنطقة إلى مواجهة مسلحة شاملة، قد تكون لها آثار كارثية لا تقتصر على لبنان فحسب، بل تمتد إلى استقرار الشرق الأوسط بأسره، مع تداعيات خطيرة قد تطال الأمن الدولي.
وقالت السفارة الروسية في بيانها إنه في مساء 27 سبتمبر، شن سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة من الضربات الجوية العنيفة التي استهدفت منطقة مكتظة بالسكان في جنوب بيروت.
ونوهت إلى أن هذه الهجمات أسفرت عن دمار واسع في البنية التحتية، بما في ذلك تسوية العديد من المباني السكنية بالأرض. وأوضح البيان أن الجيش الإسرائيلي برر هذه الهجمات بأنها جاءت لاستهداف مقر العمليات الرئيسي لحزب الله. وفي إطار هذه العملية، نفذت القوات الإسرائيلية أيضًا قصفًا مكثفًا على الأحياء الجنوبية للعاصمة اللبنانية.
مدعية أن هذه المناطق تضم مستودعات أسلحة تابعة لحزب الله. ونتيجة لهذا التصعيد العسكري، تعرضت المباني السكنية للدمار الكامل، فيما أُصيب عشرات المدنيين بجروح متفاوتة الخطورة. ومع ذلك، لا يزال العدد النهائي للقتلى غير محدد حتى الآن، حيث تستمر فرق الإنقاذ في إزالة الأنقاض وسط جهود حثيثة للتعامل مع الكارثة الإنسانية الناجمة عن هذه الهجمات.
وأكد البيان أن صباح يوم 28 سبتمبر شهد إعلانًا رسميًا من القيادة العسكرية الإسرائيلية عن مقتل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، نتيجة هذه العملية العسكرية. وأشار إلى أن حزب الله أكد بدوره وفاة زعيمه الذي تولى قيادة التنظيم لأكثر من ثلاثة عقود.
كما ذكر البيان أن هذا الاغتيال يأتي في إطار سلسلة من الاغتيالات السياسية التي تمارسها إسرائيل في المنطقة، وهو ما تدينه روسيا بشدة وتعتبره عملاً يفاقم من تعقيد الأوضاع ويهدد بإشعال مزيد من التصعيد.
وأعرب البيان عن القلق من أن مثل هذه الأعمال العنيفة لن تؤدي إلا إلى تفاقم التوترات القائمة في لبنان والمنطقة، وستساهم في زيادة حالة الفوضى وعدم الاستقرار، ما قد يترتب عليه عواقب وخيمة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وفي ختام البيان، حملت روسيا إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التصعيد اللاحق، محذرة من أن هذا المسار لا يمكن أن يؤدي إلا إلى موجة جديدة من العنف والدمار في لبنان، مع تأثيرات سلبية على الشرق الأوسط ككل.
وطالبت روسيا مجددًا بضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات ووقف جميع الأعمال العسكرية، مؤكدة أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق المعقد.